“للبطولاتِ حديثٌ يُجْتَنَى”.. شعر: الشيخ شريف قاسم

لا تـسـلْـنـي عــــن لـيـالـي الـصَّـالـحينْ … إذْ رأى الفاجعُ حالَ المعرقينْ ! (1/2)
والأبــــاةَ الــصِّـيـدَ فــرســانَ الــوغـى … والـطَّـريدَ الـبَـرَّ مَــن يـحـمي الـعرينْ !
أو درى فـــعــلَ الــلـيـالـي إذ طـــــوتْ … فـــي مـغـانـيهم بــسـاطَ الـسَّـامـرينْ !
تـــلـــك أيَّــــــامُ ســجــايـا رفـــرفــتْ … فــــوق هــامــات الأُبــــاةِ الـقـادمـيـنْ
يـــقـــرأُ الــتــاريــخُ عــنــهـا صُــحُــفًـا … مــزهــراتٍ فــــي جــبـيـن الـفـاتـحينْ
لــــم تــــدعْ لــلـريـبِ فـــي تـطـوافِـها … أثـــــرًا يـــــؤذي قــلــوبَ الـسَّـامـعـينْ
إنَّـــــــه الإٍســـــــلامُ لــلــدنــيـا فــــــلا … يــرتــضـي الــعــاقـلُ زورَ الـمـفـتـريـنْ
فــــبـــه الــــعـــزُّ الـــــــذي أجـــنـــادُه … مــــا أهـمَّـتْـهُـم حــشــودُ الـمـجـرمينْ
فــالــمـثـانـي خــــالـــداتٌ نــــورُهـــا : … يــغــمـرُ الآفــــاقَ لا يُــبـقـي الــظـنـونْ
وطــــيــــوبُ الـــسُّـــنَّــةِ الــــغـــرَّاءِ لا … تـــــدع الــحــيـرانَ لـلـبـلـوى خــديــنْ
وهـــــــو الَّــــلـــهُ الـــــــذي أكــرمــنــا … بــالـرضـا الـمـيـمـونِ بــيـنَ الـعـالَـمينْ
ولأهـــــــــواءِ نــــفــــوسٍ أُبــــعِــــدَتْ … عــن حـيـاضِ الـديـنِ أوهـاهـا الأنـيـنْ
فـــتــردَّتْ فـــــي مــتـاهـات الــهــوى … واسْــتُــذِلَّــتْ لــلــطـغـاةِ الـفـاسـقـيـنْ
أهـــــــي الأُمَّـــــــةُ مَـــــــن أكــرمــهــا … ربُّــهـا الأعــلـى بــثـوبِ الـمـصطَفينْ !
أهـــــــي الــمــخــتـارةُ اســتـخـرجـهـا … مــالـكُ الـمـلـكِ مـــن الـجـهلِ الـمـهينْ
أَوَمَــــــا كـــانـــت لــدنــيـاهـم يــــــدًا … بــالـهـدى تــزجــي الـمـنـى لـلـسَّـائلينْ
أوَمـــــا زالـــــتْ عـــلــى عـــهــدٍ لــهــا … فــــي عـــداد الأكـرمـيـن الـمـعـرقينْ !
لـيـس فــي الأرضِ كـمـا فــي أرضِـهم … مـــــن كـــآبــاتِ وجــــوهِ الـسَّـاكـنـينْ
ســـلــبَ الــبـغـيُ سُــويـعـاتِ الــمـنـى … إنَّ وحــشَ الـبـغيِ فــي الـدنـيا لـعـينْ
والـطَّـريـدُ الــفـذُّ مـــن أهـــلِ الــهـدى … بــاتَ فـي أُفْـقِ الـسُّها لا يـستكينْ (3)
يــتــثَــنَّـى وفـــــــمُ الـــمــجــدِ لـــــــه … يـتـغـنَّـى الــيـومَ بـالـحـرفِ الـرَّصـيـنْ
وكــنـورِ الـصُّـبـحِ فـــي وجـــهِ الـعـلى … ما نأى الملهوفُ عن فيضِ الحنينْ
تــنــطــوي الــلُّــجـةُ فـــــي إقـــدامِــه … لايـــبـــالــي فــمــثــانـيـه الــسَّــفــيـنْ
ربُّــــــه مـــولـــى الـــــورى يــحـفـظُـه … مــــن رزايــــا وهـــو الـحـفـظُ يـقـيـنْ
فـــــي جـــهــادِ لـــــم يــــزلْ يــؤثــرُه … وســيـبـقـيـهِ ســبــيــلَ الـمـخـلـصـيـنْ
فــالــسـلامُ الــعــذبُ يــبـقـى ســاعــةً … ويــــواريــــه فــــســـادُ الــمــعـتـديـنْ
لــلــبــطـولاتِ حــــديـــثٌ يُــجــتَــنَـى … مـــن رفـيـفِ الـنَّـقعِ شــذوِ الـظـافرينْ
هــــكـــذا كـــــــان أخــــــو دعــوتِــنــا … يــرخـصُ الـعـمـرَ، يـضـحِّـي بـالـوتينْ
يــــزرعُ الــــدربَ شــجـيـراتِ الـمـنـى … لــكــرامِ الــنــاسِ عــاشــوا واجـفـيـنْ
بــــــدَّدَ الــطـغـيـانُ عــنــهـم أمــنَــهـم … وهـــــو الــبــاغـي شـــقــيٌّ وضــنـيـنْ
وأخـــــو الإســـــلامِ فــيــهـا فــــارسٌ … لــيـس يــرضـى بـجـنـاياتٍ الــخـؤونْ
ومـــحــيَّــاهُ بـــــــه شـــــــوقٌ إلــــــى … جـــنَّــةِ الــخــلـدِ مـــــآلِ الـصَّـالـحـينْ
وإخـــــــاء لـــــــم تـــــــزل أفـــيـــاؤُه … تــمــلأ الــصَّــدرَ بــطـيـبِ الـمـنـجـبينْ
فــالــطـريـدُ الـــيــومَ رمـــــزٌ لــلــنَّـدى … إذ تــخـلَّـى عــــن غــوايـاتِ الـسـنـينْ
لا يـــوالــي مَـــــن يــبـيـعـون الــهــدى … ويـــصــدُّون عـــــن الــنـهـجِ الـثَّـمـيـنْ
يـــخـــدعُ الأمَّـــــةَ تــزيــيـفُ الـــــذي … يـخـلطُ الـمـاءَ بـمسحوقِ الـوزينْ (4)
يـــا أخـــا الأبـــرارِ فـــي ســاحِ الـفـدا … تــهــبُ الــثَّــوبَ الــمـوشَّـى بـالـيـقينْ
لأولـــــــي الــهــمَّــةِ أبـــنـــاءِ الأُلــــــى … لــــم يـعـيـشـوا إيْ وربِّـــي واجـفـيـنْ
قــــد رمــــوا زيــنــةَ دنــيـاهـم لِــمَــنْ … غـــــرَّهُ الــعــيـشُ بــزهــوِ الـمـتـرفـينْ
وهــــــو الــعــيــشُ كـــمـــا عــايـنـتُـه … لـــــم يــكــنْ دنــيــاهُ لـلـمـسـتَضعفينْ
كـــأسُــه الــعـذبـةُ تــشـكـو مــــن أذى … غـــدرِ هـــذا الـخِـبِّ صـنـوِ الـمـفترينْ
والـفـتى الـجـوَّابُ فــي مـغنى الـرضا … أُبـــعِــدَتْ عـــنــه وغـــابــتْ لاتــبـيـنْ
ومـــرامـــي الــخــيـرِ لـــــو أنــطـقَـهـا … ربُّــهـا الأعــلـى عـــن الــسِّـرِّ الـدفـيـنْ
لا اســتــقــلَّــتْ بـــمـــآتــي فــضــلِــهـا … وهـــــفــــتْ آلاؤُهـــــــــا لــلــمـتَّـقـيـنْ
