تمضي دولة الإمارات العربية المتحدة قدماً في بناء محطتها الثانية للطاقة النووية، لكن خطط إنشاء المنشأة الأولى في المملكة العربية السعودية لا تزال غارقة في الجدل والتأخير.
وتحاول المملكة الحصول على موافقة الولايات المتحدة لتخصيب اليورانيوم الخاص بها واستخدام التكنولوجيا الأمريكية.
وقالت السعودية العام الماضي إنها ستسمح بتفتيش المنشآت النووية المستقبلية في مسعى لإقناع واشنطن بالسماح بنقل تكنولوجيا المفاعلات الأمريكية.
ولكن الرياض لم توافق بعد على إمكانية إجراء عمليات تفتيش مفاجئة، أو تتخلى عن رغبتها المعلنة في تنفيذ برنامج تخصيب اليورانيوم بنفسها بدلاً من الشراء من السوق الدولية.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت أي من الشركات الرئيسية المدعوة للتقدم بعطاءات – شركة الطاقة النووية الوطنية الصينية (CNNC)، ومجموعة إي دي إف الفرنسية، وشركة روساتوم الروسية، وكيبكو الكورية الجنوبية – قد قدمت عروضا.
وتتمسك المملكة العربية السعودية بعقد صفقة مع شركة سنترس إنيرجي الأمريكية، التي تعد في طليعة تكنولوجيا المفاعلات النووية من الجيل القادم. ويستخدم نظامها لليورانيوم منخفض التخصيب عالي التحليل، المعروف باسم هاليو، نوى مفاعل أصغر وأطول عمراً، وهي أكثر كفاءة في استهلاك الوقود.
تعمل المفاعلات النووية الحالية بشكل أساسي بوقود اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 5 بالمائة من اليورانيوم 235 (U-235). يتم تخصيب اليورانيوم عالي التخصيب بنسبة تزيد عن 5 بالمائة وأقل من 20 بالمائة من نظائر اليورانيوم 235.
وفي هذا الأسبوع، وافق وزير الطاقة السعودي على برنامج تعاون في مجال الطاقة النظيفة مع وزيرة الطاقة الأمريكية الزائرة، جنيفر جرانهولم، في صفقة قالت وسائل الإعلام السعودية إنها تشمل الطاقة النووية، على الرغم من أن القصص لم تقدم المزيد من التفاصيل.
وقال المحلل الدفاعي المقيم في الولايات المتحدة تيد كاراسيك تعليقا على الصفقة: “يبدو بالتأكيد أنها خطوة في الاتجاه الصحيح للتنمية الأمريكية السعودية في هذا المجال”.
تضيف وحدة براكة الرابعة قوة إضافية للتجارة بين الإمارات وكوريا الجنوبيةترتفع أسعار اليورانيوم مع الطلب على الطاقة النوويةتأمل شركة إسرائيلية ناشئة أن تأخذ الاتجاه السائد في مجال الاندماج النووي
وتخطط الإمارات لبناء محطة نووية ثانية بعد الأولى، براكة ، التي بدأت في عام 2019 باستخدام تكنولوجيا كورية جنوبية ويورانيوم مستورد من الخارج. ولم يتضح بعد من الذي تخطط له الإمارات لبناء المفاعلات الأربعة في المنشأة.
ولكن الصين تلوح في الأفق. ففي العام الماضي وقعت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية اتفاقيات مع معهد أبحاث عمليات الطاقة النووية في الصين، والمؤسسة الوطنية النووية الصينية، ومؤسسة صناعة الطاقة النووية الصينية ويقول المحللون إن من غير المرجح أن تقوم المملكة العربية السعودية بتخصيب اليورانيوم بنفسها.
وقال كاراسيك إن القيادة السعودية تطرح احتمال تخصيب اليورانيوم كورقة مساومة في المحادثات مع الولايات المتحدة. وأضاف أن هناك العديد من الأجزاء المتحركة، بما في ذلك التطبيع المحتمل للعلاقات مع إسرائيل في مقابل اتفاقية دفاعية أمريكية. ومن غير المرجح أن يحدث شيء حتى بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر.
ومن المرجح أيضاً أن تختار الرياض دولة تقع ضمن دائرة النفوذ الأميركي لتزويدها بالتكنولوجيا. ويقول كاراسيك: “يبدو أن السعوديين سيختارون دولة أميركية أو حليفة للغرب، بدلاً من إثارة انتقادات الغرب”.
ومع ذلك، قال مانويل هيريرا، وهو زميل بحثي مقيم في إيطاليا في معهد الشؤون الدولية، إن توصل الصين إلى اتفاق مع الرياض لا يزال مطروحا على الطاولة.
علاوة على إن بكين “لا تقدم التكنولوجيا النووية بسعر أفضل من الولايات المتحدة فحسب، بل تفعل ذلك بشروط أكثر تساهلاً”. وأضاف هيريرا أن العديد من الدول بدأت تنظر إلى الصين وروسيا كبديلين لواشنطن في هذه السوق.
وتضع شركة روساتوم الروسية اللمسات الأخيرة على أول محطة للطاقة النووية في مصر في الضبعة، والتي تبلغ تكلفتها 25 مليار دولار، ولديها صفقة بناء وتملك وتشغيل محطة أكويو النووية في تركيا، والتي من المقرر أن تبدأ العمل في وقت لاحق من هذا العام.
وتقول تركيا إنها تتفاوض مع روسيا والصين وكوريا الجنوبية لبناء محطتين نوويتين أخريين. وتريد البلاد تركيب 20 جيجاوات من الطاقة النووية بحلول عام 2050.
وقال هيريرا: “لقد أصبحت روسيا مورداً جذاباً للغاية للتكنولوجيا النووية والوقود، ليس فقط للشرق الأوسط، بل للعالم أجمع”. وأضاف: «بهذه الطريقة، يمكنهم تمويل جزء من مجهودهم الحربي في أوكرانيا».
كما اختارت إيران حليفتها روسيا لإنشاء محطتها النووية الأولى في بوشهر، في حين ساعدت الصين في قطاع التعدين، مثل تطوير منجم ساغاند في يزد.
وفي وقت سابق من هذا العام، قالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا) إن طهران بدأت في بناء أربع محطات أخرى للطاقة النووية في الجنوب، بطاقة إجمالية تبلغ 5 جيجاوات، حيث تحاول إنتاج إجمالي 20 جيجاوات من الطاقة النووية بحلول عام 2041.
لقد اكتسبت إيران المعرفة المتعلقة بتخصيب اليورانيوم في البداية من خلال باكستان، ولكن التكنولوجيا التي حصلت عليها كانت من الصين. والآن يبدو أنها حريصة على المضي قدماً مع روسيا.
وأضاف محلل الطاقة دان رحمت: “إن أعمال البناء في جميع المواقع مستمرة، ولكن لم يتم تحقيق سوى تقدم ضئيل بسبب نقص التمويل والضغوط السياسية. حسب وكالة بانكوك بوست