
الأمة: في خطوة علمية بارزة تستهدف تعزيز الدراسات الإسلامية وإحياء تراث أعلام الأمة في شتى المجالات، لاسيما أعلام مصر الذين قدموا إسهامات فكرية فريدة أسست للمنهج العلمي وأظهرت مدى تأثير المدرسة المصرية على مسيرة الفكر والتراث الإسلامي،
أشادت الأوساط الأكاديمية والدينية بتدشين كرسي الإمام الليث بن سعد رضي الله عنه، بالجامعات معتبرةً أنه يمثل إضافة نوعية في مجال البحث الفقهي ونشر الفكر الوسطي المستنير.
وجاء هذا المشروع برعاية ودعم من الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف المصري، والكاتب الصحفي والإعلامي الأستاذ أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، وأحد كبار المهتمين بتراث الإمام الليث .
والذي أكد أن الإمام الليث هو إمام أهل مصر وشيخها الأكبر، وهو رمز العلم والفقه والحديث، كما أنه رمز المواطنة والتسامح والمسؤولية الاجتماعية لرأس المال.
والإمام الليث بن سعد له مكانة كبيرة جدا لدى الباحثين في الدراسات الإسلامية والفقهية في كل مكان، وعلى مستوى إندونيسيا يحظى الإمام الليث بمكانة كبيرة ويحرص الطلاب الإندونيسيون على التعرف على تاريخ الإمام وزيارة مسجده في مصر القديمة.
وقد لاقت هذه الخطوة ترحيبًا واسعًا بين العلماء والمفكرين، الذين أكدوا أنها تعزز دور الأوقاف والإعلام في نشر الفكر الوسطي وإبراز رموز الإسلام الذين أسهموا في بناء الحضارة الإسلامية بفكرهم واجتهاداتهم.
إشادة إندونيسية واسعة بالكرسي العلمي الجديد..
وأعرب المتخصصون الإندونيسيون عن تقديرهم الكبير لهذه المبادرة، مشيرين إلى أن تدشين كرسي الإمام الليث بن سعد سيوفر منصة أكاديمية متخصصة لدراسة فقهه وآرائه الفقهية، وجهوده الحديثية وغيرها وبما يسهم في تأصيل الفكر الإسلامي الوسطي والاستفادة من ذلك في مواجهة التحديات المعاصرة.
كما أكد منسوبو المؤسسات الإسلامية لاسيما جامعة ومعاهد “دار النجاح ” المنشرة في 23 فرع في إندونيسيا أن هذه الخطوة تعزز الروابط العلمية بين الأزهر الشريف وجامعات إندونيسيا، وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون الأكاديمي بين البلدين.
بما يخدم مسيرة البحث العلمي في العالم الإسلامي. وأعربوا عن تطلعهم إلى المزيد من المبادرات المشابهة، التي تعزز التواصل العلمي بين المسلمين لا سيما بين البلدين، وتسهم في إعداد أجيال من العلماء القادرين على مواكبة التحديات الفكرية والدعوية.
“سليمان” يشيد بالمشروع خلال زيارته لإندونيسيا..
وخلال زيارته إلى جمهورية إندونيسيا في الفترة من 5 رمضان إلى 21 رمضان 1446هـ أثنى الدكتور أحمد علي سليمان، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، ومدير اعتماد التعليم الأزهري بالهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد التابعة لرئاسة مجلس الوزراء المصري، على هذه المبادرة العظيمة.
التي تم فيها تدشين كرسي الإمام الليث بن سعد رضي الله عنه، بالجامعات وإطلاق اسم الإمام على مسجد التليفزيون المصري، وانعكاس ذلك على استمرار ذكر الإمام الليث بن سعد عبر وسائل الإعلام المختلفة لاسيما محاضرات كرسي الإمام،
أو عبر النقل المباشر لصلاة الجمعة وصلاة الفجر والأمسيات الدينية واحتفالات المناسبات الدينية من مسجد الإمام الليث بالتليفزيون المصري في خطوة في منتهى الذكاء؛ ليظل اسم هذا الإمام حاضرا وباستمرار في مسامع المصريين ووجدانهم.
وأوضح الدكتور سليمان، خلال محاضراته العامة مع طلاب معهد دار النجاح 2 شبينينج بوجور بجاوة الغربية بإندونيسيا مساء الجمعة 14 رمضان 1446هـ/ 14 مارس 2025م بحضور آلاف الطلاب، وأكثر من مائتي وخمسين من أعضاء هيئة التعليم والتدريس
وخلال محاضراته التالية ولقاءاته مع وسائل الإعلام الإندونيسية أمس الخميس، أن إحياء تراث الإمام الليث بن سعد هو مسؤولية علمية وأخلاقية، مؤكدًا أن الكرسي العلمي الجديد سيشكل منبرًا مهمًا لدراسة أفكاره والاستفادة من اجتهاداته في القضايا المعاصرة.
وأكد أحمد علي سليمان وهو مؤلف كتاب الإمام الليث بن سعد الفقيه والمحدث والإنسان، الذي قدم له كل من: أ.د. محمد كمال إمام رحمه الله، والأستاذ أحمد المسلماني، أكد أن الإمام الليث بن سعد هو أحد كبار علماء الإسلام، اشتهر بفقهه العميق واجتهاداته الفريدة التي سبق بها عصره.
وقد وصفه الإمام الشافعي بأنه كان “أفقه من الإمام مالك”، إلا أن قلة تدوين علمه حالت دون انتشاره بالشكل الذي يستحقه.
كما كان الإمام الليث مثالًا للعالم الجليل والمجدد الذي جمع بين العلم والعمل والإدارة والتفكير الاستراتيجي، وكان من أغنى علماء عصره، وعلى الرغم من ذلك لم تجب عليه الزكاه قط؛ فقد كان ينفق كل دخله “الذي كان يتراوح في العام الواحد ما بين عشرين ألف دينار من الذهب إلى ثمانين ألف دينار، بحسب الأحوال الجوية وأثرها على الأراضي الزراعية التي كان يمتلكها..إلخ في خدمة رجال العلم وطلابه.
وقد وجه د. أحمد علي سليمان شكره وتقديره إلى الرجلين الكرام الأزهري والمسلماني الذين يحملون كثيرا من هموم الأمة على عاتقهما، ونسأل الله لهما كامل التوفيق مؤكدًا أن الأمة بحاجة إلى مزيد من الجهود لإحياء سيرة العلماء العظماء.