الأمة الثقافيةسلايدرسير وشخصيات

شاعر العرب الثائر أحمد مطر.. اعتزلَ أم تمّ تغييبه؟!

هو أعظم الشعراء العرب الثائرين في العصر الحديث، شاعر متفرّد، صاحب مدرسة غير مسبوقة في تاريخ العرب، لا يشبه أحدا، ولا أحد يشبهه

ولم يكن يخلو بيت عربي من ديوان لأحمد مطر،، فقد كان شعره الرشيق الساخر (علامة مميّزة)، يتداول أشعاره العرب من المحيط إلى الخليج،  وتحتل تلك الأشعار مكانا وزمانا في الخطب المنبرية في بلاد الإسلام.. وبين العامة، ولكنه اختفى فجأة من سنوات، وتركَ الساحة الملتهبة، ومن دون مقدمات، وعمره الآن 69 عاما، ولا أحد يعرف، هل أقعده المرض، أم أسكتته لندن التي يعيش فيها لاجئا سياسيا؟

1- الشاعر العراقي الثائر (أحمد مطر)، مسلم سُنّي متشيّع، مواليد البصرة بالعراق، 1 يناير 1954م، لأسرة فقيرة.

2- بدأ كتابة الشعر وهو في المرحلة الإعدادية، وتم اعتقاله عندما كان طالبا في معهد المعلمين، وقُتِلَ اثنان من إخوته: الأول في حادثة سيارة مدبّرة، والثاني شنقا..

3- تأثّرَ بالظروف المعيشية الصعبة، ومقتل شقيقيه، والأحداث السياسية التي يمر بها وطنه؛ فأصبح في أتون السياسة والمعارضة.

ومن أشهر قصائده:

لافتات

هذه الأرض لنا

قفوا ضدي

عائدون

عباس

الممكن والمستحيل

القتيل المقتول

أوصاف ناقصة

أنا إرهابي ..!

البكاء الأبيض

انحناء السنبلة

انتفاضة

كلمات فوق الخرائب

إنني المشنوق أعلاه

السكتة القلبية

قفا نبكي

عبد الذات

بين يدي القدس

عملاء

فبأي آلاء الولاة تكذبان

اعترافات كذاب

الثور والحظيرة

آية النسف

خطاب من أوباما

قصيدة عتاب

لص بلادي

عفو عام

قصيدة عامه

جاهلية

منفيون

أبا العوائد

المخبر

الحارس السجين

سواسية

لا نامت عين الجبناء

أمير المخبرين

عربي أنا

أحاديث الأبواب

قصيدة عامه

على باب القيامة

البحث عن الذات

زنزانة

بلاد العرب

أصنام البشر

على باب الشعر

اللغز

لبنان الجريح

بيت و عشرون راية

صلاة الجماعة

لا سياسة

حي على الجماد

زمن الحمير

الأضحية

عقوبات شرعية

احتمالات

بدعة

وصايا البغل الشاعر

نور على نور

البرامكة

الجارُ والمَجرور

دمعة على جثمان الحرية

قلة أدب

الحاكم الصالح

يوسف في بئر البترول

قبلة بوليسية

احفروا القبر عميقاً

فتى الأدغال

ورثة إبليس

شعراء البلاط

شطرنج

مواطن نموذجي

السيدة والكلب

بيت الداء

رقاص

ولاة الأرض

قرأتُ في القرآن

…… إلخ

الصحفي والشاعر

4- كانت السياسة والمطاردات الأمنية؛ سببا رئيسًا في تعثره التعليمى، واكتفى بالحصول على مؤهل فوق متوسط، وانتقل للكويت، وعملَ مدرّسًا بالمرحلة الابتدائية.

5- تركَ مهنة التدريس، وعمل محررًا ثقافيًا في صحيفة “القبس”، حيث تعاون مع الفنان الفلسطيني العالمي “ناجي العلي”

6- أحمد مطر شاعر (حالة)، لم يكتب شعرا عاطفيا قَط، ولم يدخل في صراعات شخصية، أو أيديولوجية، وكان صديقا للجميع، من جميع الاتجاهات الفكرية، رغم اتهامه بالشيوعية والتلوّن، ثم بالتشيّع والتقيّة، بسبب مدائِحهِ في “حسن نصر الله” وحزب الله، وتطاوله العنيف على الدكتور يوسف القرضاوي، وسلبيته وصمته تجاه الاحتلال الأمريكي للعراق.

(بصراحة، أنا أميل للآراء التي زعمت أنه تشيّع وباع القضية، ولم يعد الثائر المسلم السني، لأن الواقع يؤكد ذلك)

7- كانت أشعار أحمد مطر تحتل الصفحة الأولى في جريدة القبس الكويتية، وبعض الجرائد والمجلات العربية، وذلك لزيادة التوزيع والانتشار.

اللجوء السياسي

8- في سنة 1986م، تركَ الكويت، بسبب التضييق عليه، صحفيا وأمنيًّا، وهاجر إلى لندن، (لاجيء سياسي)

وفي لندن فَقدَ أحمد مطر صاحبه “ناجي العلي” الذي اغتِيل بمسدسٍ كاتمٍ للصوت، ليظل بعده نصف ميت.

9- ما زال أحمد مطر  هو أيقونة الثورية الشعرية النقية، وما زال “مصدر إلهام” للمثقفين والثوريين في العالم العربي، ورغم ذلك فإنه يتجاهل وسائل الإعلام، ويقاطعها تماما، ويقول: (إنني لم أتجاهل وسائل الإعلام، بل تجاهلت وسائل الإعدام، تلك التي تكتب بالممحاة، وتقدّم للناس فراغاً خاليًا محشوًا بكمية هائلة من الخواء)

وفي رسالته للإعلاميين يقول: (احذروا أن تعبثوا بالحقائق، واحذروا بلع أطراف الحروف، فالكلمة حساسة جدًا، يمكن تحويلها بلمسة بسيطة غير مسؤولة، من أداة إحياء إلى أداة قتل. إن عبثًا هيّنًا بكلمة «إعلام» يحولها ببساطة إلى«إعدام»)

الاعتزال

10- اعتزل “أحمد مطر” الدنيا كلها، وما زال يعيش في لندن، بعيدا عن عيون الصحفيين والإعلاميين والشعراء، وهو أب، وله ابنة وثلاثة أولاد.. ولا أحد يعرف عنه أي شيء، أو حتى المكان الذي يسكن فيه، وكل عام تخرج الشائعات حول وفاته، ويرد أقاربه بأنه في لندن وبصحة جيدة،

لكن المنطق والعقل والواقع يرون غير ذلك، فالشاعر الثائر أحمد مطر الذي تحدّى جميع الأنظمة العربية، ما كان يترك كل الأحداث التي جَرَت في العقود الأخيرة تمر دون أن يقول رأيه فيها شعرا..  فقد خرجت بعض القصائد المنسوبة له في السنوات الأخيرة، ولكن أهله كذّبوها، وأصبحت لعبة سنوية، ومع كل حدث كبير، تخرج علينا قصيدة (ركيكة) لشاعر مجهول، وتُنسَب لأحمد مطر، لتنتشر، لأسباب سياسية أو أيديولوجية..

فلو كان مريضا، فنسأل الله أن يشفيه شفاءً لا يغادر سقما.

أحمد مطر

 

رائعة الشاعر أحمد مطر:

(غزل بوليسي)

…………………….

شِعرُكَ هذا… شِعْرٌ أَعوَرْ!

ليسَ يرى إلاّ ما يُحذَرْ:

فَهُنا مَنفى، وَهُنا سِجنٌ

وَهُنا قَبْرٌ، وَهُنا مَنْحَرْ.

وَهُنَا قَيْدٌ، وَهُنا حَبْلٌ

وَهُنا لُغمٌ، وََهُنا عَسْكرْ!

ما هذا؟

هَلْ خَلَتِ الدُّنيا

إلاَّ مِنْ كَرٍّ يَتكرَّرْ؟

خُذْ نَفَسَاً…

اِسألْ عن لَيلى…

رُدَّ على دَقَّةِ مِسكينٍ

يَسكُنُ في جانبِكَ الأيسَرْ.

