أحمد رمضان يكتب: 10 أخطاء قاتلة وقع فيها حزب الله!
ما يجري في لبنان نتيجة سلسلة أخطاء يمكن وصفها بـ«القاتلة» وقع فيها حزب الله وقيادته منذ سنوات، وأدت إلى تلقيه ضرباتٍ موجعة، طالتْ بنيته القيادية والعسكرية، وقد تؤدي إلى إنهاء دوره الذي عُرف به.
1- فقد الحزب هُويته التي تأسس وفقاً لها عام ١٩٨٢ (تنظيم عسكري أمني)، وتحوَّل إلى كيان يوازي الدولة وينافسها في مهامها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية والإعلامية، وهو ما جعله مكشوفاً إلى حدٍّ كبير.
2- انتشاره خارج حدود مركزه (الضاحية والجنوب) حيث حاضنه الشعبي، إلى باقي مناطق لبنان أولاً، ثمَّ إلى دول أخرى في الإقليم، بل تعداها إلى التدخل في دول الخليج، وإدارة ملفات في دول مغاربية، وعلاقات تجارية وأمنية في أفريقيا وأمريكا اللاتينية.
3- التدخل العسكري في سورية، فقد خلق له عداوة لا تمحى مع الوسط السُّني في المنطقة، والأخطر أنه كشفه أمنياً، حيث تسببت حالات الاختراق في نظام الأسد إلى كشف هيكلية الحزب العسكرية وطرقِ عمله وإمداده، مما أتاح المجال لتصفية أغلب قياداته وعناصره بعد أن أدخلهم الاحتلال ضمن بنك أهدافه.
4- علاقة التبعية مع إيران والحرس الثوري (تبين أن الجسم العسكري والأمني الإيراني مخترق بقوة)، وأدى ذلك إلى كشف المستوى القيادي للحزب على نحو واسع.
5- التمدد الأفقي للحزب، فقد أوكلت إليه إيران بعد تصفية قاسم سليماني، مهمة إدارة أذرعها في العراق (معظمها على صلة بالأجهزة الأمريكية)، واليمن، إضافة إلى #سورية (الإشراف على ميليشيا فاطميون وزينبيون وغيرهما)، وهذا أضعف مستويات السيطرة، وجعله مكشوفاً للمتابعة والمراقبة الإسرائيلية – الأمريكية.
6- ضعف القراءة الاستراتيجية وإدراك التحولات التي جرت في أنظمة القتال والحروب، واستخدام أساليب تجاوزتها التقنيات الحديثة، في مقابل بقاء الحزب ضمن منظومة القتال التقليدي التي تقوم على الاشتباك المباشر.
7- عدم الإفادة من دروس الحرب على غزة (نحو عام كامل) في اتخاذ تدابير وقائية، والتصرف وفق قواعد اشتباك منتهية، وعدم رفع مستويات الاحتياط، وهو ما أظهره أسلوب التعاطي مع التطورات والتهديدات.
8- ضعف الجانب الأمني، حيث تبين أن هناك اختراقات تقنية وبشرية، لم يتمكن الحزب من التعامل معها خلال الحرب، وبات يدفع ثمناً كبيراً نتيجة تأثيرها على ضرب بنيته القيادية الرئيسة.
9- عدم امتلاك استراتيجية بديلة لفكرة الإسناد، في حال ذهاب نتنياهو إلى توسيع الحرب، كما أن البقاء ضمن دائرة الحرب الجوية (نقطة تفوق إسرائيلية) انعكس سلباً في مقابل عدم التحول للحرب البرية (نقطة ضعف إسرائيلية).
10- عدم دخول الحرب بقوة وجاهزية منذ بداية العدوان على غزة، والإنصات للنصائح/التعليمات الإيرانية بعدم المواجهة، وهو ما شجع الإسرائيلي (المدعوم غربياً) لضرب أهداف في طهران وبغداد وسورية واليمن، إضافة إلى لبنان، ولو تدخل الحزب في حينه لكانت الحرب في مكان آخر.
يمكن إدراج نقاط أخرى مهمة، للأفعال التي ارتكبها حزب الله، ولم يعمد إلى معالجتها، وفي مقدمتها، تأثير تدخله الشائن في سورية ودعمه لنظام بشار الأسد، وكان بوسعه الانسحاب والاعتذار للشعب السوري عن الجرائم التي ارتكبت بحق المدنيين، والتراجع عن دعم نظام انقلب عليه، وبدلاً من ذلك ما زال مسؤولوه يتفاخرون بدعمهم للنظام، وقتالهم معه.
كما أنه لم يتوقف عن التجييش الطائفي، الذي أراد منه الاستفادة لتجنيد مؤيدين، لكنه دفع ثمناً باهظاً من العزلة والغضب في العالم العربي والإسلامي ضده وضد سياساته، وتورطه في قتل مئات آلاف المدنيين، مع شركائه من أنظمة الفساد والاستبداد.