مقالات

ناصر صلاح يكتب: وقفات مع الآيات (27)

ما يخطّه قلمي ليس تفسيرًا، فلستُ من أهلِه، وإنما هي وقفات أديبٍ عند بعض المعاني والكلمات.

(ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (125: النحل)

تأمّلتُ كثيرا تلك الآية الكريمة، ووقفتُ أتساءَل: ما دامت إلى سبيل ربك تكون الدعوة؛ فلماذا لم يأت قوله تعالى بالموعظة الحسنة قبل الحكمة؟

فالموعظة تُبنى أعمدتها على القرآن والسنة، وهما أساسا الدعوة إلى سبيل ربك؟

وأما الحكمة هي الرؤية السديدة، وهي إعمال العقل بما هداه الله به إليه من منطق وفكر.

وأرى أن الله تعالى هنا لعلمه بالنفس الإنسانية، وأنها لا تقبل بسهولة النصيحة المباشرة: هذا حلال وهذا حرام، هذا صحيح وهذا خطأ، أراد أن تُجَادل بالحكمة أولاً،

تجادل بضرب الأمثال وبالتفكر العقلي فإذا ما استجاب مجادلك بما يعايشه ويراه..

تقبّلَ نصحك دون جدال،

وتقبّلَ موعظتك الحسنة له،

تقبّلَ قال الله، وقال الرسول.

ويحفظ لنا التاريخ كثيرا من المجادلات والمناظرات للعلماء عبر كل الأزمنة، وكيف كان تأثيرها كبيرًا على الملحدين والمشككين..

والله تعالى أعلم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى