منوعات

التعليم العالي قد يزيد من آثار السكتة الدماغية على الإدراك

دراسة تكشف علاقة غير متوقعة بين المستوى التعليمي والتدهور المعرفي

كشفت دراسة حديثة أن الأشخاص الحاصلين على تعليم عالٍ قد يكونون أكثر عرضة للتدهور المعرفي السريع بعد الإصابة بالسكتة الدماغية، مقارنةً بمن لديهم مستوى تعليمي أقل.

ما هي السكتة الدماغية؟

تحدث السكتة الدماغية عندما يتوقف تدفق الدم إلى الدماغ أو ينفجر أحد الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى تلف خلايا الدماغ. وتُعدّ من الأسباب الرئيسية للوفاة على مستوى العالم، حيث تودي بحياة نحو 5.5 مليون شخص سنوياً.

عوامل الخطر المرتبطة بالسكتة الدماغية

هناك عدة عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بالسكتة الدماغية، من بينها:

  • الأمراض المزمنة: ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع الكوليسترول، السكري، والسمنة.

  • العادات الصحية: التدخين، قلة النشاط البدني، وسوء التغذية.

  • العوامل البيولوجية: العمر، الجنس، العرق، والتاريخ العائلي للمرض.

نتائج غير متوقعة حول تأثير التعليم

لطالما ناقش الباحثون دور التعليم في تحسين وظائف الدماغ وقدرته على مقاومة التدهور المرتبط بالشيخوخة أو الإصابات العصبية. واعتقد الخبراء سابقًا أن المستوى التعليمي المرتفع قد يساعد في الحد من آثار السكتة الدماغية على الإدراك.

إلا أن نتائج الدراسة الجديدة، التي نُشرت في صحيفة “نيويورك بوست”، أثبتت عكس ذلك. حيث قام فريق بحثي بتحليل بيانات أكثر من 2000 مريض بالسكتة الدماغية بين عامي 1971 و2019، ووجدوا أن الأشخاص الذين حصلوا على تعليم جامعي أو أعلى شهدوا تدهورًا أسرع في وظائفهم العقلية، خاصةً في مهارات مثل الذاكرة العاملة وحل المشكلات، مقارنةً بمن لم يكملوا تعليمهم الثانوي.

ضرورة التدخل المبكر للحد من التدهور المعرفي

أكدت الدكتورة ديبورا ليفين، المؤلفة الرئيسية للدراسة وأستاذة الطب الباطني والأعصاب في جامعة ميشيغان، أن نتائج البحث تفتح المجال لفهم أعمق للعوامل التي تؤثر على الإدراك بعد السكتة الدماغية. وأضافت:
“ما زلنا نفتقر إلى علاجات تمنع أو تبطئ التدهور المعرفي والخرف بعد السكتة الدماغية، وهذه الدراسة توفر نظرة جديدة حول المرضى الأكثر عرضة للخطر، مما يساعد على تطوير استراتيجيات وقائية مستقبلاً.”

السكتة الدماغية وتأثيرها طويل الأمد على الذاكرة

تشير الإحصائيات إلى أن ما يصل إلى 60% من الناجين من السكتة الدماغية يعانون من مشكلات في التفكير والذاكرة في غضون عام، بينما يُصاب ثلثهم بالخرف خلال خمس سنوات، وفقًا للجمعية الأميركية للسكتة الدماغية.

أهمية الوعي والتخطيط العلاجي

تؤكد هذه الدراسة أهمية الاكتشاف المبكر للتدهور المعرفي بعد السكتة الدماغية، لا سيما لدى الأشخاص ذوي التعليم العالي، مما يستدعي تعزيز استراتيجيات الوقاية وإعادة التأهيل لمساعدتهم على تحسين جودة حياتهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights