السيد هاني يكتب: اليوم الأسود لـ كشمير.. لن يسقط من ذاكرتنا
في ذكرى الاحتفال باليوم الأسود لاحتلال كشمير.. يوم سقطت فيه العدالة.. وسقط حق الشعوب في تقرير المصير..
يوم سقطت فيه المبادئ.. والقيم.. وسحقت فيه نصوص القانون تحت أحذية جحافل الجيش الهندي..
الذي اجتاح إقليم جامو وكشمير بدعوى فاسدة مزورة من حاكم هندوسي مجرم، كان يحكم الإقليم في ذلك الوقت.. اسمه «هاري سينج»!
إنه يوم السابع والعشرين من أكتوبر عام 1947..
يومٌ لن يسقط أبدا من ذاكرتنا..
سيظل محفورا في قلوبنا وعقولنا بكل آلامه ومآسيه..
بكل الظلم والقهر والهوان.. الذي تعرض له أهلنا في كشمير.. من قتل وعدوان وسلب واغتصاب.. على يد قوات همجية مدججة بالسلاح..
أخذت تقتل المدنيين أصحاب الأرض.. تقتحم مساكنهم وتدمر ممتلكاتهم.. وتعيس فسادا.. وتملأ الأرض دنسا وظلما وقهرا..
27 أكتوبر 1947..
لن يسقط أبدا من ذاكرتنا..
سنظل نذكره بكل تفاصيله..
وستظل تذكره كل الشعوب الإسلامية فى كل بقاع الأرض.. حتى وإن سقط من ذاكرة بعض حكام الدول الإسلامية..
يا كشمير..
لبيك.. لبيك.. يا بلد الجهاد..
اثبتي وقاومي.. شهداؤك في الجنة.. مكرمون عند ربهم.. في الفردوس الأعلى.. مع الأنبياء محمد وموسى وعيسى.. وكل الرسل والأنبياء.. وأبيهم ابراهيم..
هنيئا لكم بالشهادة.. يا أبطال المقاومة الإسلامية.. يا من لبيتهم دعوة الله للجهاد..
لبيك يا كشمير.. يا وطن المجاهدين في سبيل الله..
كشمير جنة الله في أرضه..
هكذا وصفها كل من زارها.. وشاهد جمال الطبيعة الذي حباها به الله سبحانه وتعالى.. وقد زرتها ثلاث مرات..
فلم أملك في كل مرة.. سوى التسبيح لخالق هذا الجمال.. الذي يعجز اللسان عن وصفه.. سبحان الله العظيم..
وعندما نتأمل ما حدث في يوم السابع والعشرين من أكتوبر عام 1947 لهذه الجنة التي جعلها الله على الأرض..
لابد أن نقول: ما أشبه فعلة جنود الجيش الهندي الملاعين.. الذين دخلوا هذه الجنة بذريعة كاذبة ملفقة..
فأفسدوا فيها.. بفعلة إبليس اللعين الذي دخل جنة الله في السماء بذريعة كاذبة فأفسد فيها وأضل أبينا آدم وأمنا حواء..
كلاهما.. إبليس.. وجنود الجيش الهندي دخل تحت ستار من الكذب والبهتان ليضل ويفسد!
إلى حكام الدول الإسلامية.. أين أنتم؟
لن أتحدث عن قصة احتلال الجيش الهندي لولاية جامو وكشمير.. فقد سبق أن تحدثنا عنها كثيرا..
لكنى سأتوجه بحديثي إلى حكام الدول الإسلامية جميعها.. الـ 56 دولة..
لقد رفعكم الله سبحانه وتعالى على الناس!
أعطاكم السلطة.. والحكم.. والمال.. والقوة.. والنفوذ..
تأمرون الناس.. فتطاعون!
وسوف تقفون أمام الله سبحانه وتعالى.. في يوم آت.. لا ريب فيه..
ستذهبون إلى الله في هذا اليوم فرادى.. بلا حرس.. ولا سكرتارية.. ولا موبيلات..
وسوف يسألكم الله عز وجل.. ماذا فعلتم بأسباب القوة التي حباكم بها..
هل حركتم الجيوش لنجدة إخوانكم المسلمين.. الذين يقتلون في فلسطين وفى كشمير وفى ميانمار.. وفى غيرها من بقاع الأرض..
لماذا أنتم يا حكام الدول الإسلامية متفرقون؟
ألم يأتكم قول الله سبحانه وتعالى: «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا فتذهب ريحكم»..
ألم يأتكم أمر الله سبحانه وتعالى: «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ترهبون به عدو الله وعدوكم»..
لماذا تفرقتم.. وتقاعستم.. وتركتم إخوانكم يقتلون.. ويجبرون على الخروج من ديارهم.. وتمنع عنهم حتى المساعدات الإنسانية.. من دواء وغذاء.. وماء.. فيموت بالجوع منهم من لم يقتله الرصاص!
لماذا اكتفيتم بإصدار بيانات الشجب والاستنكار..
وإذا كنتم.. لا تريدون تحريك الجيوش المسلحة خوفا من خسارة الحرب أمام قوى الشر التى تقودها أمريكا..
