“إلى محمود درويش”.. شعر: أحمد معروف شلبي
ومن الشعرِ ما قتل
إلى محمود درويش الذي تحل ذكراه اليوم ..
لم أكن من دراويشه، ولكن عندما توقف قلبه، شعرت بفقدان وطن، فكانت هذه الأبيات ..
…………………
المغنّـي الذي نفـته القبيلةْ
أقضى حتـف أنفهِ أم غيـلةْ؟
قيل: قد ذاب كالشموعِ وأبكى
رعشة الضوءِ في بقايا الفتيلةْ
****
آخرَ النخلِ كان بالشـط – لمّا
اجْتثتِ الريح في الليالي نخيلَهْ
آخرَ الأقحوانِ – قد ظلَّ – لمَّا
حاصرَ الشوكُ والجفافُ الخميلةْ
في سماء المساء ينبض نجمًا
لا تحب السـماءُ عنها أفولـه
ومعَ الشمسِ والعصافير يغْدو
لحنَ حريةٍ وصوتَ بطولـةْ
****
لذرا العطر حاملاً أرغولَه ْ
وعلى السَّفْح يســتفزُّ خيولَهْ
نحلةً- كان – بالمنى تتغنَّى
وردةً – كان – في الحياةِ جميلة
لم يَهَبْ موسمَ الذبولِ إذا حلَّ
ألِلوردِ أن يهاب ذبولَــهْ؟
****
المُغني الـذي بكـانا وأبكانا
إذا ودّعَ الخـليلُ خليلــَــهْ
قلبُه ذاب فجـأةً..شـقَّه الحزنُ
فأبدى شحوبه ونحوله
قلبُه القـدسُ والجليلُ ويافا
قلبُه النَّفْيُ ..ذكرياتُ الطفولةْ
قلبه النارُ والرصـاص .. وسرٌّ
بين كيد العدى وصمت القبيلة
قلبه الشِّـعرُ – آسرًا وأسيرًا –
قلبُه الضَّعفُ – تارةً – والفحولةْ
قلبُه المـوتُ والصَّدى.. وطيـورٌ
باكـياتٌ بكـل أفـق رحيله
****
أقَضَى حتفَ أنفـه أم غيلـة؟
أم تُرى ذابَ كالشموع النحـيلة؟
هكذا الشِّعرُ موقفٌ وقتــالٌ
ومن الحُـبِّ أن تكونَ قتيلَــهْ
………………..
أحمد شلبي 2008م