الأمير “إسماعيل شيرين”.. فارس قضية “طابا” الذي لا يذكره أحد

– أمس 14 يونيو، كانت ذكرى وفاة العقيد الأمير إسماعيل شيرين (1919م – 1994م) آخر وزير حربية في الفترة الملكية، وهو ابن عم الملك فؤاد، وزوج الأميرة فوزية أخت الملك فاروق بعد طلاقها من شاه إيران، وأنجب منها: حسين، ونادية زوجة الممثل يوسف شعبان.

– درسَ الاقتصاد السياسي بجامعة كمبردج، وعمل في البنك الأهلي، وسكرتارية مجلس الوزراء، ونال البكوية، وانتدب للعمل في وزارة الدفاع (ضابط اتصال) وحصل على رتبة بكباشي ثم قائمقام.. حتى وصل لمنصب وزير الدفاع، وظل يحذّر الملك فاروق من انقلاب عسكري قادم، ويُخبر المقربين جدا من الملك بذلك، ولكن الملك كان يسخر من كلامه وتحذيراته.. وخرج وزير الدفاع “إسماعيل شيرين” من مصر بعد أحداث 23 يوليو 1952م، مباشرةً.

– ما يستوقفنا بشدة في سيرة “إسماعيل شيرين” هو دوره الرئيس والحاسم في قضية طابا.. وهذا ما أخفته جميع وسائل الإعلام المصرية، ولا ندري لماذا؟.. فعندما بدأت إجراءات التحكيم بين مصر وإسرائيل على “طابا”..ذهب إسماعيل شيرين إلى الفريق المصري، في سويسرا، عارضا أن يدلي بشهادته التي ستحسم القضية، لأنه كان قائدا للكتيبة المصرية في طابا، قبل سنة 1948م، ووافق فريق الدفاع المصري بعد أن رأى الوثائق والمراسلات الحاسمة مع إسماعيل شيرين.. وقـدّمَ وزير الدفاع الملكي لمقر المحكمة في “جنيف” كل ما لديه من وثائق ومراسلات رسمية وأختام بريد ومراسلات عائلية.. وحكمت المحكمة لمصر.. وأن طابا مصرية

– لم يذكر أي صحفي أو كاتب اسم الجندي المجهول “إسماعيل شيرين” وكأنه عار، إلا بعد 25 يناير 2011م، وخروج بعض الأسرار وكشف المستور..

 لم يشكر أحد “إسماعيل شيرين” بعد تقديم شهادته وأوراقه للمحكمة في “جنيف” وكانت السبب في حسم القضية لمصر،

ورغم المنشورات والكتب والتحقيقات الصحفية التي تطل علينا سنويا في ذكرى استرداد “طابا”، في 29 سبتمبر 1988م، (انسحبت إسرائيل من “طابا” فعليا في 19 مارس عام 1989م).. لم ترد كلمة واحدة في كل أطنان الورق تلك، أو في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، تذكر اسم وزير دفاع مصري أسبق لم ينس بلده رغم طرده منها، وقال كلمة حق .. ولم يتنازل و(يطنّش) و(يبيع)، رغم حرمانه من دخول مصر طيلة عقود، ومصادرة كل أملاكه..

———————–

(المسكوت عنه من تاريخ مصر – يسري الخطيب)

يسري الخطيب

- شاعر وباحث ومترجم - مسؤول أقسام: الثقافة، وسير وشخصيات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights