“الحسنُ بن عَلِيّ” خامس الخلفاء الراشدين
– لما استُشهد الخليفة الرابع: علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) في رمضان، سنة 40 للهجرة النبوية، بُويعَ بالخلافة بعده ابنه: الحسن (رضي الله عنه)، واستمر خليفةً على الحجاز، واليمن، والعراق، وخراسان، وغير ذلك، نحو 6 شهور،
– ثم تنازل عنها لـ معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنه)، سعيًا منه نحو جمع شمل الأمة، ونبذ الفُرقة، وحقنًا للدماء.
– الحسن بن علي، خامس الخلفاء الراشدين
أجمع كبار علماء الإسلام أن:
الحسن بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنهما) هو خامس الخلفاء الراشدين، وليس الخليفة الزاهد العابد العادل “عمر بن عبد العزيز” رضي الله عنه وأرضاه، كما هو شائع عند بعض الناس،
يقول الدكتور عماد نصّار: (لُقّبَ عمر بن عبد العزيز بخامس الخلفاء الراشدين (مجازا) لصلاحه، وورعه، وعدله، إذ أنه سار على نهج الخلافة الراشدة، فكان خامس الراشدين نهجا لا زمنا)
– تولّى “الحسن بن علي” الخلافة سنة 40 هـ، ولمدة 6 شهور فقط.. وأعاد المسلمين إلى فترة النبوّة الأولى لـ جده: مُحمّد (صلى الله عليه وسلم)
– في الحديث النبوي الذي أخرجه الإِمام أحمد في [المسند]، والحاكم في [المستدرك]، وأبو يعلى في [المسند]، وابن حبّان في [صحيحه]، والترمذي في [السنن]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون مُلكًا عضوضًا) ولهذا قال معاوية (رضي الله عنه) بعد انقضاء الثلاثين سنة:(أنا أول الملوك)، من [رسالة أبي زيد القيرواني] ج1 ص96،
– روي الترمذي بإسناده إلى مولى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : “الخلافة في أمتي ثلاثون سنة ثم مُلك بعد ذلك”
وقد علّقَ “ابن كثير” على هذا الحديث فقال:(وإنما كملت الثلاثون بخلافة الحسن بن علي، فإنه نزل عن الخلافة لمعاوية في ربيع الأول من سنة إحدى وأربعين، وذلك كمال ثلاثين سنة من موت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه توفي في ربيع الأول سنة 11هـ ، وهذا من دلائل النبوة ..صلى الله عليه وسلم)
– قال القاضي عياض: (لم يكن في الثلاثين سنة إلا الخلفاء الراشدون الأربعة والأشهر التي بُويع فيها الحسن بن علي… والمراد من حديث (الخلافة ثلاثون سنة) خلافة النبوة وقد جاء مفسّرًا في بعض الروايات (خلافة النبوة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون مُلكًا)
– قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى: (والدليل على أن الحسن بن علي بن أبي طالب أحد الخلفاء الراشدين، حديث سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون مُلكاً عضوضا”… وإنما اكتملت الثلاثون بخلافة الحسن بن علي)
– وقال شارح الطحاوية: “وكانت خـلافة أبي بكر الصديق سنتين وثلاثة أشهر، وخلافة عُمر عشر سنين ونصفًا، وخلافة عثمان اثنتي عشرة سنة، وخلافة عَليّ أربع سنين وتسعة أشهر، وخلافة الحسن ستة أشهر”
– مدة خلافة الخلفاء الراشدين (30 سنة بالتمام والكمال):
1- أبو بكر الصديق (رضي الله عنه)
سنتان و3 شهور
(تُوفي وعمره 63 عاما)
2- عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)
10 سنوات و6 شهور
(تُوفي وعمره 63 عاما)
3- عثمان بن عفان (رضي الله عنه)
12 سنة كاملة
( تُوُفيَ وعمره 82 عاما)
4- علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)
4 سنوات و9 شهور
(تُوفي وعمره 60 عاما)
5- الحسن بن علي (رضي الله عنه)
6 شهور
(تُوفي وعمره 49 عاما)
فيكون المجموع بخلافة الحسن: 30 سنة كاملة مصداقا لقول الصادق المصدوق النبي الأكرم (صلى الله عليه وسلم).
– الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي
(وُلدَ في 15 رمضان 3 هـ – وتُوُفيَ في 7 صفر 50 هـ)
.. أول حفيد للنبي (صلى الله عليه وسلم)، وخامس الخلفاء الراشدين،
– أطلق عليه النبي، لقب سيد شباب أهل الجنة فقال: «الحسَنَ والحُسَيْنَ سيِّدا شبابِ أَهْلِ الجنَّةِ»، رواه الترمذي
– روى الإمام أحمد، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ أَحَبَّهُمَا فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِي) يَعْنِي حَسَنًا وَحُسَيْنًا.. (صححه الألباني)
– بُويع بالخلافة في أواخر سنة 40هـ ، بعد وفاة والده: علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) في الكوفة، ودعاه الناس بـ (أمير المؤمنين) كما بُويع مُعاوية بن أبي سفيان، من جديد في بيت المقدس، ودعاه أهل الشام بأمير المؤمنين.
– كان الحسن لا يُريد القتال وينفر من الحرب، فكتب إلى مُعاوية يُسالمه ويُراسله في الصلح، واصطلح معه على أن يتولّى مُعاوية الخِلافة ما كان حيًا، فإذا مات فالأمر للحسن.
– تنازل الحسن عن الخِلافة لـ مُعاوية في شهر ربيع الأوَّل من عام 41هـ، الموافق لعام 661م، وقد سُمّيَ هذا العام بـ “عام الجماعة” لإجماع المُسلمين فيه على خليفةٍ واحد.
وفاة الحسن:
– تُوُفيَ “الحسن بن علي” سنة 49 هـ، مسمومًا، ودُفنَ بالبقيع،
– اختُلفَ فيمن دسّ إليه السُّم؟ فقيل: زوجته (جعدة بنت الأشعث)، بإيعاز من يزيد بن معاوية، وقيل: بإيعاز من معاوية بن أبي سفيان نفسه، كما ذكر ابن الأثير في “أسد الغابة” والطبري في “البداية والنهاية” وابن عبد البَر في “سيَر أعلام النبلاء” وشمس الدين الذهبي في “تاريخ الإسلام” … ونفاه ابن نعيم وابن خلدون..
والله أعلم
………..
يسري الخطيب