تفاقم الانقسامات داخل طالبان بشأن تعليم الفتيات في أفغانستان

منذ عودة حركة “طالبان” إلى السلطة في أفغانستان عام 2021، أُغلقت أبواب المدارس الثانوية في وجه أكثر من مليوني فتاة، وسط قيود مشددة فرضتها الجماعة. لكن يبدو أن هذه السياسات بدأت تثير جدلاً داخلياً، وصل إلى حد الانقسامات داخل صفوف “طالبان” نفسها.
انقسامات داخلية:
في يناير الماضي، غادر أحد الوزراء البارزين كابل، معبّراً عن احتجاجه على حظر تعليم الفتيات، بعد أن تجاهلت القيادة مطالبه المتكررة بهذا الشأن.
بعض المسؤولين من داخل “طالبان” (حتى من الجناح المتشدد) وصفوا القرار بأنه خاطئ، محذرين من تأثيره على مستقبل الجماعة وشرعيتها.
ثلاثة مسؤولين تحدّثوا لشبكة NBC News، وطلبوا عدم الكشف عن أسمائهم، أكدوا وجود خلافات متزايدة بين المتشددين في قندهار والمعتدلين في كابل.
تأثير مباشر على العائلات:
أسر أفغانية انتقلت من مناطقها إلى أماكن أخرى في البلاد فقط لتتمكن بناتها من مواصلة التعليم.
الشرطة الدينية كثفت دورياتها لضمان الالتزام بالحظر، مما زاد من قمع الحريات وعمّق الأزمة.
تصريحات متباينة:
أحد مسؤولي طالبان قال:
“للأسف، بدل ما يُرحّبوا باقتراحاتنا لتعليم البنات، اتعاملوا معاها كأنها هجوم على القيادة.”
بينما صرّح المتحدث الرسمي باسم “طالبان”، ذبيح الله مجاهد:
“مافيش توتر داخل الحكومة، هو مجرد اختلاف في الرأي بين الناس.”
رغم الصورة المتماسكة التي تحاول “طالبان” إظهارها، إلا أن الضغوط الداخلية والانقسامات حول ملف تعليم الفتيات قد تكون مؤشراً على صراع أعمق داخل الجماعة. مستقبل التعليم في أفغانستان ما زال معلقاً بين رؤيتين: واحدة تُصر على المنع، وأخرى بدأت تدرك أن العزلة ستكلّف الكثير.