سيد فرج يكتب: نزع سلاح المقاومة.. واللاءات المفروضة عليها

قد يحلم الصهاينة.. أَو يتوهم المتصهينون.. أو يأمل الداعمون لهم.. أوْ يحسب المجرمون عبيدهم.. والكارهون للإسلام والمسلمين.. أن الوقت قد حان.. أو قد آن الأوان.. لاستسلام المقاومة.. وإقامة صلاة الجنازة على القضية الفلسطينية.. والتكبير عليها أربع تكبيرات.. فيطلبون من المقاومة تسليم سلاحهم.. أو احتلال أرضهم.. أو تهجير شعبهم. لأن الإبادة التي حدثت.. مستمرة.. ويريدون إيهامنا.. بأنها لن تتوقف.. وأن الحصار الجائر مازال قائماً.. ويتوعدوننا.. بأنه لن يرفع.. ويعلنون لنا أن أُمتيّنا العربية والإسلامية.. قد ماتتا.. وأصبحا وأمسيا.. غثاء.. كغثاء السيل.. فإن الشعوب.. لا تنكر منكراً.. ولا تعرف معروفاً.. وأن الحكام.. لا هَمَّ لهم.. إلا استمرارهم في الحكم.. وطلب الود الأمريكي.. ولا خير في مجتمع دولي.. ولا دعم إقليمي.. فلا ناصر للمستضعفين.. في غزة غير الله… ثم ثباتهم… وصلابة مقاومتهم.. وفي ظن الصهاينة والمتصهينون… ماذا سيفعل الثابت؟ والصلابة؟ أمام الإبادة؟ والحصار؟ والخذلان؟
ولكن هيهات هيهات.. أن ينال الصهاينة.. والمتصهينون مرادهم.. لأن ما يتصورونه أوهام.. وما يعيشونه أحلام.. فلا المقاومة يئست.. ولا استسلمت.. ولا طلبت الخروج الآمن.. من صديق.. أو وسيط.. أو عدو.. فمازالت ترفع السلاح.. والحرب سجال.. والأسرى الصهاينة في أيدي الرجال.. وخسائر الاحتلال في أرواح جنوده وقواته.. شبح.. مرعب.. يمنعه من الدخول البري.. والداخل الصهيوني يغلي.. وسيتسع الشقاق… والفرقة بينهم على الأبواب.. ونتنياهو يعني الفشل والهزيمة..
وإن غداً لناظره قريب.. ثم أن الشعب في غزة لم ينفد صبره.. فمازال يضحي في ثبات..
فهؤلاء وهؤلاء: «رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر».
هل تعلمون ماذا ينتظر من بقي حياً منهم؟
سواء من المقاومة أو من الشعب في غزة؟
لا ينتظرون الشهادة فقط…
ولكنهم ينتظرون نصراً من الله.. ينتظرون نصراً من الله.. ينتظرون نصراً من الله..
لأنهم نصروا الله.. والله انصرهم…
والنصر آتٍ.. آتٍ.. آتٍ..
وقد قال الله تعالى: «ولينصرن الله من ينصره».
ومع ذلك، فإن الشهادة في سبيل الله، هي أحد صور النصر، لذلك كان ومازال شعار المقاومة والشعب في غزة «فإنه جهاد نصرٌ أو استشهاد».
وهؤلاء الصهاينة، وهؤلاء المتصهينون، لا يعلمون أن هناك لاءات ثلاثة، فرضت على المقاومة، ولن تستطيع المقاومة التفريط فيها،
ولا يمكن بأي حال من الأحوال التنازل عنها، لأي طرف صهيوني أو متصهين، ولا تحت أي ظرفٍ كان، سواء حصار،
أو تجويع، أو إبادة، وهذه اللاءات، الذي فرضها هو الشرع، والعقل، والواقع، وهي على النحو التالي:
أولا: لا لتسليم السلاح والاستسلام
بداية:
هذا السلاح الذي بيد المقاومة، هو سلاح شرعي، بحكم الشرع، وبحكم العقل، وبحكم الواقع الفلسطيني،
وبحكم القانون الدولي، فسلاح المقاومة شرفها، وكرامتها، وعزتها، لأنه في مواجهة احتلال، وأي احتلال؟ احتلال مجرم توسعي.
