التقى وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي مع الزعيم السوري الفعلي أحمد الشرع في دمشق، في إشارة إلى مشاركة إقليمية متزايدة مع الإدارة السورية الجديدة بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
وركزت المباحثات على استقرار سوريا وعملية إعادة الإعمار، حيث أكد الصفدي دعم الأردن لجارته.
وقال الصفدي في تصريح للجزيرة اليوم الإثنين “نحن نقف إلى جانب إخواننا السوريين وهم يبدؤون عملية إعادة البناء”، وأضاف “نريد سوريا مستقرة وآمنة تضمن حقوق شعبها من خلال عملية انتقالية تتوافق مع تطلعات الشعب السوري”.
وتأتي الجهود الدبلوماسية في الوقت الذي تسعى فيه جهات إقليمية متعددة إلى تعزيز العلاقات مع القيادة السورية الجديدة. كما زار محمد الخليفي، وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية، دمشق، بعد وقت قصير من إعادة قطر فتح سفارتها في المدينة، بعد انقطاع دام 13 عامًا.
ومن المتوقع أن يلتقي الخليفي مسؤولين سوريين للتأكيد على التزام قطر بدعم الشعب السوري.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إن “الخليفي سيعقد سلسلة لقاءات مع مسؤولين سوريين لتجسيد موقف قطر الثابت في تقديم كل الدعم للشعب السوري”.
وتأتي هذه الجهود الدبلوماسية في أعقاب خطوات مماثلة اتخذتها تركيا، التي أجرى وزير خارجيتها هاكان فيدان محادثات مع الشرع، حيث عرض دعمه للانتقال السياسي في سوريا. وشدد الجانبان على الحاجة إلى الوحدة والاستقرار في البلاد التي مزقتها الحرب، في حين دعوا أيضا إلى رفع العقوبات الدولية المفروضة على سوريا.
وتسعى القيادة السورية الجديدة، التي نشأت بعد سقوط حكم الأسد الذي دام 54 عاماً، إلى الحصول على اعتراف رسمي. وقد استضافت البلاد سلسلة من الوفود الأجنبية، بما في ذلك ممثلون رفيعو المستوى من الولايات المتحدة وأوروبا. كما التقى الشرع بمستشار سعودي كبير لمناقشة مستقبل سوريا.
وقال سلطان بركات، الخبير بجامعة حمد بن خليفة، إن القوى الإقليمية، وخاصة الأردن وجيرانها، تشجعت بالزيارات الدبلوماسية الأخيرة، وخاصة من قبل المسؤولين الأمريكيين. وأضاف بركات: “عمليا، كل القوى الإقليمية، باستثناء إيران، سعيدة للغاية بتغيير النظام”.
أكدت إيران، التي دعمت حكومة الأسد منذ فترة طويلة، دعمها لسيادة سوريا، مشددة على أن البلاد لا ينبغي أن تصبح “ملاذاً للإرهاب” بعد تغيير النظام.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي “نحن نقف إلى جانب سيادة سوريا وحق شعبها في تقرير مستقبله دون تدخل أجنبي مدمر”.
وتشير سلسلة الاجتماعات والتفاعلات الإقليمية إلى تحول نحو نهج أكثر توحدا لإعادة بناء سوريا، مع تحالف الدول المجاورة الرئيسية لدعم عملية انتقالية تهدف إلى تحقيق الاستقرار في البلاد.