نـــعــمــت الــدنــيــا الـــتـــي آلــمَــهــا … وجـــعُ الـقـلـبِ الـــذي يـأبـى الـركـونْ
لُــعِــنَـتْ دنــيــا بــهــأ الــشَّــرُّ طــمــى … ومـــــع الــظــلـمِ تــآخــى والــمـجـونْ
فــالــغــوايــاتُ الــــتــــي يــنــكــرُهــا … وحـتيُ ربِّ الـعرشِ فـي دنـيا الـفتونْ
يــتــلاشـى مـــــا بـــهــا مــــن ســفــهٍ … بــــهـــوان الــمــسـرفـيـن الــعـابـثـيـنْ
فــالــمـلاهـي أطـــربـــتْ أفــواجَــهـم … وَهْـــيَ تــرعـى هـرطـقاتِ الـمـحتفينْ
وهــــــي الـــنُّـــذْرُ تــنــاديـهـم إلــــــى … عــبــثِ الـشـيـطـانِ هــــلاَّ يـسـتـحونْ
عــاجــلــتْـهـم نـــقـــمــةُ اللهِ فــــلــــم … تَـــــرَ فــيــهـم غـــيــرَ واهٍ مـسـتـكـينْ
حـــقــبٌ تــمــضـي وأخـــــرى أهــلُـهـا … فـــي تــبـابِ الإثــمِ امـسـوا هـامـدينْ
مـــــا تَـخَـطَّـتْـهـم رَحَـــــى غـفـلـتـهـم … إذْ أتــــى الـفـاجـعُ يُـنْـبِـي الـمـرجـفينْ
فـــتـــلا آيـــــاتِ ربِّ الـــنــاسِ فـــــي … أُذُنِ الـــنَّــاسِ عــســاهـم يــسـمـعـونْ
ويـــــلَ مَــــن بــــارزَ بــالإثــمِ الــــذي … بـــــرأ الــخَــلْـقَ ، وفــــازَ الـمـدلـجـونْ
هــــم بــمـحـرابِ الــذيـن اسـتـأنـسوا … بـــمـــنــاجــاةِ إلــــــــــهِ الــعــالــمــيـنْ
فـــتـــراهـــم ركَّــــعًــــا أو ســــجَّــــدًا … فــــي عِــــدادِ الأتــقـيـاءِ الـصَّـالـحـينْ
قــــد رأوا نــــورَ الـطـريـقِ الـمـجـتبى … فــتــنـاءَوا عــــن طــريــقِ الـعـابـثـينْ
وارتــضـوا نـهـجًـا بــديـنِ الـمـصطفى … لــيــنـالـوا الــعــفـوَ تــلــقـاهُ الــيـمـيـنْ
هــــو ذاك الـمـسـلـمُ الــصَّــدَّاحُ فــــي … غــمـرةِ الـلاهـيـن فــي الـدنـيا سـنـينْ
بـــــذلَ الــنـفـسَ ومــــن فــــي يــــده … فــــي سـبـيـلِ اللهِ والــشَّـرعِ الـمـبـينْ
قـــــد يــعـانـي مــــن أذيَّــــاتٍ وقــــد … يُــحـرمُ الـراحـةَ فــي لـيـلِ الـسـجونْ
إنَّـــــــه الــــمـــلاَّحُ فـــــــي لــجَّــتِــهـا … ولــــه الــمـجـدافُ يـحـنـو والـسَّـفـينْ
أيُّـــهـــا الـــمـــلاحُ لاتـــخـــشَ الــلــقـا … إنَّــــه الـطـوفـانُ يــطـوي الـمـحـنقينْ
إنَّـــــــه الـــطــوفــانُ نــــــادى أمَّــــــةً … هــجـعـتْ بــيــنَ عـــروشِ الـظـالـمينْ
حــســبــتْ فــيــهـم بــقــايـا نـــخــوةٍ … أو أثـــــــاراتِ حــــديـــثِ الأولــــيـــنْ
إنَّـــمـــا خـــابــتْ ظـــنــونٌ وخـــبــتْ … جــــذوةُ الأمــــسِ بــصـدرِ الـغـابـرينْ
إنــــهــــا الأيــــــــامُ يــــــــا أُمَّـــتـــنــا … فــضــحـتْ مــــن خــفـايـا الـهـالـكـينْ
أنــــتِ مـــن روحِ زمـــانِ الـمـصـطفى … ولـــــكِ الأمــجــادُ فــحـواهـا مــبـيـنْ
وبـــــك الآمـــــالُ مــاكــانـت سُـــــدى … فــالــبــشـاراتُ بــعــهــدِ الــرَّاشــديــنْ
إنَّـــــه جـــيــلُ الـمـثـانـي مــــا ونــــى … أو تـــوارى مــثـل جــيـلِ الـحـائـرينْ !
يـــرفــعُ الــجـيـلُ لــــواءً لــــم يــكــنْ … يــخـفـقُ الــيــوم بــأيـدي الـخـانـعينْ
هــاهــم الأبـــرارُ فـــي شـــامِ الــهـدى … وبـــمـــصــر الــعــلــمــاءِ الــعــامـلـيـنْ
وفــلـسـطـيـن وكــــــم تــحــلـو بـــهــا … غــــزوةُ الـفـرسـانِ رغـــمَ الـمـقـعدينْ
نــــاصـــرتْ غــزوتَــهــم إذ مُـــزِّقـــتْ … بــمــنــاقــيــرِ طـــــيــــورٍ بـــيــقــيــنْ
ورأيـــــنــــا الـــكـــلـــبَ إذ أنـــيـــابُــه … قــطَّـعـتْ وجــــهَ شــعـارِ الـمـجـرمينْ
لا أمــــــاري إن أتــــــتْ مــــــن ربِّـــنــا … نــجــدةٌ تــفـنـي وجـــودَ الـمـجـرمينْ
هــــــم غـــثـــاءٌ أعــلــنـوهـا عـــنـــوةً … يــقــتــلـون الــمـسـلـمـيـن الآمــنــيــنْ
هــــــم وربــــــي جــبــنــاءٌ مـــاوعــوا … مــا لــديــنـا إنْ غــــزونـــا مــدلــجـيـنْ
قــــد نـفـضـنـا الــعـارَ لا نــرضـى بـــه … وأتـــيــنــاهــم أبــــــــاةً مــحــنــقـيـنْ
وكــفــانــا مــــــا رأيـــنـــا مــــــن أذى … إذ تـــداعـــتْ أمـــــمٌ مـــنــذُ قـــــرونْ
إنَّـــــــه الـــجــيــلُ الــــــذي أكـــرمَـــه … ربُّـــنــا الأعـــلــى بـــأخــلاقٍ وديــــنْ
وبــــــحـــــب لــــجـــهـــادٍ صـــــفُّـــــه … جـــــاءَه مــشــبـوبَ عـــــزمٍ لايــلـيـنْ
وبــــفـــرســـانِ مـــغـــانـــي أُمَّـــــــــةٍ … مــا تــخـطَّـاهـم نــــــداءُ الــمـكـتـويـنْ
بــــــــارك اللهُ مــســاعـيـهـم عــــلـــى … مــــدرجِ الإيــمــانِ هــاهــم قــادمـونْ
رغــمَ نــارِ الـكـربِ فــي أرضِ الـوغـى … رغـــم حــقـدِ الـمـجـرمين الـخـاسرينْ
رغـــــمَ مَـــــن يــعــوي بــــلا فــائــدةٍ … رغـــــــمَ آراءِ الــطــغــاةِ الــجـاثـمـيـنْ
رغــــمَ قــيــظِ الــشَّــرِّ فــــي جـعـبـته … مــن جـحـيمِ الـبأسِ والـحقدِ الـدفينْ
فـــهـــي الـــرايـــةُ رفَّـــــتْ بــالــهـدى … فــــي الــمــدى مـعـلـنةً عــمَّـا يــكـونْ
دعـــــــــــوةٌ لـــــلـــــهِ لا يُـــنـــكــرُهــا … غـــيـــرُ مـــرتـــدّ أثـــيــمٍ مـسـتـكـيـنْ
لــــم تـصـنْـهـا غــيــرُ أيــــدٍ عــاهــدتْ … ربَّـــهــا الــقــاصـمَ ظـــهــرَ الـمـاكـريـنْ
وهـــــي الأُمَّـــــةُ لـــــم تــعــبـأ بــمَــنْ … خــذلــوهـا فــــي الــبـرايـا عــاجـزيـنْ
مِـــلـــلُ الــبــاطــلِ ضـــلَّـــتْ دربَـــهــا … فـتـصـدَّتْ لـلـهـدى فـــي كـــلِّ حــيـنْ
واشـــرأبَّــتْ هـــكــذا فـــــي كِــبــرِهـا … تــجـرفُ الــحـرثَ وتـجـتـثُ الـوُكـونْ
وإذا الــــحــــادي يــــنــــادي أُمَّــــــــةً … أيـــــن أبـــنــاؤُكِ أيــــن الـمـؤمـنـونْ !
