أحمد هلال يكتب: ما بين الآراء الفقهية والمشهد السياسي
الآن حصحص الحق: بعد انطلاق عملية طوفان الأقصى تنكشف حقائق كثيرة وتتمايز المواقف، أوروبا وأمريكا تزحف نحو الدعم السريع لإنقاذ العدو المحتل وتدعي أن لها رهائن في غزة .
الآن ستتكشف الجنسية الحقيقية لكل مغتصبين الأرض ويتحركون تحت غطاء نجدتهم!!
يجتمع الجميع على محاصرة غزة المحاصرة والقضاء عليها وتتحرك البوارج الحربية في اتجاه الحصار!!
ويعلن صهاينة العرب في دبي دعمهم الكامل للمحتل وغيرهم من بعض دول الخليج التي تسعى إلى تأييد المحتل!!
اذا كان لكم أسرى فعلا يحملون جنسيات بلادكم فماذا يفعلون في أرض العرب والمسلمين؟؟!
ولماذا أدركتم الآن أن لكم رعايا تحت أسرى في غزة؟؟
لماذا تتركون هؤلاء في بلاد ليست بلادكم ثم تصرخون الآن؟؟!
من حق المقاومة الآن أن تطلب ما تشاء في مقابل ترك هؤلاء لكم وان سنوات القهر والسجن واللجوء في الشتات لا تكفي معها تعويضات!!
وحتى لا يزايد احد في موضوع حادث الشرطي في الإسكندرية وقتله لبعض الأفراد.
فإنني أقول وعلي مسؤوليتي الشخصية
اننا نحب مصر بلادنا من كل قلوبنا ونتمنى لها دوام الخير والعدل والحرية والكرامة.
ونحرص على صورتها الجميلة في العالم وأنها بلاد الأمان ومن دخلها فهو آمن!!
لكن إذا كانت الأمة الإسلامية في حالة استنفار ويعلن الع*دو انه في حالة حرب الآن ويأتيه الدعم السريع من كل دول العالم حربيا وماديا ومعنويا،ولوجستيا،واستدعاء جنود الاحتياط من دول أوروبا وأمريكا.
إذا كان الأمر كذلك
وقام شرطي بقتل فرد أو اثنين منهم وتخرج الفتاوى التي لا تبيح ذلك الفعل لأنهم في حالة عهد وأمان!!
فإن الفعل في حد ذاته مرفوض لأنه من الممكن أن يقتل سائح طبيعي وليس قادم من الأراضي المحتلة التي يغتصبها ؛ وهو في تلك الحالة، إن كان متأكدا من هوية الأشخاص الذين قتلهم فهذا تصرف فردي واجتهاد شخصي منه بسبب ما يشاهده من أحداث في الأراضي المحتلة.
وما بين الآراء الفقهية المؤيدة لذلك والرافض له استعرض جزء من رأي الدكتور إسماعيل علي حيث قال:
إنّ الإسلام لا يُجيز قتلَ أيِّ شخصٍ من الكفار، أمَّنه مسلمٌ في أي مكان، حتى لو كان من المحارِبين، ولو كان الذي أَعطَى عهدَ الأمان عبْدًا أو أَمَة.
فجِوارُ المسلمِ وتأمينُه لأيّ شخصٍ غيرِ مسلم يجب أنْ يُحترَم، كما نطقت بهذا الأدلة الصحيحة الصريحة.
عن أم هانئ بنت أبي طالب، قالت: ذهبْتُ إلى رسول الله ﷺ عام الفتح … فقلت: يا رسول الله زَعَم ابنُ أُمِّي عليٌّ أنه قاتلٌ رَجلًا قد أَجَرْتُه؛ فلان بن هبُيَرْة، فقال رسول الله ﷺ: «قد أَجَرْنا مَن أَجَرْتِ يا أم هانئ» (أخرجه البخاري ومسلم)، وفي رواية أبي داود والنسائيِّ: «وأَمَّنّا مَن أَمَّنْتِ».
جاء في (مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح): قال ابن الهُمام: ورواه الأزرَقِيّ مِن طريق الواقديّ عن أبي ذئبٍ عن المَقبُريّ عن أبي مُرّةَ مولى عَقِيل «عن أم هانئ بنت أبي طالب قالت: ذهبتُ إلى رسول الله ﷺ فقلتُ: يا رسول الله إني أَجَرْتُ حَمَوَيْنِ لي من المشركين، فأراد هذا أن يقتلهما فقال ﷺ: «ما كان له ذلك» الحديث، وكان اللذان أجارتْ أمُّ هانئٍ: عبدَ الله بنَ أبي ربيعة بنِ المغيرة، والحارثَ بنَ هشام بنِ المغيرة، كلاهما من بني مخزوم. أ.هـ.
ومعنى (أَجَرْتُه): أدخلتُه في جواري، وهو الأمان.
وبالمناسبة: فإنّ حركات المقاومة المنضبطة بالضوابط الشرعية في فـلسطين تحافظ على هذا التشريع الإسلاميّ الخاص بالأجانب الحاصلين على الأمان في بلاد المسلمين، بل في العالم؛ فلم نَرَ حـما س ـ على سبيل المثال تستهدف سياحًا في بلد من البلدان،التي يتواجدون فيها.》انتهى الاقتباس واللينك في التعليقات.
في حين أقر علماء رابطة المغرب العربي رفض إعطاء الأمان لهؤلاء باعتبارهم محاربين مغتصبين علي كل حال وفي أي مكان كانوا.
وفي التعليقات أيضا رأي رابطة علماء المغرب العربي.
وحيث أنني لست من اهل الاختصاص الفقهي فإن رأي العلماء معتبر عندي ولا أتجاهله.
ومن المشاهد التي وردت إلينا من داخل المستوطنات فإن حالات الاقتحام من الفدائيين أظهرت للمستوطنين أنهم لن يبادروا بقتلهم وأحسنوا معاملتهم لأنهم كانوا في بيوتهم وليس في ميدان المواجهة.
ولا نستبعد ضلوع مخابرات السيسي في نفس الحادث لخلق حالة من الجدلية وامتصاص غضبة الشارع المصري والتصريح الإعلامي بمساندته للمقاومة والاستفادة القصوى من حالة الحرب.
بل واتهام التيار الإسلامي في ضلوعه في ترويع السائحين!!.
ورغم انه حادث فردي غير أن تأثيره كان مزلزلا على رد فعل العدو حيث يعمل الآن على ترحيل كل رعاياه الذين يرتعون في سيناء ويعتبرونها من حدود دولتهم المزعومة وليس مجرد سائحين على أرضنا!!. رغم احتمالية تورط النظام العسكري في الحادثة. وهذا ليس مستبعدا.
وهذا نوع من تشتيت العدو والضغط عليه.
وإلى هذا الحد يتوقف الجدل حول الحادثة، وفي حالة الحرب التي أعلنها العدو تظهر الآراء الفقهية التي تعتبر هؤلاء عدو أينما كانوا وفي أي بلد من بلاد المسلمين!!
وهذا فيه نوع من الدعم والمساندة في مقابل الدعم المفتوح من كل دول العالم.
وفي نفس الوقت ليس ذلك دعوة إلى انزلاق الشباب لهذا المنعطف الخطير بقدر ارتقاء دعوتنا وفهم المقاصد الشرعية فهما صحيحا وإدراك طبيعة الظرف السياسي وما يترتب على ذلك من دفع الضرر او جلب المنافع.
لقد فرض العدو المعركة وأي تخاذل ولو بكلمة أو رأي فقهي حتى معتبر وفيه نوع من التساهل تجاه العدو فهذا من وجهة نظري خذلان للمقاومة!!
إننا أمام مشهد ملتبس ومرتبك وعلينا أن نختار كلماتنا وكل الرأي الداعم والمساند للأبطال في ساحة المواجهة الحقيقية والتحدي ونقطع الطريق على عدونا ونحاصره؛ حتى يعودوا جميعا إلى أوطانهم الأصلية وتنتهي معاناة مائة عام من الألم والتضحية