تقاريرسلايدر

مؤسسات الأسري: شهادات مروعة لـ “معتقلي غزة” في سجون الاحتلال

الأمة:  كشفت “هيئة شؤون الأسرى والمحررين” و”نادي الأسير الفلسطيني”، عن شهادات مروعة جديدة لمعتقلي قطاع غزة، تم توثيقها خلال أول زيارة قانونية أجريت مؤخراً لمجموعة منهم في قسم “ركيفت”، الواقع تحت سجن “نيتسان – الرملة”،

والذي خصصه الاحتلال الإسرائيلي لأسرى أطلق عليهم وصف “النخبة”، وعدد منهم مصنف كمقاتلين “غير شرعيين” بحسب تصنيفات الاحتلال.

وقالت “مؤسسات الأسرى”، في تقرير صحفي اليوم الثلاثاء، تلقته ”  وكالة قدس برس”، أن هذه الزيارة تأتي كجزء من الجهود الحقوقية والقانونية التي تبذلها المؤسسات الفلسطينية لمتابعة أوضاع المعتقلين، ووصفت بأنها تمت تحت إجراءات رقابة مشددة ومرافقة أمنية لصيقة.

وأُجريت الزيارة في ظروف استثنائية داخل مبنى قديم شبيه بالمخزن، حيث تم النزول إلى طابق تحت الأرض عبر درج متهالك مليء بالحفر والصراصير. وفرضت سلطات الاحتلال قيوداً صارمة على الزيارة، بما في ذلك منع المحامين من تزويد الأسرى بأي معلومات عن عائلاتهم أو الوضع الخارجي.

وأكدت المؤسسات، أن علامات الرعب والخوف كانت واضحة على وجوه المعتقلين الذين تمكّن المحامون من التواصل معهم بصعوبة بسبب الرقابة، قبل أن ينجحوا في طمأنتهم بهوياتهم كممثلين قانونيين.

شهادات صادمة من المعتقلين:

المعتقل (س.ج) أشار إلى تعرضه لأشكال قاسية من التحقيق منذ لحظة اعتقاله في ديسمبر 2023، قائلاً إنه خضع لتحقيق “الديسكو” و”البامبرز” لستة أيام متواصلة، حيث تم تشغيل موسيقى صاخبة بشكل مستمر،

وأُجبر على استخدام الحفاضات التي لم تُغيّر سوى مرتين. وحُرم من الطعام، وحُدد له نصف كأس ماء يومياً، وظل مقيد اليدين ومعصوب العينين طوال فترة التحقيق.

لاحقاً، نُقل بين عدة سجون ومعسكرات، منها “سديه تيمان، عسقلان، المسكوبية، وعوفر”، وصولاً إلى “ركيفت”، واصفاً ظروف الأخير بالأشد قسوة، حيث يُحتجز ثلاثة أسرى في زنزانة، أحدهم ينام على الأرض، وتُمنع عنهم أشعة الشمس خلال “الفورة”، مع استمرار الإهانة والإذلال.

المعتقل (و.ن) الذي اعتُقل في ديسمبر 2024، تحدث عن تعرضه للتعذيب والضرب والتهديد خلال التحقيق معه من قبل المخابرات الإسرائيلية، إضافة إلى الاعتداء الجنسي عبر الضرب على أماكن حساسة بجهاز التفتيش.

وأكد معاناته الصحية وآلامه الجسدية الناتجة عن إجبارهم على الجلوس لساعات طويلة على الركبتين، وحرمانهم من الملابس الداخلية، وإجبارهم على شتم أمهاتهم. كما أشار إلى كسر إصبعه خلال نقله، ضمن أسلوب ممنهج يتبعه السجانون.

المعتقل (خ.د) أشار إلى أنه تعرض لتحقيق “الديسكو” ثلاث إلى أربع مرات، مع تعمد شبحه لفترات طويلة وتقييده وضربه،

موضحاً أنه عانى من مرض الجرب خلال احتجازه في سجن “عوفر”، ثم استمر معه بعد نقله إلى سجن “الرملة”، إلى جانب آلام صدرية حادة نتيجة التقييد للخلف. وأكد أن السجانين يعاقبون المعتقلين بكسر إصبع الإبهام.

المعتقل (ع.غ) تحدث عن احتجازه 35 يوماً في معسكر “سديه تيمان”، وخضوعه لتحقيق “الديسكو” خمسة أيام، رغم معاناته من إصابة وحمى شديدة دون تلقي أي علاج. كما أكد تعرضه لفقدان الوعي عدة مرات بسبب مشاكله القلبية. وأوضح أنه احتُجز بدايةً في “بركس” مفتوح بلا ملابس أو غطاء.

ومنذ نقله إلى “ركيفت”، وصف الظروف بأنها غير إنسانية: كاميرات تراقبهم على مدار الساعة، منع الصلاة، تهديد دائم بالقتل، إجبار على شتم الأمهات، والضرب خلال “الفورة”، التي تعتبر مناسبة لإهانتهم أثناء تقييدهم. وبيّن أن وقت الفجر يُعرف فقط عندما يدخل السجانون لسحب الفرشات والأغطية.

“ركيفت”.. سجن العزل والتعذيب تحت الأرض..

وأكدت “مؤسسات الأسرى” أن قسم “ركيفت” هو جزء من بنية قمعية مستحدثة أو معاد استخدامها منذ بدء الإبادة الجماعية في قطاع غزة،

حيث أنشأ الاحتلال أو أعاد تفعيل عدة مواقع لاحتجاز معتقلي غزة، أبرزها: “سديه تيمان، عناتوت، عوفر، وركيفت”، بالإضافة إلى معسكر “منشة” الخاص بمعتقلي الضفة الغربية. وتحوّلت هذه المواقع إلى ساحات لتعذيب المعتقلين جسدياً ونفسياً بشكل لحظي.

وأشارت “مؤسسات الأسرى” إلى أن عدد معتقلي غزة الذين اعترفت بهم مصلحة السجون الإسرائيلية حتى بداية نيسان/ أبريل 2025، بلغ 1747 معتقلاً ممن تم تصنيفهم كمقاتلين “غير شرعيين”، وهو عدد لا يشمل كافة المعتقلين المحتجزين لدى جيش الاحتلال، بل فقط أولئك الخاضعين لإدارة مصلحة السجون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى