مقالات

د. نصر فحجان يكتب: لا خروج من جنة الخُلد التي في السماء

إن الجنة العالية التي أعدّها الله تعالى لعباده المتقين هي دار الخلود والبقاء، فلا موت فيها، ولا فناء ولا زوال، ولا خروج، ولا إخراج، يقول الله تعالى:

{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ لَّهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ ۖ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا} النساء/ 57، ويقول الله تعالى أيضًا:

{قُلْ أَذَٰلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۚ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا} الفرقان/15.

فمَن أكرمه الله بالسُّكنى في هذه الجنة السماوية فلا يخرج منها أبدًا، ولو كان آدم وزوجه عليهما السلام قد أُسكنا هذه الجنة فعلًا لظلَّا فيها من الخالدين، ولمَا هبطا منها إلى مكان أقلّ رتبةً منها، بل هي حياتهم السرمدية الدائمة كما في قوله تعالى:

{لا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ} الحجر/48.

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم عن خلود أهل الجنة في جنتهم فيما يرويه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:

(إذا صارَ أهْلُ الجَنَّةِ إلى الجَنَّةِ، وأَهْلُ النَّارِ إلى النَّارِ، جِيءَ بالمَوْتِ حتَّى يُجْعَلَ بيْنَ الجَنَّةِ والنَّارِ، ثُمَّ يُذْبَحُ، ثُمَّ يُنادِي مُنادٍ: يا أهْلَ الجَنَّةِ لا مَوْتَ، ويا أهْلَ النَّارِ لا مَوْتَ، فَيَزْدادُ أهْلُ الجَنَّةِ فَرَحًا إلى فَرَحِهِمْ، ويَزْدادُ أهْلُ النَّارِ حُزْنًا إلى حُزْنِهِمْ).

د. نصر فحجان – غزة

من كتابه/ قضايا تفسيرية تحت الضَّوء

د. نصر فحجان

عميد‏ ‏كلية دار الدعوة والعلوم الإنسانية‏.. ومحاضر دراسات إسلامية - غزة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights