
الأمة| أعلنت المغرب وكازاخستان عن البدء في تنفيذ اتفاقية الإعفاء من التأشيرة بينهما، والتي ستدخل حيز التنفيذ في 19 مارس/آذار المقبل.
وتسمح الاتفاقية التي وقعها وزيرا خارجية البلدين خلال الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في 26 سبتمبر 2024، لحاملي جوازات السفر العادية بالسفر بين البلدين دون تأشيرة.
خلال زيارة رسمية تاريخية أولى إلى الرباط، التقى نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الكازاخستاني مراد نورتلو، بوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، في 28 فبراير، وأكد الوزيران أن الاتفاق يشكل تقدما ملحوظا في العلاقات الثنائية.
وقالت وزارة الخارجية الكازاخستانية في بيان رسمي إن “كازاخستان تنظر إلى المغرب كشريك محوري ومحترم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.
وبذلك يصبح المغرب أول دولة إفريقية تبرم مثل هذه الاتفاقية مع كازاخستان.
إعفاء التأشيرة بين المغرب وكازاخستان
وتهدف سياسة الإعفاء من التأشيرة إلى تعزيز التعاون السياحي وتقوية العلاقات الشخصية والثقافية بين البلدين، مع تحفيز التبادلات التجارية أيضا.
وتأتي هذه الاتفاقية في الوقت الذي شهد فيه التبادل التجاري الثنائي زيادة ملحوظة بنسبة 70% العام الماضي، ليصل إلى 274 مليون دولار.
أكد مراد نورتلو أن كازاخستان قادرة على توسيع صادراتها إلى المغرب، وخاصة في القطاعات الرئيسية مثل المنتجات البتروكيماوية والمعدنية النهائية، إلى جانب مختلف المواد الغذائية بقيمة 130 مليون دولار.
وأعلن الوزراء عن نيتهما الانتهاء من اتفاقية الاتصالات الجوية بحلول عام 2025، مما قد يؤدي إلى رحلات جوية مباشرة بين البلدين.
وبالإضافة إلى ذلك، أعلن البلدان التزامهما باستغلال موقعيهما الجغرافيين الاستراتيجيين في أفريقيا وآسيا الوسطى لتعزيز التجارة الإقليمية.
ولتحقيق هذه الغاية، اتفقا على إنشاء لجنة مشتركة بين الحكومتين، لتعزيز تنفيذ مجلس الأعمال المغربي الكازاخستاني، وتعزيز الاتصال اللوجستي.
ونظرا لمكانة كازاخستان باعتبارها أحد أكبر منتجي ومصدري القمح في العالم، ناقش البلدان إمكانية إنشاء مركز لوجستي في المغرب لتسهيل تصدير القمح الكازاخستاني إلى الأسواق الأفريقية.
وأكد المسؤولون أهمية توسيع التعاون ليشمل مجالات أخرى ذات اهتمام مشترك، بما في ذلك الابتكار التكنولوجي، والتحول في مجال الطاقة، والنقل، والخدمات اللوجستية.
وبرزت الرقمنة كموضوع محوري آخر، حيث أعربت كازاخستان عن اهتمامها بالتعاون مع المغرب في إطار برنامج المغرب الرقمي 2030 .
أبدت شركات تكنولوجيا المعلومات الكازاخستانية استعدادها لبدء مشاريع تجريبية في مجال الحكومة الإلكترونية وحلول تكنولوجيا المعلومات المبتكرة والأمن السيبراني.
وعلى الصعيد الأمني، اتفق المغرب وكازاخستان على تعزيز التعاون في مجالات الأمن والدفاع.
وهنأ نائب رئيس الوزراء الكازاخستاني المغرب على استضافة الدورة الثالثة والتسعين للجمعية العامة للإنتربول في مراكش في الفترة من 24 إلى 27 نوفمبر المقبل.
ودعا الوزيران أيضا إلى تعزيز التعاون بين مؤسساتهما الإسلامية باعتبارهما عضوين في منظمة التعاون الإسلامي، وشددا على أهمية تعزيز الروابط الثقافية والحضارية بين المغرب وكازاخستان.
وتأتي اتفاقية الإعفاء من التأشيرة هذه بعد قرار مماثل بين المغرب وأذربيجان، والذي دخل حيز التنفيذ في 28 أغسطس 2024، حيث تسعى الدولة الواقعة في شمال إفريقيا إلى تعزيز العلاقات مع دول آسيا الوسطى.