د. أحمد زكريا يكتب: لماذا ندافع عن المقاومة الفلسطينية؟!

قد يبدو سؤالاً عجيبا للوهلة الأولى، إذ الأصل أن كل حر يجب عليه الدفاع عن المقاومة الفلسطينية التي تسعى لتحرير فلسطين والمقدسات!
لكن وللأسف أصبحنا في زمن نحتاج فيه للتدليل على وجود الشمس، بعد أن عميت الأبصار والبصائر.
هذه الملحمة التي صنعها مقاومون أشداء يقدرون فلسطين، ويصدقون أمتهم بفعلهم قبل تصريحهم،
يتقدم القائد فيصنع الأنموذج، يستبسل الجند فتتحقق المعجزة.
إن ما قدمته المقاومة من نجاح كبير ضمن أدوات الصراع مع المحتل يجعل منها سلاحا استراتيجيا يقلق دوائر الاحتلال السياسية ومنظومته العسكرية والأمنية،
والفدائي الذي يحفر الأرض يعلم يقيناً أن هذا الإعداد يأتي في سياق المعركة المفتوحة مع الاحتلال،
وعين كل مجاهد على الأسرى الأبطال في سجون الاحتلال.
تحطيم الجيش الأسطوري!!
يعلم كل مقاوم أن مشاهد العمل الجهادي التي حطمت أسطورة الجيش الذي لا يقهر ارتسمت بعد أن خرج أبطال المقاومة من أنفاق الحرية ليواجهوا الاحتلال من نقطة الصفر ويلحقوا به الهزيمة، يواصلون صناعة النصر في عيون جماهير شعبهم ويحفظون كرامته.
إن أخطر ما يخافه المتصهينون العرب أن يتكرر هذا النموذج الذي يهدد وجود كفيلهم وسبب وجودهم على الكراسي.
وتشتعل جذوة الجهاد والنخوة في عروق الشعوب، فلا تكتفي بالتخلص من الصهاينة،
بل تلتف حبال المجاهدين حول الرقاب الذليلة الخائنة.
ندَافع عن المقاومة لأنها هي الجذوة المتقدة التي تحفظ للأمة عزها وأملها في غد مفعم بالعز والسؤدد.
ندافِع عن المقاومة حتى يخرج جيل يرى قدوة حقيقية مشاهدة، بعيدا عن المسخ الموجود.
ندافعُ عن المقاومة، لأن الدفاع عنها دين وإيمان، وخذلانها كفر ونفاق.
فاللهم انصر عبادك.