10أسباب تفسر أسباب اشتعال مخاوف نظام السيسي من سقوط نظام الأسد

انتصار الثورة السورية الإسلامية على نظام بشار العسكري يُمثل تهديدًا وجوديًا لنظام السيسي. فهو يُظهر أن الأنظمة القمعية، رغم قوتها العسكرية، ليست عصية على السقوط، وأن الإسلاميين قادرون على قيادة حركات التغيير.
بحسب تقرير لمركز حريات للدراسات السياسية والاستراتيجية يُعيدانتصار الثورة السورية إحياء روح التغيير لدى الشعوب العربية، ويُفقد السيسي مبرراته التي استخدمها لتبرير قمعه الدموي .
الأهم من ذلك أن هذا الانتصار يكسر صورة “الجيش الذي لا يُقهر” ويفتح الباب أمام إعادة التفكير في أدوات مقاومة الأنظمة القمعية في المنطقة.
ويثيرانتصار الثورة السورية الإسلامية في سوريا مخاوف عميقة لدى نظام السيسي لعدة اعتبارات، تتعلق بالشرعية السياسية، والأدوات المستخدمة في مواجهة المعارضة، ومآلات هذا الانتصار على المستويين الإقليمي والداخلي:
وتعود أسباب قلق نظام السيسي من نجاح الثورة السورية إلي أن نظام بشار الأسد يشبه نظام السيسي من حيث اعتماده على العسكرة والقمع كوسيلة للبقاء في السلطة.
كما أن انتصار الثورة السورية يوجه رسالة واضحة بأن الأنظمة العسكرية القمعية، مهما امتلكت من أدوات القوة والعنف، يمكن إسقاطها عبر المقاومة الشعبية أو المقاومة الشعبية المسلحة، وهذه الرسالة تُهدد شرعية السيسي وتُحفّز المعارضين على التفكير في خيارات مشابهة.
وأشار تقرير حريات إلي أن النظام المصري صوّر الإسلاميين كتهديد وجودي للدولة المصرية وارتكب مجازر كبرى ضدهم (مثل رابعة والنهضة) في الوقت الذي يُفقد نجاح الثورة السورية بقيادة إسلامية السيسي أحد أهم مبررات قمعه، ويدحض الرواية التي روج لها بأن الإسلاميين لا يمكنهم قيادة حركات تغيير ناجحة، فهذا الانتصار يُثبت أن الإسلاميين، رغم القمع، قادرون على تنظيم صفوفهم وتحقيق إنجازات سياسية وعسكرية.
استلهام الشعوب العربية للنموذج السوري من عوامل قلق نظام السيسي فالشعوب العربية، ومنها الشعب المصري، تتابع تطورات الوضع السوري باهتمام، ونجاح الثورة السورية يُلهم قطاعات من المصريين بأن المقاومة ضد النظام القمعي ممكنة، رغم التضحيات وهو ما يزيد من احتمالات عودة روح التغيير لدى الشعب المصري الذي واجه قمعًا غير مسبوق منذ انقلاب 2013.

ومن المهم الإشارة إلي أن هزيمة حليف إقليمي حيث يعتبر نظام بشار الأسد حليفًا استراتيجيًا لروسيا وإيران، وهو ما يُعيد تشكيل موازين القوى الإقليمية.
ويخشي نظام السيسي أن تتصاعد ضغوط إقليمية تجاهه نتيجة لهذا التغير في التوازنات حيث أن الثورة السورية اتجهت نحو الكفاح المسلح بعد فشل المسار السلمي تحت وطأة القمع الوحشي، بينما في مصر، حافظت الثورة على النضال السلمي رغم المذابح التي ارتكبها السيسي.
ويخشى السيسي من أن يقارن الشعب المصري بين التجربتين، ويبدأ في التفكير بطرق بديلة لمواجهة النظام، خاصة إذا شعر بأن التغيير السلمي بات مستحيلًا.
كما أن السيسي يعتمد بشكل أساسي على الجيش في حكمه، محولًا إياه إلى أداة قمع ضد الشعب، ونجاح الثورة السورية في مواجهة نظام عسكري مشابه يُضعف صورة الجيش المصري كقوة “غير قابلة للهزيمة”، ويُثير تساؤلات حول دوره الداخلي، خاصة مع تراجع شعبيته.
وأظهرت الثورة السورية قدرة الشعب على تنظيم مقاومة شعبية وإجبار الأنظمة على التراجع، حتى لو كانت مدعومة من قوى إقليمية ودولية.
كما أن نظام السيسي يخشى أن تنتقل هذه الروح إلى الداخل المصري، خصوصًا مع الأوضاع الاقتصادية المتدهورة وارتفاع معدلات الغضب الشعبي.