حتّى الحَربُ إذا ما تَعِبَتْ

تَضَعُ المِئزَرْ!

قَبْلَكَ فرسانٌ قد عَدَلوا

في ما حَمَلوا

فَهُنا أَلَمٌ… وهُنا أَمَلُ.

خُذْ مَثَلاً صاحِبَنا (عَنتَرْ)

في يُمناهُ يئِنُّ السّيفُ

وفي يُسراهُ يُغنّي المِزهَرْ!

**

ذاكَ قَضيّتُهُ لا تُذكَرْ:

لَونٌ أسمَرْ

وَابنَةُ عَمٍّ

وأَبٌ قاسٍ.

والحَلُّ يَسيرٌ… والعُدّةُ أيْسَرْ:

سَيفٌ بَتّارٌ

وحِصانٌ أَبتَرْ.

أَمّا مأساتي… فَتَصَوَّرْ:

قَدَمايَ على الأَرضِ

وقلبي

يَتَقَلّبُ في يومِ المحشَرْ!

**

مَعَ هذا… مثلُكَ لا يُعذَرْ

لمْ نَطلُبْ مِنكَ مُعَلَّقَةً…

غازِلْ ليلاكَ بما استَيْسَرْ

ضَعْها في حاشِيةِ الدّفتَرْ

صِفْ عَيْنيها

صِفْ شَفَتيها

قُلْ فيها بَيتاً واتركْها…

ماذا تَخسَرْ؟

هَلْ قَلْبُكَ قُدَّ مِنَ المَرمَرْ؟!

**

حَسَناً… حَسَناً…

سَاُغازِلُها:

عَيْناها… كظلامِ المخفَرْ.

شَفَتاها… كالشَّمعِ الأحمرْ.

نَهداها… كَتَورُّمِ جسمي

قبلَ التّوقيعِ على المحضَرْ.

قامَتُها… كَعَصا جَلاّدٍ،

وَضَفيرتُها… مِشنَقَةٌ،

والحاجِبُ… خِنجَرْ!

لَيْلايَ هواها استعمارٌ

وفؤادي بَلَدٌ مُستَعْمَرْ.

فالوعدُ لَديْها معروفٌ

والإنجازُ لديها مُنكَرْ.

كالحاكِمِ… تهجُرني ليلى.

كالمُخبرِ… تدهَمُني ليلا!

كمشاريعِ الدّولةِ تَغفو

كالأسطولِ السّادسِ أسهَرْ.

مالي منها غيرُ خَيالٍ

يَتَبَدّدُ ساعةَ أن يَظهَرْ

كشِعارِ الوحدةِ… لا أكثرْ!

ليلى غامِضَةٌ… كحقوقي،

وَلَعُوبٌ… كَكِتابٍ أخضَرْ!

**

يكفي يا شاعِرَنا…

تُشكَرْ!

قَلَّبتَ زبالتَنا حتّى

لمْ يبقَ لمزبلةٍ إلاّ

أنْ تخجلَ مِنْ هذا المنظَرْ!

هل هذا غَزَلٌ يا أغبَرْ؟!

**

قُلتُ لكم.

أَعذَرَ مَنْ أَنذَرْ.

هذا ما عِندي…

عَقْرَبةٌ

تُلهمُني شِعري… لا عبقَرْ!

مُرٌّ بدمي طَعْمُ الدُّنيا

مُرٌّ بفَمي حتّى السُّكّرْ!

لَستُ أرى إلاّ ما يُحذَرْ.

عَيْنايَ صدى ما في نَفْسي

وبِنَفسي قَهْرٌ لا يُقهَرْ.

كيفَ أُحرِّرُ ما في نفسي

وأَنا نفسي… لم أَتحَرّرْ؟

…………..

يسري الخطيب

يسري الخطيب

- شاعر وباحث ومترجم - مسؤول أقسام: الثقافة، وسير وشخصيات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights