عادل الشريف يكتب: لماذا تأخرت يا نصر؟

لا.. لم أتأخر بل الزحام شديد جدا من طلاب الحياة عند ربهم في الجنة بدلا من القبور.. إنهم يتزاحمون والقائمة تطول، ثم يا أيها السائل هل تعلم ما بعد هذا النصر الذي يقف على مسافة الصفر التي تكافئ العمل المجاهد على مسافة الصفر أيضا.. لو تعلم وإخوانك السائلون عن ما يترتب على هذا النصر لطلبتم التمهل أكثر لكمال الاستعداد لوقفات المجد القادمة.. إنكم كنتم قبل سنوات عشر تريدون بقاء مرسي لتلتحقوا معه بكرسي الأستاذية بينما كان ما في جعبتكم ساعتها لا يكفي لنيل الشهادة الإعدادية، وكان أداؤكم أيام الثورة وما بعدها برهانا على ضحالة وعيكم وقلة صبركم وبعض أنانيتكم واستعدادكم لأن يتولى أمركم جاهل غبي يردد بعض الشعارات التافهة وهو منافق كذوب لذلك تركناه يذيقكم من بكابورت سفاهته وخيانته وتفاهته.
لكنكم وبعد هذه العشر العجاف أضحيتم أكثر وعيا ورشادا، وعملت ماكينة التمييز الآل عمرانية عملها لتقفوا على حقائق صارخة كلفتكم الكثير والكثير (ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب…)، ثم جاء الطوفان ليجعل أعوادكم أكثر صلابة وأشد تحملا، وعلمكم رجال عسقلان ونساؤها بل وأطفالها كيف تشتاقون إلى الشهادة وتعدونها فرصة أغلي من كل ذهب الأرض وزيناتها الذاهبة، لأنها الضمان لأعلى وأغلى الجنان في صحبة الرحمن (عند ربهم يُرزقون).
فلا تستعجلوا أمر ربكم بل تأهلوا وأسعدوا بقادم أجمل من الجمال لا يقوم به إلا الرجال الغوال ولو كان فريق منهم نساءً أو حتى أطفالا.. فالكل سيتحول إلى أستاذ راق لإعادة هذه البشرية المنحرفة إلى جادة الصراط المستقيم الذي يأمر فيه ربنا بالعدل والإحسان وينهى فيه عن الفحشاء والمنكر والبغي.. يعظكم لعلكم تذكرون.