هبوط تاريخي لنادي «كان» المملوك لـ مبابي إلى الدرجة الثالثة بعد 41 عامًا من التواجد في القمة

شهدت كرة القدم الفرنسية صدمة كبيرة بهبوط نادي كان، المملوك حديثًا للنجم الفرنسي كيليان مبابي، إلى دوري الدرجة الثالثة، وذلك لأول مرة منذ أكثر من أربعة عقود.
وجاء تأكيد هبوط الفريق بعد خسارة قاسية بثلاثية نظيفة أمام فريق مارتيجيس ضمن منافسات الجولة 31 من دوري الدرجة الثانية الفرنسي، ليبقى في قاع جدول الترتيب برصيد 21 نقطة، ويضمن الهبوط بشكل رسمي.
كان مبابي قد استحوذ في سبتمبر 2024 على نسبة 80% من أسهم النادي، في محاولة لإنقاذه وإعادته إلى الواجهة، لكن النتائج خالفت التوقعات، إذ لم ينجح الفريق في تحقيق الاستقرار الفني أو الإداري.
وكانت هذه المرة الأولى التي يهبط فيها نادي كان إلى الدرجة الثالثة منذ موسم 1983-84، ما يجعل من هذه اللحظة واحدة من أكثر الفصول ظلمة في تاريخه الكروي.
انتقادات جماهيرية لاذعة
تعرّض مبابي وعائلته لانتقادات لاذعة من جماهير الفريق، حيث صرّح كريستوف فوسيل، قائد رابطة مشجعي النادي: «عشيرة مبابي جاءت متأخرة، وهي تتحمل مسؤولية جزئية في هذا الفشل. لا نراهم، لا نسمعهم، ولا نعرف ما الذي يفعلونه. لقد انعزلوا عن النادي تمامًا».
ورفعت الجماهير لافتات غاضبة خلال المباراة كتب عليها: «الإدارة واللاعبون: الكل مذنب، ارحلوا جميعًا»، فيما اقتحم بعض المشجعين أرض الملعب بعد نهاية اللقاء، مما استدعى تدخل الشرطة لحماية اللاعبين.
أسبوع أسود لمبابي
الهبوط جاء ليزيد من معاناة كيليان مبابي، الذي يعيش أسبوعًا صعبًا شهد أيضًا طرده في إحدى مباريات الدوري الإسباني، بالإضافة إلى خروج فريقه من دوري أبطال أوروبا أمام أرسنال.
تاريخ عريق… ونهاية حزينة
نادي كان يمتلك تاريخًا لا يُستهان به، فقد شارك في 18 موسمًا بالدوري الفرنسي الممتاز، وظهر على الساحة القارية في موسم 1992-93. كما خرج من أكاديميته نجوم بارزين مثل ويليام جالاس، نجولو كانتي، وتوماس ليمار.
لكن بداية التدهور بحسب تقارير فرنسية تعود إلى عام 2018، حين تراجعت النتائج وساءت الأوضاع الإدارية، وتفاقم العجز المالي ليصل إلى 11 مليون يورو، رغم محاولات لإنقاذ الفريق عبر استثمارات من صندوق أوكتري ومساهمين آخرين.
قرارات فنية كارثية
من أبرز أسباب الانهيار، إقالة المدرب الأسطوري نيكولا سيوب في ليلة رأس السنة، وتعيين المدرب البرتغالي برونو بالتازار الذي خسر جميع مبارياته السبع، ثم التعاقد المتأخر مع ميشيل دير زاكاريان في فبراير، دون أن ينجح في إنقاذ الموقف.
وبالرغم من الحضور الجماهيري القوي للفريق، الذي سجّل ثاني أعلى معدل جماهيري في الدرجة الثانية بمتوسط 15 ألف مشجع، إلا أن ذلك لم يكن كافيًا لتفادي الكارثة.
الآن، أمام نادي كان فرصة لإعادة البناء من جديد، على أمل العودة سريعًا إلى الواجهة التي غاب عنها بعد 41 عامًا من المنافسة في الدرجتين الأولى والثانية.