إياد العطية يكتب: إضاءات في نفق مظلم
سنسلط الضوء سريعًا على جانب مضيء في مرحلة يسودها الظلام، ونكشف الستار عن بصيص أمل لاح رغم الدمار، وقد شقّ له طريقًا بين شلالات الدم، ليركز البؤرة حول «نقطة التحول، والرجوع إلى الأمام».
■ إضاءة 1: إنّ سقوط بغداد واحتلالها كانت الانعطافة الأهم في تاريخ الأمة الحديث، وهي بداية لمرحلة جديدة، لعل من استحقاقاتها ما بذلته الأمة من تضحيات جِسام، كي تخرج من مرحلة الضعف والوهن التي جثت على صدرها قرابة 100 عام وذلك بعد سقوط أخر قلاعها في اسطنبول.
■ إضاءة 2: بعد 100 عام من الذل والهوان، الضعف والاستعباد، بعث الله ﷻ الروح في هذه الأمة من جديد، وأحيا فيها فريضة الجهاد، خاصة بعد أن احُتلت بغداد وتداعى المسلمون لنصرتها من مشارق الأرض ومغاربها، ثم أحداث الشام، ثم ما جرى في مصر الكنانة، واليمن، وقبلها أفغانستان.
■ إضاءة 3: من بين هذا الركام، وفي دهاليز هذا الواقع شديد السواد، ترتقي الأمة في مدارج الوعي الفكري، درجة درجة، إدراكًا لحقيقة الصراع الدائر على الأرض، ونهوضًا بمشاريع الأمة نحو القمة، لتتهاوى أجندات المتآمرين يمينًا وشمالًا.
■ إضاءة 4: أسقط الله ﷻ المؤامرات التي أُريدت لهذه الأمة مكرًا وخداعًا، كما أمات في قلبها جميع الأفكار المنحرفة التي تحيد بها عن منهجه القويم، ليس هذا فحسب، بل أحيا روح الجهاد في شبابها، فازداد حب التضحية والإقدام بها ألقاً.
■ إضاءة 5: أسقط الله ﷻ جميع الأقنعة التي استتر خلفها النفعيون، وتجار القضايا، كما تهاوت عمائم ورموز -جماعات وأفرادا-، ليظهر وجههم القبيح.. جليّا دون زيف التجميل، وشعاراته..
لقد سقطوا من عين الله تعالى، ثم عين الناس.
لم يكن ليحدث هذا.. لولا اختبار الله ترغيبًا وترهيبًا، فسلط عليهم الفتن ليكونوا على المحك، فيختارون راغبين بالاصطفاف في جانب الظالمين في نفس النفق المظلم، فظهرت عوراتهم للجميع..
سنتمسك سويًا بأشعة هذه الإضاءات، لنتنسّم نفخات البشرى في طيات هذا النفق المظلم..