أثر العلاقات الإسرائيلية مع دول القرن الإفريقي على الأمن المائي العربي ٢٠١٠– ٢٠١٧م.
خلاصات بحثية (١)

قراءة: الهيثم زعفان
(العنوان لأطروحة ماجستير من إعداد الباحث علي عايد السبول؛ بقسم العلوم السياسية- معهد بيت الحكمة- جامعة آل البيت- الأردن؛
تقع الأطروحة في ١٠٧ صفحات، وقد رجع الباحث فيها لــ ٤٦ مصدراً بحثياً، ونوقشت الأطروحة وأجيزت في العام ٢٠١٨م).
تتمتع دول القرن الإفريقي بأبعاد جيوسياسية ذات أهمية عظمى سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي، وتتأتى هذه الأهمية من الموقع الجغرافي لهذه الدول والمحاذية للبحر الأحمر وكذلك المحيط الهندي،
كما أنها تمثل الامتداد الجيوسياسي البري للوصول إلى قلب إفريقيا، إضافة لما تمتلكه دول القرن الإفريقي من ثروات مائية ومعدنية ونفطية.
وتعتبر العلاقات الإسرائيلية مع دول القرن الإفريقي علاقات استراتيجية في المقام الأول تضمن لإسرائيل السيطرة على مواقع حيوية في موانئ وسواحل البحر الأحمر.
وقد شقت إسرائيل طريقها في بناء علاقاتها مع دول القرن الإفريقي في بداية الأمر كدولة مساندة ومساعدة لتلك الدول فقدمت مساعدات عسكرية واقتصادية لدول إفريقية أهمها إثيوبيا وأريتريا؛
لتصبح إسرائيل -في نهاية الأمر- إحدى أهم الدول التي كسبت ولاء بعض دول القرن الإفريقي؛
وقد ساعدتها الولايات المتحدة الأمريكية في توفير الغطاء لهذه المساعدات العسكرية والاقتصادية،
وتمكين إسرائيل من تحقيق أهدافها في هذه المنطقة الاستراتيجية.
في الوقت ذاته عمدت إسرائيل عبر مجموعة من الخطط الاستراتيجية إلى تعميق تفتت دول القرن الإفريقي من خلال دعم الأقليات الساعية وراء إحداث الاضطرابات في تلك الدول والداعية للانفصال وإنشاء دويلات صغيرة،
مع إشعال النزاعات بين دول الجوار في المنطقة مثل التوترات بين الصومال وإثيوبيا لضرب أمن المنطقة.
إسرائيل تدعم بعض دول القرن الإفريقي
وقد قامت إسرائيل بدعم بعض دول القرن الإفريقي لإنشاء السدود ومشاريع الري، بالإضافة إلى بناء علاقات قوية مع زعماء القبائل في دول القرن الإفريقي والتي تسيطر على العديد من البحيرات والمنابع المائية لغرض السيطرة عليها ومنع وصولها إلى الدول العربية.
كما سعت إسرائيل إلى محاولة السيطرة على مضيق باب المندب لتمتلك زمام السيطرة على البحر الأحمر والتحكم في مصالح الدول العربية المطلة على البحر الأحمر، وساعدها في اتخاذ هذه الخطوة دعم الولايات المتحدة الأمريكية عبر وجود قواعد عسكرية أمريكية على هذه المنطقة، إضافة إلى التعاون الذي تبديه إريتريا مع إسرائيل في القرن الإفريقي والتي تؤمن لها بناء علاقات مع دول القرن الإفريقي غير المطلة على البحر الأحمر مباشرة خصوصاً إثيوبيا.
حيث عملت إسرائيل عبر توطيد علاقتها مع إثيوبيا على السعي إلى إثارة العديد من المتاعب للدول العربية القابعة على سواحل البحر الأحمر من أجل إلغاء فكرة تعريب البحر الأحمر،
وذلك بالعمل على تحويل ممرات البحر الأحمر من ممرات إقليمية عربية إلى ممرات دولية تسيطر عليها دول عظمى بدلاً من سيطرة الدول العربية عليها.
فيما مكنت إثيوبيا إسرائيل من إقامة قواعد عسكرية إسرائيلية في عدد من الجزر الإثيوبية والجزر الإريترية التي تسيطر عليها إثيوبيا.
إضافة إلى توظيف إسرائيل لعلاقاتها مع إثيوبيا في ضرب الأمن المائي العربي وخصوصاً السودان ومصر،
والسعي لاستخدام ورقة الموارد المائية في القرن الإفريقي كورقة ضغط رابحة للضغط على السياسات العربية في تسيير شؤونها السياسية في المنطقة العربية.
وقد أوصت الأطروحة في نهايتها بضرورة إجراء المزيد من الدراسات العلمية حول الدور الإسرائيلي في دول القرن الإفريقي
وتداعيات العلاقات الإسرائيلية الإفريقية على الأمن القومي والمائي والتنموي للدول العربية.