أقلام حرة

إياد العطية يكتب: مختصر إستراتيجية أمريكا في المنطقة

1- ما زلنا نعتقد يقينًا أن أمريكا جاءت إلى المنطقة ولها أهداف إستراتيجية بعيدة المدى، تنطوي تحتها كثير من الأهداف الثانوية والمرحلية، وتعينها على تحقيق هذه الإستراتيجية بعض دول المنطقة التي نستجدي منها حلولًا ومواقف للوقوف بوجه أمريكا!

‏2- ومن أهم إستراتيجية أمريكا في المنطقة هو تقسيم دول سايكس بيكو التي خط حدودها النظام الدولي بعد سقوط آخر حصون الدولة الإسلامية «الخلافة العثمانية» من دويلات ضعيفة إلى دويلات الطوائف الأكثر ضعفًا!

سنة، شيعة، كرد، عرب، أقليات، حتى تبقى هذه الأمة تحت السيطرة والوصاية الأمريكية.

‏3- ومن إستراتيجية أمريكا أيضًا؛ منع قيام أي مشروع سني ذات توجه إسلامي، لا تستطيع هي السيطرة عليه وتوجيهه، والتحكم بقياداته،

وهذا من الخطوط الحمراء الداكنة التي لا يمكن الاقتراب منها والعبث بها، فإذا تفلت هذا الأمر من بين أيديهم فهو مقدمة لزوال ملكهم وسقوط مشروعهم.

لذا جاء سن قانون الإرهاب لمحاربة أي فكرة تنادي بهذا المشروع، والتصدي لأي جماعة أو مجموعة تطالب بمشروع سني إسلامي على وجه الأرض وليس في منطقتنا حسب، والذي أتاح لها التدخل العسكري في أي بقعة على وجه الأرض.

‏4- ومن إستراتيجياتها أيضًا؛ الإبقاء على تحالفها مع إيران -شرطيي المنطقة- صاحبة المشروع الفارسي، الذي لا يتقاطع كثيرًا مع المشروع الصليبي.

وهو تحالف لا بد منه، وضرورة ملحة يضمن بقاء مشروعها بالمنطقة، ومن أهم أسباب هذا التحالف: وجود خطر مهدد لكليهما، وهو عودة نهضة الأمة المسلمة من جديد التي توجب إسقاط المشروعين، وإنهاء سيطرتهم ونفوذهم على المنطقة.

5- ويأتي في مقدمة استراتيجيتها بالمنطقة؛ تمكين المشروع الصهيوني، وتثبيت وجوده قانونيًا على أرض فلسطين، وخلق تيار عربي قوي وكبير مؤيد لحق اليهود في دولة إسرائيل على أرض فلسطين، من خلال الإيعاز لحكومات المنطقة في التطبيع مع إسرائيل، وفرض حالة اجتماعية سوف تكون بعد جيل أو جيلين مقبولة وواقعية!

ومن خلال آلية تقسيم المقسم إلى دويلات الطوائف التي ذكرناها في الفقرة الثانية، يكون هناك واجبًا أخلاقيًا وقانونيًا لقيام دولة إسرائيل في المنطقة، وحق مشروع في قيامها، بعد أن تصبح لكل طائفة أو قومية دولة!

إياد العطية

كاتب وباحث في شؤون الأمة ومهتم بتاريخها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى