أقلام حرة

الحرب الإسرائيلية على سورية.. لن يصل إلى القدس من لم يدافع عن دمشق

إضاءات إيمانية جهادية سياسية

مضر أبو الهيجاء

قد يجتمع تحت عنوان الدفاع عن القضية الفلسطينية البر والفاجر والمؤمن والكافر والسوي والمعتوه.. لكن لا يجتمع تحت عنوان الدفاع عن دمشق اليوم إلا المؤمنون الأسوياء والبررة..

والسبب ليس جغرافيا بل بنيويا منهجيا، حيث تشهد دمشق تحولا ومنعرجا ضخما منذ تحريرها على يد المسلمين من وكيل الغرب وحامي إسرائيل،

ومنذ بدء عودتها إلى مسارها الصحيح ووضعها الطبيعي، والمرتبط بهويتها العربية والإسلامية، والمنحاز لعموم الأمة وقضاياها العادلة.

وسواء وجد على أرض الشام أذرع للمشاريع المعادية كالطوائف غير المنتمية أم لم يوجد،

فإن التدخل الإسرائيلي في سورية هدف غربي استراتيجي يستهدف منع النهضة الطبيعية على أرض الشام، المحرضة لغيرها من الأقاليم العربية والإسلامية،

والتي لم تنعتق من الهيمنة الغربية منذ نشوء الدول الوطنية على يد الاستعمار الغربي.

إسرائيل.. وأصوات الخونة

لم يأبه الغرب ولم تعتبر إسرائيل أي قيمة لكل الأصوات الوطنية في الطوائف التي تعيش على أرض الشام،

بل أقامت كل الاعتبار لأصوات الخونة غير المنتمين، وذلك لأنها تبحث عن زوائد مفيدة تتكئ عليها لتستكمل خطوتها في العبث والتخريب ومد نفوذها.

إن سياسية نتنياهو -اقليميا-، وسياسة ترامب -دوليا- والتي كسرت الأعراف السياسية وتجاوزت دون أي اعتبار الحدود الدولية،

ستفتح الباب أمام الشعوب العربية والإسلامية الخاضعة لحدود موهومة رسمها المحتل بيديه وها هو الآن يدوسها بقدميه.

إن إسرائيل ومن خلفها الغرب وأمريكا يشيرون -عبر سياساتهم- بوضوح إلى أن البوابة الحقيقية للقدس هي دمشق،

وأن حراك الشام سيفضي بالضرورة للسعي لاسترداد القدس.

لقد سمحت أمريكا لإيران أن تختطف المسألة الفلسطينية طيلة عقود، وذلك من خلال نصرة مخادعة وموهومة تخللها الدعم المالي والعسكري والإعلامي والسياسي للفصائل الفلسطينية ليستكمل الهيمنة عليها – وقد حصل-، فيما لم تتحمل أمريكا وإسرائيل صمت السوريين -العاقل والمجتهد- تجاه المسألة الفلسطينية!

وكيف لا؟ والغرب يدرك أن الدور الإيراني كان امتطاء للمسألة الفلسطينية، يدير باحتراف استهلاك دماء أهلها ومجاهديها طيلة عقود، حيث لم تخرج عن الرؤية الأمريكية لإدارة الصراع المنضبط، وجز عشب التجارب الحيوية في المنطقة.

إن بناء سورية الجديدة يشكل تهديدا استراتيجيا للمشروع الغربي، هذا الغرب الذي أقام الكيان الإسرائيلي بالأساس ليمنع أي نهضة في أقاليم الشام ومصر والعراق.

لا شك بأن التحدي كبير، وتفاصيله شائكة ومقلقة، ولكن العقل الإسلامي الشوري، والجسم الإسلامي المنضبط، والتصور الإسلامي الرشيد، لن يعجز عن إدارة محطات الصراع المفروضة والتي لا يمكن تجاوزها، والأهم أن الله موجود وتدبيره ومكره عظيم ولا تخفى عليه سبحانه خافية، وأنه سبحانه وتعالى إلى جانب المؤمنين الذين صدقوا ووعوا ونضجوا وانضبطوا وتوحدوا واستقاموا على الطريقة.

إن حجم الهشاشة في أوضاع المنطقة، وشكل التهور الإسرائيلي في التعامل مع سورية، يكشفان عن مستوى الانسجام والاتفاق والتفاهم الذي كان قائما بين النظام الأسدي الطائفي وبين إسرائيل والغرب … فهل يعي المصريون الدرس ويعيدوا تقييم الأمور ليستبقوا الخراب الكبير؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى