نزح ما لا يقل عن 940 ألف شخص من رفح في الأسابيع الثلاثة الماضية نتيجة “تكثيف الأعمال العدائية وإصدار أوامر الإخلاء” من قبل القوات الإسرائيلية، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
مليون نازح من رفح
قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيان قرأه نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق يوم الثلاثاء إن “الهجمات على رفح استمرت بلا هوادة، والمدنيون الذين نزحوا بسبب الأعمال العدائية يفتقرون إلى المأوى، ويفتقرون إلى الغذاء والمياه والإمدادات الأخرى الضرورية لبقائهم على قيد الحياة”.
وأضاف بيان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن “المنشآت الصحية هناك لا تزال تواجه نقصا حادا في الوقود والإمدادات الطبية بينما يتعين عليها التعامل مع التدفق المتزايد للضحايا بسبب الإصابات والحروق”.
الأعمال العدائية والظروف اللوجستية الصعبة
وأضاف نقلاً عن عمال الإغاثة في غزة: “بينما يظل معبر كرم أبو سالم مفتوحًا من حيث المبدأ، فمن الصعب للغاية على منظمات الإغاثة الوصول من جانب غزة بسبب الأعمال العدائية والظروف اللوجستية الصعبة وإجراءات التنسيق المعقدة”.
قُتل ما لا يقل عن 29 فلسطينيًا في هجومين إسرائيليين منفصلين في رفح اليوم الثلاثاء، وفقًا لوزارة الصحة في غزة ولجنة الطوارئ بمحافظة رفح.
صرح جيش الدفاع الإسرائيلي لشبكة CNN يوم الثلاثاء أن قواته “تعمل على تفكيك القدرات العسكرية والإدارية لحماس”.
وأضاف الجيش الإسرائيلي: “في تناقض صارخ مع هجمات حماس المتعمدة على الرجال والنساء والأطفال الإسرائيليين، يتبع الجيش الإسرائيلي القانون الدولي ويتخذ الاحتياطات الممكنة للتخفيف من الأضرار التي تلحق بالمدنيين”.في السياق قال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني إن موظفيه “مرعوبون” ويحزمون أمتعتهم ويتحركون في أعقاب الضربات التي استهدفت تل السلطان في الساعات الأولى من اليوم الثلاثاء.
وقال لازاريني إن المكاتب الرئيسية للأمم المتحدة في غزة تقع في منطقة تل السلطان وأن معظم الموظفين لم يتمكنوا من الوصول إلى العمل.
تنفد الأونروا من الإمدادات الطبية والأدوية الأساسية. الكهرباء قليلة أو معدومة مع إنترنت غير مكتمل للغاية مع استمرار انقطاع شبكة الاتصالات. الناس يبحثون عن الأمان دون جدوى”.
وقال مسؤولون في غزة وسكان إن هجومًا إسرائيليًا وقع حوالي الساعة الثالثة صباحًا اليوم الثلاثاء (بالتوقيت المحلي) في مخيم تل السلطان غرب رفح، مما أدى إلى إصابة ثلاث خيام وقتل ثمانية أشخاص على الأقل.
وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر اليوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة “ستراقب” نتائج التحقيق الإسرائيلي في الغارة القاتلة والحريق الذي أعقبها في رفح “عن كثب”، مضيفًا أن النتائج يجب أن “تُعرض علينا وبصراحة وشفافية”.
وقال ميلر في مؤتمر صحفي: “نشعر بحزن عميق بسبب الخسارة المأساوية في الأرواح في رفح خلال عطلة نهاية الأسبوع”، واصفا الصور من مكان الحادث بأنها “تفطر القلب”.
ونوه ميلر إن الولايات المتحدة ستحجب تقييماتها حتى ترى النتائج النهائية للتحقيق الإسرائيلي وأضاف: “بمجرد أن علمت الولايات المتحدة بتقارير عن هذا الحادث، تواصلنا مع حكومة إسرائيل للتعبير عن قلقنا العميق بشأن ما حدث، وطلب المزيد من المعلومات وحثها على إجراء تحقيق كامل”.
وتابع: في وقت سابق اليوم، أعلنت إسرائيل نتائج التحقيق الأولي وقالت إن هذه الضربة نفذت باستخدام أصغر قنبلة في ترسانتها، واستهدفت الإرهابيين على بعد 1.7 كيلومتر (1 ميل) من منطقة المواصي، حيث وقع هذا الحريق.
ويواصل الجيش الإسرائيلي التحقيق في هذا الأمر (ووعد) بأن تحقيقه سيكون سريعا وشاملا وشفافا. وسنراقب هذه النتائج عن كثب. وسنواصل التأكيد لإسرائيل على التزامها بالامتثال الكامل للقانون الإنساني الدولي، وتقليل تأثير عملياتها على المدنيين، وزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين”.
وأضاف ميلر أنه من المهم «معرفة السبب الحقيقي للحريق»، مشيراً إلى الادعاء الإسرائيلي باحتمال وجود مستودع أسلحة في مكان قريب.