الأمة ووكالات| بعد ساعات من إعلان جيش الاحتلال الصهيوني استكمال عملياته البرية شمال قطاع غزة، شهدت المنطقة تطورات عسكرية جديدة تمثل أبرز ملامحها في تسجيل توغلات جديدة للآليات العسكرية بعدة محاور وإطلاق “وابل” من القذائف الصاروخية باتجاه بلدت يهودية.
سبق هذا التوغل قصف جوي ومدفعي عنيف ومكثف للمنطقة، طال بدوره مناطق أخرى من قطاع غزة في المناطق الجنوبية والوسطى، مسفرا عن سقوط شهداء وجرحى.
جاءت هذه التطورات، وسط استمرار الاشتباكات المسلحة بين مقاتلي الفصائل الفلسطينية المسلحة وقوات الجيش في محاور التقدم.
ويتواصل لليوم الخامس على التوالي، انقطاع شبكات الاتصالات والإنترنت عن معظم مناطق القطاع.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أبدت دولة الاحتلال قلقها إزاء ما قالت إنه محاولات تقوم بها حركة “حماس” لاستعادة سيطرتها وقدراتها المدنية، شمال القطاع.
كما شكك عضو المجلس الوزاري الصهيوني المصغر للشؤون الأمنية والسياسية “الكابينت” جدعون ساعر في تمكن جيش الاحتلال من القضاء على “حماس”.
وقال في تصريحات لإذاعة جيش الاحتلال: “نحن بعيدون جدًا عن انهيار حماس، وإذا كان هناك من يعتقد أنه سيكون ثمة بديل لحكم حماس في قطاع غزة وهي لا تزال واقفة على قدميها، فهذا ببساطة لن يحدث”.
والاثنين، قال وزير الدفاع الصهيوني، يوآف غالانت في مؤتمر صحفي، إن مرحلة المناورات البرية المكثفة كانت مقررة لمدة “ثلاثة أشهر”، لافتا إلى “انتهائها شمال القطاع”.
وتابع: “في شمال القطاع تم تفكيك كل القدرات اللوائية لحماس، ونعمل على القضاء على باقي الجيوب”، على حد زعمه.
وحسب غالانت “في جنوب القطاع سنصل إلى هذا الإنجاز قريبًا (..) الإنجازات كبيرة جدًا، لكن العملية تحتاج إلى مراحل نقطع خلالها المحاور من خان يونس إلى رفح، فوق الأرض وتحت الأرض”.
وأشار إلى أنه في “كلا المكانين (الشمال والجنوب) ستأتي اللحظة التي يتم فيها الانتقال للمرحلة التالية”، دون أن يوضح طبيعتها.
وأضاف: “في وسط قطاع غزة نقضي على الصناعة العسكرية لحماس ووسائل القتل ضدنا”.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن الجيش الصهيوني حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الثلاثاء، 24 ألفًا و285 قتيلًا و61 ألفا و154 مصابًا، وتسببت بنزوح أكثر من 85 بالمئة (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب السلطات الفلسطينية والأمم المتحدة.
إطلاق صواريخ
أفاد مراسل الأناضول أن مقاتلي الفصائل الفلسطينية أطلقت، الثلاثاء، قذائف صاروخية من مناطق شمالي القطاع باتجاه البلدات اليهودية المحاذية.
وقال المراسل، إن أصوات القذائف الصاروخية التي تم إطلاقها، دوت من بلدة بيت حانون شمالي القطاع.
وأعلنت كتائب “القسام”، قصفها لبلدة “نتيفوت برشقة صاروخية”.
كما عثر الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، “على 100 منصة لإطلاق قذائف صاروخية في بيت لاهيا شمال القطاع”.
وقال في بيان: “في منطقة بيت لاهيا، عثر الجنود على حوالي 100 منصة لإطلاق القذائف الصاروخية وحوالي 60 قذيفة صاروخية جاهزة للإطلاق”.
تأتي هذه التطورات وسط إعلان الجيش الإسرائيلي على لسان وزير الدفاع يوآف غالانت، الاثنين، “تفكيك كل القدرات اللوائية لحماس في شمال القطاع”.
وفي وقت سابق، قال إعلام عبري صفارات الإنذار جنوب إسرائيل وغلاف قطاع غزة بعد إطلاق “وابل من الصواريخ” من القطاع.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية: “تم انطلاق صفارات الإنذار في بلدات نتيفوت، وسيدروت والنقب، وإشكول”.
وذكرت الهيئة أن “صاروخا أصاب مبنى في بلدة نتيفوت” دون مزيد من التفاصيل.
توغلات جديدة
أجرى الجيش الإسرائيلي عمليات توغل جديدة في أكثر من محور بمحافظتي غزة والشمال اللتين انسحب منهما مطلع يناير الجاري، ضمن انسحابه من أحياء كثيرة شملتها عمليته البرية التي بدأها في 27 أكتوبر الماضي.
وأفاد مراسل الأناضول أن الجيش توغل في عدة مناطق بالمحافظة الشمالية وهي “جبل الريس شرق بلدة جباليا، ومنطقة السكة غرب بلدة بيت حانون، وقرية أم النصر شمال شرق بيت لاهيا، ومنطقة كلية الزراعة شمال شرق بيت حانون”.
وبحسب المراسل، فقد نفذ الجيش “عدة توغلات جديدة في المناطق الشرقية لمدينة غزة وهي حيي الشجاعية والتفاح، ومنطقة السنافور”.
وسبق هذه التوغلات، قصف مدفعي وجوي مكثف وعنيف، حيث يقول مراسل الأناضول أنه ما زال مستمرا حتى هذه الساعة.
اشتباكات وقصف عنيف
دارت في محاور التوغل اشتباكات ضارية بين قوات الجيش ومقاتلي الفصائل الفلسطينية المسلحة، تخللها تنفيذ عمليات استهداف آليات وتجمعات للجنود.
فيما كثفت المدفعية والمقاتلات الإسرائيلية الحربية قصفها لعدة مناطق شرق مدينة غزة وغربها، وشمالي ووسط وجنوبي القطاع.
وفي شمال القطاع، دارت اشتباكات بين مقاتلي الفصائل والجيش خاصة في مناطق جبل الريس شرق بلدة جباليا، وعلى الأطراف الشمالية لبلدة بيت حانون.
وأفاد مراسل الأناضول، أن أصوات الاشتباكات دوت في المكان وسط قصف عنيف ومتواصل لمناطق شمالي القطاع.
وقال إن الجيش نفذ عدة تفجيرات في بلدة جباليا، فيما لم يتسن له معرفة المواقع التي تم تفجيرها.
وفي مدينة غزة، قال المراسل نقلا عن مصادر محلية وشهود عيان، إن الاشتباكات المسلحة اندلعت شمال مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، وفي محيط منطقتي الكرامة والمخابرات شمال غرب المدينة، وفي حي التفاح شرق المدينة”.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أشار في بيان لاندلاع “اشتباكات مع مسلحين شمال مخيم الشاطئ”.
وكانت كتائب “القسام”، الجناح المسلح لحركة “حماس”، قد قالت في بيان إن مقاتليها “استهدفوا ناقلة جند صهيونية بعبوة شواظ وقذيفة الياسين 105 شمال حي الشيخ رضوان بمدينة غزة”.
وأضافت في بيان آخر: “استهدفنا آلية صهيونية بقذيفة الياسين 105 واشتبكنا مع قوة مشاة غرب تل الهوى وأوقعناهم بين قتيل وجريح”.
ومن جانب آخر، قال شهود عيان للأناضول إن الجيش الإسرائيلي استهدف بشكل مباشر مدرسة ومركزا صحيا يتبعان لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، في حي الدرج شرق المدينة، ما أسفر عن سقوط قتيل على الأقل وإصابة آخر، ممن كانوا ينزحون إليهما.
وأفاد الشهود، بأن القصف حدث أثناء نوم النازحين، فيما تسبب بأضرار كبيرة في المبنيين.
وفي المنطقة الوسطى لقطاع غزة، تتواصل الاشتباكات في محاور التوغل بالأطراف الشمالية للمحافظة (مخيمات: المغازي والبريج والنصيرات، ومنطقة الزوايدة).
وأفاد مراسل الأناضول، نقلا عن شهود عيان، أن قصفا مدفعيا عنيفا ومركزا استهدف الأطراف الشرقية من مخيم المغازي، ومخيم النصيرات.
وفي خان يونس جنوبي القطاع، تواصل الآليات العسكرية توغلها في المناطق الشرقية والوسطى.
وكان الجيش، قد أنذر مناطق سكنية جديدة في المنطقة الشرقية الجنوبية لمدينة خان يونس، والتي كان قد توغل فيها –سابقا- بشكل جزئي، بـ”الإخلاء”؛ وذلك عبر مناشير ورقية ألقاها من الطائرات.
وتعرضت المناطق الشرقية الجنوبية ووسط المدينة، لقصف مدفعي وجوي عنيف، وفق إفادة مراسل الاناضول، والذي قال نقلا عن شهود عيان أن الجيش يفجر منازل المواطنين بالمنطقة الشرقية.
وكانت كتائب “القسام” قد قالت في بيان، إن مقاتليها قصفوا “بقذائف هاون تجمعا لآليات وجنود الاحتلال الإسرائيلي بمدينة خان يونس”.
فيما قالت سرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، إن مقاتليها استهدفوا “بقذائف الهاون تمركزا لجنود وآليات العدو جنوب خان يونس”.
وأضافت في بيان آخر: “استهدفنا تمركزا للجنود وآلية عسكرية مقابل المقبرة بخان يونس، بوابل من قذائف الهاون الثقيل والنظامي”.
وفي وقت سابق، أعلن الجيش في بيان مقتل ضابط وإصابة جنديين بجروح خطيرة بالمعارك مع فصائل المقاومة الفلسطينية جنوبي القطاع، والتي اندلعت الإثنين.
فيما لم يصدر عن الجانب الإسرائيلي تحديثات حول إصابات أو قتلى المعارك التي اندلعت الثلاثاء.
وفي مدينة رفح، أقصى جنوب القطاع، أفاد مراسل الأناضول أن غارة إسرائيلية استهدفت منزلا غرب المدينة يضم عشرات النازحين، ما تسبب بسقوط قتلى وجرحى.