الأمة الثقافية

“أسوانُ.. تاجُ الجنوبِ”.. شعر: مُحمّد الشرقاوي

(بمناسبةِ العيدِ القوميِّ لمحافظةِ أسوانَ المصرية العالمية)

أسوانُ يا تاجَ الجنوبِ الساحرِ

أُهْْديكِ شوقًا مِن فُؤادٍ عامرِ

يا فَجرَ تاريخِ الحضارةِ في الدُّنا

أغصانُ مَجدِّكِ غَرْسُ عِلمٍ زاخرِ

قَطعَتْ مسافاتِ القرونِ جميعِها

تَمحو الصعابَ، تُزيلُ حقدَ الماكرِ

كتَبَتْ فُصولًا في العصورِ مُضيئةً

ومضَت تسابِقُ نحو أزهى حاضرِ

بحدائقٍ بمساجدٍ بسواعدٍ

تعلو وتقهرُ صوتَ كُلِّ مَخاطِرِ

بمطاعمٍ بفنادقٍ بمصانعٍ

بمَتاجِرٍ أسَرَتْ عيونَ الناظرِ

إيزيسُ أصبحَ للمعابدِ قائدًا

يحكي الوقائعَ مِن عيونِ مصادرِ

وكلبشةٌ بئرٌ مِن الأسرارِ لا

تفنَى ولا تبدو لعقلٍ قاصرِ

وعن المتاحفِ قلْ بشوقٍ وافتخر

 وارفع جبينَك فوق كلِّ بصائرِ

مِن مُتحفِ النيلِ انطلاقُ حضارتي

فالنورُ يقفزُ فوقَ كلِّ معابرِ

والنُّوبَةُ السمراءُ قِبلَةُ عاشِقٍ

بيتُ الكرامِ لقائمٍ ومسافرِ

وإلى نباتاتِ الجزيرةِ أسرعتْ

كُلُّ الوفودِ ترى بديعَ القادرِ

أسوانُ إنْ نطقَ الزمانُ بفضلِها

شَهِدَتْ جميعُ عواصمٍ وحواضرِ

هِيَ في مُسابقةِ الجمالِ أميرةٌ

قَمَرٌ يُغرِّدُ في ربيعٍ زاهرِ

طبعُ الكِرامِ لديكِ غَيثٌ دائمٌ

يَلقَى بشوقٍ كُلَّ ضَيفٍ زائرِ

والشمسُ تأخذُ مِن ضياها نفحةً

والبدرُ يَسكنُ في ثَراها الطاهرِ

والنيلُ يُقسِمُ ما رأيتُ مثيلَها

لن تعرفَ الكلماتُ نبضَ مشاعري

والفلْكُ تكتبُ في هَواها قصةً

حفِظَتْ جهودًا مِن عظيمِ كوادرِ

والعاشقونَ مِن البِقاعِ جميعِها

عزَفوا لها لحنَ الوفاءِ الباهرِ

يتسابقونَ مع الشروقِ لأرضِها

فيحيطُهم فيضُ الأمانِ الوافرِ

فالأمنُ صرحٌ والسلامُ ركيزةٌ

تلك الحقائقُ بَعضُ نورٍ ظاهرِ

وضيوفُها في كلِّ يَومٍ صافَحوا

سحرَ الطبيعةِ في صفاءٍ نادرِ

ويغازلونَ بها الحضارةَ مِثلما

ينسابُ نَهرٌ مِن قصائدِ شاعرِ

يا نجمةٌ فوق النجومِ ضياؤها

يَطوي الحواجزَ نحو جمْعٍ ساهرِ

تَمضي المدائنُ خَلْفَ كُلِّ إشارةٍ

مِن درَّةٌ تسمو بعقلِ ماهرِ

في مَحفَلِ الأمجادِ خَيرُ زَعيمةٍ

قادت عيونَ مُناضِلٍ ومُناصِرِ

وسَقَت بلادَ الكونِ مِن أفكارِها

فانزاحَ ليلٌ عن جميعِ خواطرِ

أرضُ الجنوبِ لمصرَ كَنزٌ خالدٌ

بتراثِها مِن كلِّ عهدٍ غابرِ

بشبابِها بعلومِها بطموحِها

بعزيمةٍ صنعتْ عظيمَ نوادرِ

الحقُّ يَحرسُها ويَحفَظُ سعيَها

هو في مدى الأزمانِ عونُ مثابرِ

أسوانُ يا مهدَ المحاسنِ إنَّني

في وصفِ ما شاهدتُ لَستُ بصابرِ

سأظلُّ بالفِكرِ السليمِ مُعاهِدًا

ومُشارِكًا في صُنعِ جيلٍ ظافرِ

———————

 

أبو سمبل
معبد أبو سمبل بأسوان
محافظة "أسوان" المصرية
محافظة “أسوان” المصرية
محافظة "أسوان" المصرية
محافظة “أسوان” المصرية
محافظة "أسوان" المصرية
محافظة “أسوان” المصرية
محافظة "أسوان" المصرية
محافظة “أسوان” المصرية
محافظة "أسوان" المصرية
محافظة “أسوان” المصرية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights