الأمة : أصدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلّة “اوتشا ” تقريرا حول الاوضاع في غزة جاء فيه:
أصدرت السلطات الإسرائيلية ثلاثة أوامر في غضون يومين فقط بإغلاق 146 موقعًا من المواقع التي تؤوي النازحين، ووصل عدد المتضررين من هذه الأوامر حتى الآن من شهر آب/أغسطس إلى 250,000 شخص على الأقل.
كانت كمية المساعدات الغذائية الإنسانية التي دخلت غزة في شهر تموز/يوليو واحدة من أدنى الكميات منذ شهر تشرين الأول/أكتوبر 2023، عندما فُرض الحصار الكامل على غزة.
في شهر تموز/يوليو، بلغ عدد الأطفال الذين شُخصت إصابتهم بسوء التغذية الحاد في شمال غزة أربعة أضعاف ما كان عليه في شهر أيار/مايو، على حين زاد عددهم عن الضعف في الجنوب.
ولم يتمكن سوى 1 في المائة من الأطفال في شمال غزة و6 في المائة منهم في الجنوب من الحصول على التنوع الغذائي الموصى به.
المستجدّات على صعيد الحالة الإنسانية
لا تزال التقارير تشير إلى استمرار عمليات القصف الإسرائيلي من البرّ والبحر والجو في معظم أنحاء قطاع غزة، مما أسفر عن سقوط المزيد من الضحايا بين المدنيين ونزوح عدد أكبر منهم وتدمير المنازل وغيرها من البنى التحتية المدنية.
وما زالت التقارير تفيد بتواصل عمليات الاجتياح البرّي، وخاصة في المنطقة الشرقية من خانيونس ودير البلح، فضلًا عن استمرار القتال العنيف.
ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، قُتل 126 فلسطينيًا وأُصيب 401 آخرين بين ساعات ما بعد الظهر من يومي 19 و22 آب/أغسطس.
وبين يومي 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و22 آب/أغسطس 2024، قُتل ما لا يقل عن 40,265 فلسطينيًا وأُصيب 93,144 آخرين في غزة، وفقًا لوزارة الصحة في غزة..
كانت الأحداث التالية من بين أكثر الأحداث الدامية الأخرى التي نقلتها التقارير بين يومي 19 و22 آب/أغسطس:
عند نحو الساعة 18:00 من يوم 19 آب/أغسطس، أشارت التقارير إلى مقتل تسعة فلسطينيين وإصابة آخرين في مخيم الشاطئ للاجئين، غرب مدينة غزة.
عند نحو الساعة 0:35 من يوم 20 آب/أغسطس، أفادت التقارير بمقتل خمسة فلسطينيين، من بينهم ثلاث نساء وطفل على الأقل، وإصابة آخرين عند ما قُصف منزل في مخيم البريج للاجئين بدير البلح.
عند نحو الساعة 11:30 من يوم 20 آب/أغسطس، قُتل 12 فلسطينيًا وأُصيب آخرون عندما قُصفت مدرسة مصطفى حافظ الحكومية، التي تؤوي أشخاصًا نازحين، في حي الرمال، غرب مدينة غزة.
عند نحو الساعة 17:15 من يوم 20 آب/أغسطس، قُتل ما لا يقل عن تسعة فلسطينيين، بمن فيهم أطفال ونساء، وأُصيب 14 آخرين على الأقل في السوق المركزي بمنطقة البركة، شرق دير البلح، حسبما ورد في التقارير.
إطلاق النار علي الصيادين الفلسطينيين
في حادثتين منفصلتين وقعتا في 21 آب/أغسطس، أشارت التقارير إلى إطلاق النار على خمسة صيادين فلسطينيين ومقتلهم وإصابة صياد آخرين عندما كانوا على ساحل دير البلح وفي حي الشابورة شمال غرب رفح.
عند نحو الساعة 16:10 من يوم 21 آب/أغسطس، قُتل سبعة فلسطينيين، هم خمس نساء وطفلان، عندما قُصفت خيمة تؤوي نازحين في منطقة الزنة، شرق خانيونس، حسبما أفادت التقارير به.
في الساعة 3:45 من يوم 22 آب/أغسطس، قُتل ستة فلسطينيين من بينهم صحفي وزوجته وأطفاله الثلاثة، عندما قُصف منزل في حي البطانْية بمخيم المغازي للاجئين في دير البلح، حسبما أشارت التقارير إليه.
عند نحو الساعة 0:15 من يوم 22 آب/أغسطس، أفادت التقارير بمقتل 11 فلسطينيًا، من بينهم رضيع وأطفال آخرون، وإصابة آخرين عندما قُصفت بناية سكنية في بيت لاهيا، شمال غزة.
بين ساعات ما بعد الظهر من يومي 19 و23 آب/أغسطس، أفادت التقارير بمقتل ثلاثة جنود إسرائيليين في غزة وفقًا للجيش الإسرائيلي.
إلي جانب 332 جنديًا إسرائيليًا قُتلوا في غزة أو على امتداد الحدود في إسرائيل منذ بداية العملية البرّية، كما أفادت التقارير بإصابة 2,232 جنديًا منذ بداية العملية البرية.
وحتى يوم 23 آب/أغسطس، تشير التقديرات إلى أن 109 إسرائيليين وأجانب ما زالوا في عداد الأسرى في غزة. ويشمل هؤلاء الموتى الذين لا تزال جثامينهم محتجزة.
تهجير الفلسطينيين من مراكز الإيواء
في يومي 21 و22 آب/أغسطس، أصدر الجيش الإسرائيلي ثلاثة أوامر بالإخلاء شملت 15 حيًا في دير البلح وخانيونس، مما يرفع العدد الكلي لأوامر الإخلاء التي صدرت في شهر آب/أغسطس إلى 13 أمرًا.
ويشير مسح أولي إلى أن أكثر من 28,500 شخص كانوا يسكنون في المناطق التي تقرر إخلاؤها في هذين اليومين.
وكان العديد منهم يلتمسون المأوى في 146 موقعًا لإيواء النازحين، بما فيها 11 مركزًا جماعيًا رسميًا و135 موقعًا غير رسمي.
وحتى يوم 21 آب/أغسطس، ألحقت أوامر الإخلاء التي صدرت خلال هذا الشهر الضرر بنحو 250,000 شخص في شتّى أرجاء غزة.
كما تفرض الأوامر الجديدة إخلاء الموظفين الإنسانيين الذين يعملون لدى عدد من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والجهات التي تقدم الخدمات، إلى جانب أسرهم.
مما يشل قدرتهم على تقديم الدعم والخدمات الأساسية لمن يحتاج إليها وأفادت مجموعة التعليم بأن 31 مكانا تعليميًا مؤقتًا في دير البلح وخانيونس أُجبرت على إغلاق أبوابها .
بسبب الأوامر التي صدرت بين شهري حزيران/يونيو وآب/أغسطس، مما أسفر عن ضياع فرص التعليم على 3,979 طالبًا وطالبة.
وفي 22 آب/أغسطس، أصدر مهند هادي، منسق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، بيانًا قال فيه: «لقد نال الإرهاق والرعب من المدنيين، الذين يُهرعون من مكان مدمَّر إلى آخر دون أن تبدو أمامهم نهاية في الأفق. لا يمكن لهذا أن يستمر”.
كما أكد أنه: «إذا كانت أوامر الإخلاء تُعنى بحماية المدنيين، فإن الواقع يشير إلى أنها تؤدي إلى عكس ذلك تمامًا”.
نقص حاد في الغذاء
كانت كمية المساعدات الغذائية الإنسانية التي دخلت غزة في شهر تموز/يوليو واحدة من أدنى الكميات التي سُجلت منذ شهر تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وقد حذّر قطاع الأمن الغذائي من أن استمرار القتال العنيف وانهيار القانون والنظام والتحديات التي تعترض سبل الوصول على المسار الإنساني الرئيسي بين معبر كرم أبو سالم وخانيونس ودير البلح أفضت إلى نقص حاد في الغذاء.
ونتيجة لذلك، قد لا يتلقى أكثر من مليون إنسان في جنوب غزة ووسطها حصص الغذاء المقررة لشهر آب/أغسطس.
وعرقلت أوامر الإخلاء المتكررة ونزوح السكان، وما يقترن بهما من النقص الحاد في غاز الطهي، بشدة عمل المطابخ والمخابز.
فقد اضطر ما لا يقل عن 50 مطبخًا إما إلى تعليق العمل على تقديم الوجبات المطهوة وإما إلى الانتقال بسبب أوامر الإخلاء المتكررة.
ومنذ مطلع شهر تموز/يوليو، لم يزل 13 مخبزًا فقط من أصل 19 مخبزًا تدعمها المنظمات الإنسانية الشريكة تعمل في القطاع .
واحد في خانيونس “أعاد فتح أبوابه في 21 آب/أغسطس بعدما كان مغلقًا منذ شهر كانون الثاني/يناير”، وستة في دير البلح، وأربعة في مدينة غزة واثنان في جباليا.
وفي شمال غزة، يثير انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية قدرًا أكبر من القلق بالنظر إلى أنه من غير المعروف ما إذا كانت الإمدادات التجارية قد وصلت إلى هذه المنطقة لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر على التوالي، وفقًا لقطاع الأمن الغذائي.
وقد أسفر ذلك عن غياب مصادر البروتين في السوق المحلي، الذي لا يتوفر فيه سوى أنواع قليلة من الخضروات المزروعة محليًا بأسعار باهظة.
الأطفال ضحايا القصف الصهيوني
ويدفع الأطفال أفدح الأثمان، إذ تؤكد مجموعة التغذية أن اجتماع فقر النظام الغذائي الرديء والقضاء على خدمات الرعاية الصحية الأساسية وظروف المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية بالغة السوء.
ما انفك يزيد من حالات سوء التغذية التي يعاني هؤلاء الأطفال منها وتعرضهم للأمراض،
وبيّن تقييم أجرته منظمة اليونيسف في شهر تموز/يوليو إلى أن 1 في المائة فقط من الأطفال في شمال غزة و6 في المائة منهم في الجنوب حصلوا على التنوع الغذائي الموصى به،
وتعد اللحوم والفواكه والخضروات ومشتقات الألبان والبيض من بين الأطعمة التي تنعدم إمكانية الحصول عليها انعدامًا تامًا تقريبًا.
زاد عدد الأطفال الذي شُخصت إصابتهم بسوء التغذية من خلال فحص محيط منتصف العضد بنسبة تزيد عن 300 في المائة في الشمال خلال شهر تموز/يوليو بالمقارنة مع شهر أيار/مايو، وبنسبة بلغت 156 في المائة في الجنوب.
وقد شُخصت إصابة ما مجموعه 14,750 طفلًا تتراوح أعمارهم من 6 أشهر إلى 59 شهرًا بسوء التغذية الحاد من بين 239,580 طفلًا جرى فحصهم منذ شهر كانون الثاني/يناير 2024.
معاناة النساء الحوامل والمرضعات
ووفقًا لمجموعة التغذية، وُجد أن تسعًا من أصل عشر نساء حوامل ومرضعات تم تشخيصهن في شهري حزيران/يونيو وتموز/يوليو أصبحين يعانين من سوء التغذية الحاد.
مما يحد من قدرتهن على إرضاع أطفالهن وسط تزايد أعداد الرضّع الخدّج وذوي الوزن المنخفض عند الولادة.
وتحذر مجموعة التغذية ومجموعة الأمن الغذائي من أنه في حال ازداد تفاقم القيود المفروضة على الوصول إلى الطرق وظروف تقديم الخدمات الصحية وظروف المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية،
فثمة خطر كبير يهدد بأن تتفاقم حالات انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية إلى حد يتجاوز المعدلات التي تثير الفزع بالفعل والتي تلاحَظ في شتى أرجاء القطاع.
ووفقًا لمجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، تعطل نحو نصف الأنشطة الأساسية في قطاع المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية بفعل القيود المفروضة على الاستيراد وإمكانية وصول المعونات الإنسانية.
وهذا يشمل القيود المفروضة منذ أمد بعيد على دخول مادة الكلور الضرورية لتعقيم مياه الشرب والتأخر في تمديد خط كهربائي مخصص لإمداد محطة تحلية المياه في جنوب غزة بالكهرباء.
وتعوق التحديات التي تواجه التخزين والنقل، ولا سيما تلك المتعلقة بالوقود، توزيع الإمدادات، مما يؤدي إلى تأخير كبير يُلحق الضرر المباشر بخدمات الصحة والصرف الصحي لدى السكان المستضعفين.
وفضلًا عن ذلك، يشير مسح أجرته المجموعة إلى أن سوق غزة مستنزف بشدة، حيث يفتقر إلى المواد الأساسية للمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، ويعاني من ارتفاع التضخم ويرزح تحت وطأة مشكلات السيولة النقدية.
ونتيجة لذلك، تضطر الجهات الفاعلة في قطاع المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية إلى الاعتماد على مواد لا تستوفي المعايير المطلوبة، مما يقوض جودة التدخلات التي تنفذها وفعاليتها.
في شهر تموز/يوليو، تعطل وصول المساعدات الإنسانية في غزة بشدة بسبب الأنشطة العسكرية المكثفة وإغلاق المعابر والأوضاع الأمنية المتقلبة.
ومما زاد من تفاقم هذه التحديات الذخائر غير المنفجرة وأعمال السطو والطرق المتضرّرة والمزدحمة وعدم انتظام إجراءات الإبلاغ عن وصول المساعدات الإنسانية وتنسيقها والعمليات المعقدة وغير الثابتة على الحواجز.