قال السفير معصوم مرزوق مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق لجريدة الأمة الإلكترونية: تعلمنا من التاريخ أن الحرب المحدودة، تنقلب في الغالب إلي حرب شاملة، وكذلك الحرب بالوكالة تنتهي إلي مواجهة بالأصالة.
وأوضح مرزوق: أمريكا وبريطانيا، بنفس العقلية الإستعمارية القديمة، يمارسون حاليا في الشرق الأوسط “دبلوماسية البوارج الحربية”، ويشنون “حروبا محدودة” في العراق وسوريا واليمن، وهي حروب “بالوكالة ” عن إسرائيل، وفق ما أعلنته تلك الدول عشية الهجوم المباغت الذي شنته المقاومة الفلسطينية علي الكيان الصهيوني في السابع من أكتوبر الماضي .
ومن ناحية أخري، فقد يكون قادة المقاومة الفلسطينية قد خططوا أيضا لحرب “محدودة”، انقلبت إلي حرب شاملة وممتدة، وكذلك حاول حزب الله أن يناور بحرب محدودة، تثبت وجوده، وتنفي في نفس الوقت رغبته في التوسع العسكري أو مواجهة كبري، ولكن ذلك ينزلق تدريجيا إلي مواجهة شاملة، قد تنفجر بشكل أكبر عندما تنتهي إسرائيل من سحب العدد الكافي من قواتها من غزة ، وتتأهب للإندفاع في جبهتها الشمالية.
وعلي الهامش تبدو إيران حتي الآن، رابحة في شن سلسلة حروب بالوكالة عن طريق وكلائها المعتمدين في المنطقة، ولكن من المرجح أنها سوف تصبح هدفا مباشرا خلال الفترة القادمة، خاصة وأن قيادة الكيان الصهيوني تخطط منذ فترة لتوريط الغرب في ضرب إيران ، مثلما نجحت قبل ربع قرن في توريطه لضرب العراق.
وأشار مرزوق: العامل المشترك في كل هذه المعادلات المشتركة هو الكيان الصهيوني، وهو معتاد علي توريط الإدارات الأمريكية والبريطانية خدمة لمصالحه أو ما يتخيل أنها مصالحه، علي حساب دافع الضرائب في أمريكا وبريطانيا .
و تابع مساعد وزير الخارجية: بايدن الإنتخابية الضيقة ، لن تستفيد من أستمرار تورط القوات الأمريكية في المسارح المختلفة في الشرق الأوسط، خاصة مع احتمالات خسائر فادحة للوجود والتأثير الأمريكي في المنطقة.
غير إن كل اللاعبين الإقليميين والدوليين يندفعون فيما يشبه «لعبة الروليت الروسية»، حيث يراهن كل طرف علي أن الطلقة القادمة ستكون لصالحه، بينما تشير حقائق التاريخ، ومعطيات الواقع المتفجر، أن هذا رهان سوف يخرج أغلب أطرافه خاسرين بشكل جيو-استراتيجي، مع ثمن كبير للأسف من الدمار والضحايا تدفعه شعوب الشرق الأوسط كالعادة.