مجزرة هايتي: العنف المتصاعد وتأثيره على المسلمين والجاليات المهمّشة

شهدت هايتي مجزرة مروعة راح ضحيتها حوالي 180شخصا، غالبيتهم من كبار السن، بعد اتهامهم بممارسة السحر. وقع الحادث في منطقة “سيتي سولاي”، وهي من أكثر المناطق فقراً وخطورة في العاصمة بورت أو برنس. يأتي هذا الاعتداء المأساوي في سياق حالة من الانفلات الأمني وانتشار العصابات المسلحة التي تعزز سيطرتها على أجزاء واسعة من البلاد، حيث أصبحت حياة المدنيين رهينة للخوف والعنف اليومي.
مجزرة تحمل دلالات خطيرة
وفقًا لشبكة الدفاع عن حقوق الإنسان في هايتي (RNDDH)، فإن قائد عصابة “وورف جيريمي”، مونيل “ميكانو” فيليكس، أمر بالمجزرة بعد وفاة ابنه إثر مرض. لجأ القائد إلى كاهن “فودو”، الذي اتهم كبار السن باستخدام السحر لإيذاء الطفل، مما أدى إلى موجة من العنف الشنيع حيث تم استخدام السكاكين والمناجل في الهجوم، كما أُحرقت الجثث في الشوارع.
انعكاسات إسلامية على الحادثة
على الرغم من أن المسلمين يُعتبرون أقلية صغيرة في هايتي، إلا أن هذه الأحداث تفتح الباب لمناقشة قضايا الظلم التي تواجه الأقليات الدينية والمجتمعات المهمشة في مناطق الصراع. تعاليم الإسلام تؤكد على حرمة الدماء واحترام حقوق الإنسان،
هذه المجزرة تعيد إلى الأذهان أهمية دور الجاليات المسلمة، سواء داخل هايتي أو خارجها، في تعزيز قيم العدالة والرحمة والعمل على دعم المتضررين في مثل هذه الأزمات. الجمعيات الإسلامية حول العالم مدعوة لتقديم الدعم الإنساني والمساعدات الطبية والنفسية للناجين من هذه المأساة، مما يعكس روح الإسلام في التكاتف ونصرة المظلوم.
الدور الدولي والمسؤولية الأخلاقية
تأتي هذه المجازر في وقت تواجه فيه هايتي أزمة سياسية عميقة، مما يعكس الحاجة الماسة لتحرك دولي يهدف إلى إرساء الأمن ودعم المؤسسات الحكومية. كما أن الأمم المتحدة، التي تواجه صعوبات لوجستية وسياسية في دعم هايتي، عليها أن تتحمل مسؤولياتها الأخلاقية تجاه هذا الشعب الذي يعاني ويلات الفقر والعنف.
رسالة إلى العالم الإسلامي
من واجب العالم الإسلامي أن ينظر إلى ما يحدث في هايتي كفرصة لتعزيز دوره الإنساني على الساحة الدولية. يمكن للدول الإسلامية والمنظمات غير الحكومية أن تشارك في جهود الإغاثة، مما يعزز صورة الإسلام كدين عالمي يساند المظلومين دون تمييز.
ومن الجدير بالذكر ان دولة “هايتي” تقع في جزيرة هيسبانيولا في جزر الأنتيل الكبرى في البحر الكاريبي، تحتل هايتي ثلاثة أثمان غرب الجزيرة التي تشترك فيها مع جمهورية الدومينيكان. تبلغ مساحة هايتي 27,750 كم2، (6,236 ميل2)، وهي ثالث أكبر دولة في منطقة البحر الكاريبي، ويقدر عدد سكانها بـ 11.4 مليون نسمة، مما يجعلها الدولة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في منطقة البحر الكاريبي. عاصمتها هي بورت أو برانس.