فلماذا لا تطلقون الحرية للجيوش الإعلامية.. لكي تحارب بالقلم..
لكي تفضح الهند.. التي تدعى صداقتكم.. بينما ترسل قواتها إلى غزة لكي تشارك جيش الصهاينة في قتل الأطفال والنساء.. وتدمير البيوت..
لقد قتل أبطال المقاومة الفلسطينية في غزة عدد من الجنود الهنود.. وأعادوهم إلى بلادهم فى أكفان..
أطلقوا الحرية للمقاومة بالقلم
لماذا لا تطلقون الحرية للمقاومين بالقلم.. لفضح جرائم الجيش الهندي في كشمير..
وليذكروا العالم بأن قضية كشمير هي أقدم قضية على جدول أعمال الأمم المتحدة..
وصدر بشأنها عشرات القرارات الدولية سواء من مجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة..
كلها تؤكد على حق سكان ولاية جامو وكشمير في تقرير مصيرهم بأنفسهم..
وإلزام الهند بإجراء استفتاء في الولاية حر ونزيه تحت إشراف الأمم المتحدة.. يقرر فيه سكان جامو وكشمير مصيرهم بأنفسهم..
لكن الهند كما إسرائيل تضرب بقرارات الأمم المتحدة عرض الحائط..
الغريب أن الهند تطالب بعد كل هذه الجرائم بالحصول على العضوية الدائمة في مجلس الأمن..
وهي التي تستحق أن تطرد من الأمم المتحدة لأنها لا تنفذ قراراتها.. التي تمثل الشرعية الدولية وتعبر عن إرادة المجتمع الدولي!
يا حكام الدول الإسلامية..
هل سألتم بعثاتكم الدبلوماسية في نيودلهي.. كيف تتعامل حكومة الهند الحالية بقيادة المتطرف الإرهابي ناريندرا مودي مع الأقلية المسلمة في الهند؟
هل أبلغتكم بعثاتكم الدبلوماسية في نيودلهي.. بأن أفراد الشرطة الهندية يذهبون إلى المساجد في يوم الجمعة.. فيركلون بأحذيتهم المصلون أثناء السجود لله في الصلاة..
هل سمعت بذلك منظمة التعاون الإسلامي.. أم أن الأمر لا يعنيها!
مجزرة مودي في جوجارات
إننا لن ننسى أبدا المجزرة التي أرتكبها كلب الهند رئيس الحكومة الحالية ناريندرا مودي في عام 2002 عندما كان حاكما لولاية جوجارات..
وارتكب مجزرة ضد مسلمي الولاية.. ارتقى فيها نحو من 3 آلاف شهيد.. بعضهم كان يقذف به حيا في النار..
وعندما سأله الصحفيون عن إحساسه عندما سمع بأن بعض شهداء هذه المجزرة ألقى بهم أحياء في النار.. قال:
«إن كل مسلم مات في هذه الأحداث هو مثل كلب دهسته سيارة»!
أقول لناريندرا مودي رئيس الحكومة الهندية من هنا:
تأدب يا كلب عندما تتحدث عن المسلمين..
لابد أن أسجل هنا بوضوح.. وبصوت عال.. أن شعب الهند العظيم.. بتاريخه المجيد.. بالعظماء الذين أنجبهم على مدى العقود الماضية..
أمثال الشاعر العظيم طاغور.. وأيقونة السلام غاندي.. برئ من هذا التطرف والإرهاب الذي يقوده الآن حزب بهارتيا جانتا الهندوسي المتطرف بقيادة المجرم ناريندرا مودي..
لقد قاد ناريندرا مودي الحملة الهندوسية المتطرفة لهدم مساجد المسلمين في الهند.. ونجحت هذه الحملة بالفعل في هدم بعض المساجد.. وأشهرها مسجد بابري..
إنهم يريدون أن يتحول المسلمون في الهند إلى غرباء..
يريدون هدم المساجد والمآذن.. لكي تسقط راية الإسلام..
لكن لا.. وألف لا..
لن تسقط راية الإسلام أبدا..
لن تسقط راية لا إله إلا الله..
ستظل مرفوعة.. خفاقة.. في وجه الظلم والاحتلال والعدوان..
سيظل الآذان يرفع في كل مسجد.. من فوق كل مئذنة.. 5 مرات كل يوم..
الله أكبر.. الله أكبر..
نشهد أن لا إله إلا الله.. ونشهد أن محمدا رسول الله..
حيّ على الصلاة.. حـي الصلاة..
حَي على الفلاح.. حيَّ على الفلاح.. الله أكبر الله أكبر..
سيظل صوت الآذان.. يجمعنا للصلاة..
سيظل صوت الآذان ينزل الرعب في قلوب هؤلاء القتلة والإرهابيين.. الذين لا يريدون الخير للمسلمين.. ولا للإنسانية!!
غدا سوف ينجلي الليل.. وينقشع الظلام.. ستنتصر فلسطين.. وتتحرر كشمير..
عاشت فلسطين حرة.. عاشت كشمير حرة..
يسقط أعداء الإسلام.. أعداء الحرية.. وأعداء الإنسانية..