إذن:
لا يمكن أن تقبل المقاومة، تسليم سلاحها، للكيان الصهيوني، لأن في ذلك تسليم رقاب المقاومة للعدو،
وهو لن يرقب فيهم إلاً ولا ذلة، وفي تسليم السلاح للعدو تسليم أرض غزة للعدو، كي يحتلها،
وتسليم شعب غزة للعدو، كي يبيده، أو يهجره، وتسليم السلاح يعني القضاء على المقاومة، وهذا يعني القضاء على القضية الفلسطينية،
وهذا لا يجوز شرعاً، ولا عقلاً، ولا واقعاً، لأن العدو الصهيوني، لن يرحمهم، ولن يسمح لأهل غزة،
ولا لأهل فلسطين، بالعيش في دولة مستقلة، بأي طريق غير طريق المقاومة.
وهنا أسئلة هامة وهي:
١- لماذا يسلم المقاومون سلاحهم؟
– هل خوفاً من الموت؟
فإن العدو يقتل في النساء والأطفال والشيوخ ليل نهار، ثم أن الموت والسلاح بأيدي المقاومة، موتٌ بشرف وكرامة، ويغيظ العدو.
أما الاستسلام وتسليم السلاح للعدو، هو في الحقيقة سيترتب عليه موتٌ، موتٌ بلا شرف.
٢- إذا سلمت المقاومة السلاح من سيحميها؟ ويحمي أهل غزة من إجرام الصهاينة؟
هل هناك دولة عربية أو إسلامية ستحمي غزة شعباً ومقاومةً من إجرام الكيان الصهيوني؟!
٣- إذا سلمت المقاومة السلاح للعدو من سيناضل ويقاوم من أجل تحرير أرض فلسطين؟!
هل هناك دولة عربية أو إسلامية ستناضل من أجل تحرير فلسطين؟!
ثانياً: لا للرضى باحتلال غزة
لا يمكن للمقاومة، أن ترضى باحتلال غزة، لأنها لم ترض من قبل، ولن ترضى من بعد، لأن الرضى باحتلال غزة،
هو رضى بموت القضية الفلسطينية، وهو ما لم تقبله المقاومة، ولن تقبله، فلماذا قاومت إذن المقاومة؟
وأي مقابل ستحصل عليه المقاومة إذا رضيت بالاحتلال؟
هل ترضى بالاحتلال لكي لا يقتل الشعب؟
فقد أبيد الشعب في غزة.
هل ترضى بالاحتلال لكي يطعم الشعب؟
فهل هذا ثمن؟!
هل ترضى بالاحتلال لكي يحرر الشعب في غزة ويقيم له دولة مستقلة، غير محاصرة؟
فلماذا إذن يقتل الصهاينة، مئات الآلاف بالقنابل والصواريخ والحصار والتجويع؟!
إن الرضى بالاحتلال، لم يحدث، ولن يحدث، وكل هذه أوهام، فلا رضى بتسليم سلاح المقاومة،
ولا رضى باحتلال غزة، لأن هذا لا يؤيده شرع، ولا عقل، ولا يقره واقع.
ثالثاً: لا لتفريغ غزة من شعبها
لا يمكن أن يقبل الشعب في غزة، ولا المقاومة، أن يقبل أحدهما أو كلاهما ترك غزة، فقد قالوها كلمة صريحة «الجنة أقرب إلينا من سيناء»
فأبناء غزة، سواء كانوا مقاومين أو مدنيين، يرون أن الجنة أقرب إليهم من أي دولة خارج أرضهم.
فترك غزة، وتفريغها من أهلها، لا يقبله شرع، ولا عقل، ولا يقره الواقع.
الخلاصة:
إن من يطلب من المقاومة، سواء كان صهيوني، أو متصهين، تسليم سلاحها، أو ترك أرضها، أو الرضى باحتلال غزة، ويظن أنها ستوافق، فهو واهم.. واهم.. واهم..
فالمقاومة موتها والقضاء عليها وإبادتها، أشرف لها، وأهون عليها، من أن تفعل واحدة، من هذه الثلاثة، منفردة أو مجتمعة.
ومن يقترح على المقاومة من الوسطاء، أيٍ واحدةٍ من هذه الثلاثة، فهو يعلم يقيناً، أن المقاومة سترفض ذلك،
وهو يقدم المقترح فقط امتثالاً للضغوط، ويعلم أنه سيرفض يقياً.
وأخيراً: مقابل الأسرى الصهاينة واضح وهو:
١- وقف الحرب بشكل نهائي والانسحاب من غزة كاملةً بضمانات دولية.
٢- تبيض السجون الإسرائيلية من السجناء الفلسطينيين.
٣- إعادة الإعمار.
٤- رفع الحصار.
الّلهم: انصر غزة وشعبها ومقاومتها.
اللهُم: اخذل من خذل غزة وشعبها ومقاومتها.
اللهم: انتقم من الصهاينة ومن عاونهم وأعانهم على إخواننا في غزة.