تـــلـــك آثــــــارُ خـــطــى تــاريـخِـهـم … لــيــس تُــطــوى أو مـغـانـيها سُـبـيـنْ
تــعـسـتْ كــــلُّ الــحـشـودِ انــدحـرتْ … وبـــقــايــا الــمـرجـفـيـن الــشَّـانـئـيـنْ
لــــم تــنـم أحـــداقُ فــرسـانِ الــهـدى … وهــــمُ الأحــفــادُ ركــــبُ الـنَّـاشـئـينْ
يـــتــراءى فــيـهُـمُ وجــــهُ الــضُّـحـى … وســنــى الـفـتـحِ عــلـى كـــلِّ جـبـيـنْ
بـــهــدى الــرحــمـنِ عـــاشــوا قــيـمًـا … ومــآتــيـهـا حِـــســـانٌ مـــــا نُــسِــيْـنْ
وبـــفـــتــحٍ لانـــتـــصــارٍ يُـــرتَـــجَــى … رغــــمَ أوغــــادِ الــبـرايـا يــحـشـدونْ
يــــــــرثُ الأرضَ عــــبــــادٌ هـــمُّــهــم … فــــي اتِّــبــاعِ الـمـنـقذين الـمـرسَـلينْ
فــــهــــم الـــخـــيــرُ لــدنــيــاهـم وإنْ … نــســيـتْـهـم صـــفــحــاتُ الآثــمــيــنْ
تــــعـــرفُ الـــدنــيــا مــحــيَّــاهـم إذا … فــــاضَ بــالـنُّـورِ طــريــقُ الـسَّـالـكينْ
وعـلـيـهـم لــــم تـــزل تـبـكـي الــدُّنـى … يـــوم غــابـوا عــن قـضـايا الـقـانطينْ
لـــيـــس فــيــهــم مـــتـــرفٌ أخَّـــــرَه … عــــــن نــــــداءاتِ قـــلـــوبٍ ايُّ دونْ
تــهــمــاُ الأمـــصــارُ إنْ حـــلُّــوا بـــهــا … فـــهُــمُ الـــبِــرُّ يـــواســي الـبـائـسـيـنْ
كـــالأزاهـــيـــرِ الــــتــــي فـــوَّاحُـــهــا … فـــي الـبـسـاتينِ حـبـاهـا الـمـحـتفونْ
بـــاقـــةُ الأفــــــراحِ فـــــي أيــديــهـم … والـــهـــدايــا لــكــئــيــبٍ وحــــزيــــنْ
أنـصـفـوا الــنـاسَ فــمـا فــي أرضِـهـم … غــيـرُ مــسـرورٍ تـعـافى مــن شـجـونْ
وعـــلــى الـــــوُدِّ تــصـافـى جـمـعُـهـم … بــيــنَ أفــــذاذِ الــرجـالِ الـمـصـلحينْ
جــانَــبُـوا الــحــقـدَ وقـــــد فــرَّقــهـم … وأشــاعـوا الـــوُدَّ فـاسْـتُـبْقِي مـصـونْ
لــم تـجـدْ فـيـهم فـتـىً يـغـضي عـلى … حــسـرةٍ تــدمـي ومــا فـيـهم حــرونْ
فــهُــمُ الأحــبــابُ فــــي دِيـــنٍ ســمـا … بــالإخــاءِ الــعَــذْبِ والـعـهـدِ الـمـكـينْ
فـخـصـالُ الــسُّـوءِ لـــم تـنـبـتْ عـلـى … تــربــةِ الإســــلامِ بــيــن الـمـصـطَفينْ
نـــبـــذتْـــهــا أُمَّــــــــــةٌ مــــخـــتـــارةٌ … مــــــن بـــنــاتٍ صــالــحـاتٍ وبــنــيـنْ
يُــنْــبِــئُ الـــحــالُ الـــــذي أكــرمَــهـم … بـــمـــآتـــيــهِ إلــــــــــهُ الــعــالَــمــيــنْ
إنَّ مـــاتُــبــصــرُه الـــعـــيـــنُ هــــنــــا … صــاغــه الإســــلامُ لايــعــروهُ هُـــونْ
فــالــسـجـايـا فـــاضـــلاتٌ والــنُّــهــى … بــــرَّأتْ بــالـحـقِّ مـايُـمـلـي الـظـنـيـنْ
هُــــــنَّ يُــومِــئْــنَ بــطُــهــرٍ إنْ عـــــرا … مَـــــن رمـــــى إخـــوتَــه لـلـمـرجـفينْ
وتـــــمــــارى مـــــاكــــرًا حـــــرَّضــــه … رأيُـــه الـمـخـدوعُ مـــن ريــبٍ يُـديـنْ
فــجــلـيـسٌ صـــالــحٌ عِـــــشْ مـــعــه … وابــتــعـدْ عـــمَّــن لــدنــيـاهُ خـــديــنْ
فـــأخــو الــفــضـلِ كـــــدوحٍ مـــزهــرٍ … وَهْـــــوَ لــلـجُـلَّـى ويــانــعـمَ الــقـريـنْ
فــاقــطـفِ الـــزَّهــرةَ مـــــن أفـنـانـهـا … ودعِ الـــشـــوكَ لـــشـــأنِ الآخـــريـــنْ
لا يــــــرى الإنـــســـانُ أنْ يـــــؤذي ولا … أنْ يــســوقَ الــشَّـرَّ نــحـو الـعـاجـزينْ
تـــلـــك إنــســانـيَّـةٌ قــــــد صــاغــهــا … وحـــيُ ربِّـــي مـــن مـهـامِ الـمـرسلينْ
إنَّــــمـــا الـــمُــعْــوَجُّ مــــــا أرضـــعـــه … ثَـــدْيُ مَـــن أصــغـتْ لـقـولِ الـمـتَّقينْ
يــصــعـدُ الــسُّـلَّـمَ لــكــنْ لــــم يــــزلْ … أســـفــلَ الـــقــاعِ بــديــجـورٍ مــهـيـنْ
فـــتـــرفَّــقْ أيُّــــهــــا الــمــســكـيـنُ لا … تــــرمِ بـالـنَّـفـسِ لأوســــاخِ الـسـنـيـنْ
لــــســـتَ أهــــــلا لــلـمـعـالـي إنَّـــهـــا … لـــــذوي الألـــبــابِ قـــــومٍ عــارفـيـنْ
لــــــم تـــقـــدِّمْ شــطــرَهـا ذا ســـفــهٍ … بـــثــنــاءِ الأصـــفــيــاءِ الــمـخـبـتـيـنْ
هـــكـــذا الأُمَّــــــةُ يـــأتـــي بــؤسُــهــا … مــــن جــحـودِ الـعـابـثين الـمـفـلسينْ
لـــم تــجـدْ مـــن قــبـلُ مَـــن يــزجـرُه … فــتــمـادى ســـفــهُ الــوغــدِ الـمَـهـيـنْ
جــــــاءَ بــالــسُّــوءِ ولــــــن يــرفــعَــه … هـــكــذا ظـــــنَّ الـــــذي لايـسـتـبـيـنْ
ســـيـــرةٌ عـــنـــه مـــداهـــا يُـــــزدَرَى … لُــوِّثــتْ بــالإثــمِ والــقُـبـحِ الـمُـشـيـنْ
أهــــــو الـــصُّـــورةُ فـــــي مــجـتـمـعٍ … تُـرْتَـجَـى ! بــئـس سـجـايـا الـمـفترينْ
جُــمـعـتْ فــيــه خــصـالٌ قـــد نــهـى … عـــــن مـسـاويـهـا نَــبِــيُّ الـمـسـلـمينْ
ومَـــــن اســتــعـدى عــلــى إســلامِــه … بــــاتَ كـالـجـحشمِ بــيـن الـمـقـعدينْ
خــــســـرَ الـــعــمــرَ فـــولَّـــى نــائــيًــا … وتـــــــــولاهُ مـــصـــيــرُ الــغــابــريــنْ
وتــــــردَّى مــفــلـسًـا فـــــي عــيــشِـه … والــــمــــآلُ الــــنَّـــارُ دارُ الــهــالـكـيـنْ
فــتـأمَّـلْ يــــا أخــــا الإســــلامِ فــــي … صـــــورةِ الإذلالِ خـــتــمِ الـمُـبْـعَـدينْ
ظـــــنَّ أنَّ الـــمــرءَ يــعــلـو مــســرفًـا … وهـــو الـمـغـرورُ مــن مــاء وطـيـنْ !؟
——————————
هوامش :
(1)الفاجع : اللهفان المتأسف .
(2)المعرقين : أعرق الرجل : صار عريقا في الشرف والمكانة .
(3)السُّها : ( أو السُّهى ) نجم في كوكبة الدب الأكبر (بنات نعش الكبرى) .
(4)الوزين : مسحوق حبِّ الحنظل .
(5) الجَحْشَمُ: البعيرُ المُنْتَفِخُ الجَنْبَيْنِ