أخبارتقاريرسلايدر

 مقتل رئيسي.. الشرارة التي قد تشعل الثورة في إيران

مقتل إبراهيم رئيسي، المعروف بجرائمه وممارسته للاضطهاد والقمع بلا رحمة، لم يكن مجرد حدثًا عابرًا. بل تمثل هذه الضربة الاستراتيجية الكبيرة جدًا صدمة هائلة للنظام بأكمله وللمرشد الأعلى للملالي علي خامنئي. وفيما يلي بعض النقاط المهمة والبارزة التي تعكس أهمية هذا الحدث:

1- يمثل مقتل رئيسي المشهور بالإعدامات والمجازر، ضربة استراتيجية هائلة وغير قابلة للتعويض للمرشد الأعلى للملالي علي خامنئي وللنظام بأكمله وسوف يثير سلسلة من التداعيات والأزمات داخل الاستبداد الدیني، الأمر الذي سيدفع الشباب الإنتفاضة إلى التحرك.

2- إن لعنة الأمهات وأولئك الذين يسعون إلى تحقيق العدالة للضحايا، إلى جانب الإدانة من الشعب الإيراني والتاريخ الإيراني، تمثل إرث إبراهيم رئيسي، مرتكب مذبحة السجناء السياسيين عام 1988، التي راح ضحيتها أكثر من 30,000 (ثلاثين ألف) سجين سياسي، وأغلبيتهم من أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، خلال أسابيع فقط.

3- مباشرة بعد تحطم المروحية، كان من الواضح أن جميع ركابها قد لقوا حتفهم. وبسبب الخوف من التداعيات، قام النظام بتأجيل الإعلان حوالي 18 ساعة. وقام مجلس الأمن الأعلى، تحت قيادة خامنئي، بوضع الحرس الثوري الإيراني والقوات القمعية الأخرى في حالة تأهب.

4- سجل رئيسي:

   – المدعي العام في كرج وهمدان، المسؤول عن آلاف عمليات الإعدام في أوائل الثمانينات.

   – نائب المدعي العام في طهران.

   – عضو أساسي في “لجان الموت” خلال مجزرة 1988.

   – المدعي العام الإيراني.

   – رئيس هيئة التفتيش العامة الإيرانية.

   – نائب رئيس السلطة القضائية.

 – رئيس مؤسسة العتبة الرضوية .

   – رئيس السلطة القضائية.

   – رئيس إيران.

5- نبعت ثقة خامنئي الراسخة في رئيسي من دوره النشط في عمليات الإعدام الجماعية، خاصة في عام 1988، مما ضمن اصطفاف رئيسي الكامل معه. ومن خلال رئيسي، سعى خامنئي إلى تنقية وترسيخ نظامه، ووضعه استراتيجياً مسؤولاً عن إحدى المؤسسات الاقتصادية الرئيسية في إيران، قبل أن يعهد إليه بالسلطة القضائية لضمان إخضاعه الكامل، وترقيته في نهاية المطاف إلى الرئاسة.

6- في السنوات الخمس إلى الست الماضية، وبمساعدة رئيسي، قام خامنئي بشكل منهجي بتطهير مختلف فصائل النظام، من السلطة القضائية إلى السلطة التشريعية، وفي نهاية المطاف إلى السلطتين التنفيذية والحكومة.

7- مكنت قيادة رئيسي في السلطة التنفيذية خامنئي بشكل كبير من استغلال موارد البلاد لإثارة الحرب وتصدير الإرهاب، مما جعل الحكومة أداة كاملة في يد الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس.

8- إن تداعيات هذا الحدث مدمرة على معنويات قوات النظام المحبطة. وفي خضم الصراع في غزة، يضطر خامنئي إلى إعادة هيكلة واستبدال الجهاز الذي تم إنشاؤه خلال فترة ولاية رئيسي بشكل شامل. والآن أصبح النظام في خطر جوهري، مما يؤكد الهزيمة الاستراتيجية التي مني بها خامنئي.

9- من النتائج الواضحة لهذا الحادث، حيث تبين فور إعلان خبر مقتل رئيسي ومرافقيه، أن الفرحة والابتهاج التي عمت إيران لم تقتصر على الشعب الإيراني فحسب، بل امتدت لتشمل دول المنطقة. فقد عبر الشعب الإيراني وشعوب المنطقة عن سعادتهم بنفوق رئيسي، حيث شهدت مناطق عديدة احتفالات وتوزيع الحلوى، مما يعكس حجم الفرح المشترك بين شعوب المنطقة بخلاصهم من هذا الطاغي.

10- اشتداد الصراع الداخلي على قمة النظام، مما يعزز احتمالات الاحتجاجات والانتفاضات بين عامة الناس وفي الشوارع.

11- يدرك خامنئي التهديد الوشيك المتمثل في انهيار النظام. وهو يواجه خياراً: إما التراجع، وهو ما من شأنه أن يحطم قبضة النظام القمعية، أو، كالعادة، تكثيف حملات القمع، وعمليات التطهير، والإرهاب، والتحريض على الحرب، وربما السعي للحصول على القدرات النووية من أجل بقاء النظام وهيمنته.

12- بموجب المادة 131 من دستور النظام، يتولى النائب الأول للرئيس الصلاحيات والمسؤوليات الرئاسية بموافقة المرشد، ويتولى مجلس يضم رئيس مجلس النواب ورئيس السلطة القضائية والنائب الأول للرئيس ضمان انتخاب رئيس جديد في مدة أقصاها 50 يوما.

13- الشعب الإيراني لا ينخدع بالانتخابات. إنهم يعرفون جيدًا أنه لا يوجد خيار حقيقي داخل هذا النظام. إن مقاومة ومواجهة الحرس الثوري الإيراني لإسقاط النظام هو حق وطني ودولي معترف به، كما ينص عليه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. إنكار هذا الحق أمر لا يمكن الدفاع عنه.

سمير زعقوق

كاتب صحفي وباحث في الشئون الآسيوية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights