مظاهرات الطلاب المؤيدة لفلسطين: اعتداء في الغرب وصمت في الشرق

انتفضت الجامعات في أوروبا وأمريكا، بعد بدء الطلاب اعتصامات داخل كبرى الجامعات الأمريكية، احتجاجا على الإبادة الجماعية في غزة، التي تدخل الحرب فيها 8 أشهر.
انتفاضة في الغرب
وقد جرت هذه الاحتجاجات في بلدان مختلفة، بما في ذلك الولايات المتحدة والمكسيك وكندا وفرنسا والمملكة المتحدة وسويسرا وغيرها. وأقام الطلاب مخيمات احتجاج، وطالبوا الجامعات بقطع العلاقات مع الشركات الصهيونية، ودعوا إلى اتخاذ إجراءات دبلوماسية ضد دولة الاحتلال. أدت الاحتجاجات إلى اعتقالات، وإغلاق الحرم الجامعي، وانتقال التعلم عبر الإنترنت ردًا على نشاط الطلاب.
في أمريكا، تواجه الاحتجاجات الطلابية في الجامعات عطلة الصيف، لكن الطلاب المشاركون أكدوا أنهم سيستمرون في تحركهم لحين وقف إطلاق النار الدائم في قطاع غزة. في بعض الجامعات الأمريكية مثل جامعة إنديانا، تم اعتقال 23 محتجًا، وأخبرت شرطة الجامعة المتظاهرين أنهم لا يستطيعون نصب الخيام والتخييم في الحرم. في جامعة جورج واشنطن، لم تقم الإدارة باستدعاء الشرطة لفض المظاهرات، لكنها اتخذت بعض الإجراءات لمنع امتداد خيم المتظاهرين داخل الحرم. على الرغم من برودة الطقس وتساقط الأمطار، ما زال عشرات الطلاب يتوافدون أمام مبنى جامعة جورج واشنطن للتضامن مع أهالي الفلسطينيين ومطالبة البيت الأبيض بإنهاء الحرب على غزة.
في جامعة أمستردام أقام الطلاب مخيما في الحرم للتضامن مع الفلسطينيين في غزة، وطالبوا بقطع العلاقات الأكاديمية والبحثية مع إسرائيل ووقف التعاون التجاري للجامعة مع شركاتها. في إسبانيا، انتشرت مظاهرات تضامنية مع فلسطين بمختلف الجامعات، وأعلن طلاب جامعة الباسك ونافار أن الاحتجاجات ستستمر إلى أجل غير مسمى من خلال إقامة مخيمات
في ألمانيا، فضت الشرطة الألمانية اعتصامًا طلابيًا ضد الحرب على غزة، وكانت هناك مفاوضات جارية بين الطلاب وإدارة الجامعة.
الموقف في الدول العربية
في الشهر الأول من الحرب على غزة، تم تنظيم مظاهرات في عدة دول عربية ودول أخرى للدعم الفلسطيني وقطع الطرق أمام الهجمات على غزة. في الأردن، احتشد الآلاف في العاصمة عمّان بعد صلاة الجمعة، حيث طالبوا بوقف القصف الإسرائيلي للمدنيين في غزة. وفي البحرين، رفع النساء لافتات ودعوا شعارات مؤيدة للفلسطينيين بعد صلاة الجمعة. وفي قطر، تظاهر حشد من الناس خارج مسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب عقب صلاة الجمعة، رافعين الأعلام الفلسطينية والدعوة مناهضة لدولة الاحتلال. كما تم تنظيم مظاهرات في العاصمة العمانية مسقط، حيث رفع المتظاهرون لافتات تحمل اسم غزة وفلسطين مطالبين بوقف القصف على قطاع غزة. وتجمع آلاف الأشخاص، بينهم طلاب، في مسجد الإمام أبو حنيفة ببغداد بعد صلاة الجمعة، رافعين الأعلام الفلسطينية ومرددين شعارات مؤيدة للفلسطينيين.
بعد ذلك، شهدت هذه الدول قمعاً كبيرًا، إذ في مارس فضت الأردن المظاهرات المؤيدة لفلسطين، وانتشر هشتاج الأردن خط أحمر بدعم من اللجان الإلكترونية، تأييدا لهذا الفض.
وفي مصر، توقفت المظاهرات بعد الشهر الأول، بعد الهتافات المناهضة للنظام المصري التي تخللت المظاهرات، وإلقاء القبض على عدد من المتظاهرين.
وفي الجامعات العربية، لم تشهد الجامعات الحكومية مظاهرات كثيفة مؤيدة لغزة، على النقيض انطلقت مظاهرات في الجامعة الأمريكية يوم الإثنين الماضي للمطالبة بوقف العدوان على غزة، وهكذا في الجامعات البريطانية والألمانية.
وتشهد الدول الخليجية تقييدا شديدا على الحركة الطلابية، ومنع تنظيم أي مظاهرات، إذ انتشرت تعليمات شفهية تحذر من تنظيم مظاهرات داخل الحرم الجامعي، وتهديد الطلاب بالفصل، حين الإقدام على ذلك.