أحمد الجوهري يكتب: د. مبروك عطية.. ليتني ما عرفته!

عرفت الدكتور «مبروك عطية» في مراحل التعليم الأولى قبل الجامعة من خلال مقالاته التي كانت تنشرها له مجلة الأزهر أيام رئاسة تحرير الخطيب والجزار والبيومي.
ولا أحدثك عن براعة قلمه وفكرته في مقالاته تلك التي كانت تنافس الكبار.
ثم استمعت له أول مرة في مناظرته الشهيرة مع عدنان الرفاعي، تلك المناظرة التي سحق فيها الدكتور مبروك المدعو عدنان وكشف كذبه وأبطل مزاعمه وجعله موضع سخرية المشاهدين.
ثم شاهدت حضوره المكثف خلال السنوات الأخيرة في مجالس الفتاوى على القنوات وفي وسائل التواصل، فرأيت شخصًا آخر غير الشخص السابق (الكاتب والمناظر).
وقد تعجبت لهذا كثيرًا، فإن الدكتور مبروك هنا هو الدكتور مبروك بذكائه وإبداعه وحصافته، لكنه يوظفها في مكانها بطريقة خاطئة.
ولك أن تتخيل أن جوجل وموسوعة ويكيبيديا أصبحت تعرف الدكتور بأنه مذيع تلفزيوني!!
ثم كانت هذه السنة -ويا ليتها ما كانت- فقد تطور فيها الدكتور بشكل غريب عجيب معيب، بحيث لم يبق شيء منه كله، لم يبق شيء من الذكاء والبراعة والإبداع، لم يبق شيء من الأستاذ الدكتور، لم يبق شيء من الشيخ الأزهري، لم يعد هنا شيء من شخص الدكتور مبروك عطية أبو زيد الذي ألفناه.
نعم نحن نفتقد الأستاذ الدكتور مبروك عطية أبو زيد العالم الأزهري الجليل، ونحب أن يعود الى سالف أيامه التي كان فيها لدينه وأمته وجامعه وجامعته، نحن نفتقد هذا كله فيه بحق.
وإذا لم يستطع العودة ليجلو الصورة الحالية ويعيد إلى أذهاننا مكانها الصورة الأولى المضيئة فنحن نرجوه أن يكف عما يفعل ويجلس في بيته ويكفي نفسه شرها ويعتذر عن الطريق الذي يمشي فيه.
فلعل الصورة القديمة التي له في أذهان بعض من عرفوه من قبل يبقى منها ولو ذلك الشيء الباهت وهو خير له من هذه الصورة الأخيرة بكل حال.
وإلا بقي في القلب واللسان التحسر يتردد: الدكتور مبروك عطية ليتني ما عرفته!
والله من وراء القصد.