الأمة الثقافية
البطل في الأدب والبطل في الحياة
في الأدب حجم البطل لا يتحدد بأهميته الاجتماعية، وإنما بحجم القضية الأخلاقية التي يمثلها.. ولذلك فإن الملك في الرواية أو المسرحية يمكن أن يكون شخصية غير مهمة، بينما الخادم هو البطل.. لماذا لا تسير الأمور هكذا في الحياة؟
السبب في أن الأدب يعرفنا على روح البطل، بينما في الحياة نتعرف على الناس من الخارج. قد يوجد بجوارنا أحد الأشخاص لسنوات (في العمل أو السكن) ويمكننا أن نعتقد بأننا نعرفه، وفي الحقيقة فإن ما نعرفه فيه هو ما لا قيمة اخلاقية له (الاسم، المهنة، الموقع الاجتماعي والمادي)، ولكن ما هو مهم في الحقيقة مما يخبرنا به الأديب عن هذا الإنسان يبقى في العادة مجهولا!
من كتاب (هروبي إلى الحرية) لـ علي عزت بيجوفيتش