سلايدرقالوا وقلنا

السيسي يقترح نقل الغزاوية لصحراء النقب

(وفق فيديو مقتطع بثته صفحة يوتيوب لقناة (cbc egypt) وتحت عنوان: السيسي ساخرا من إسرائيل: إذا كانت هناك فكرة للتهجير توجد صحراء النقب)

يقول التقديم للفيديو: من خطاب له أمام المؤتمر الصحفي بحضور المستشار الألماني (أولف شولتس)

قال رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي ما يلي:

قلت لسيادة المستشار وأقول في العلن: إذا كان هناك فكرة للتهجير فتوجد صحراء النقب في (إسرائيل) ممكن قوي يتم نقل الفلسطينيين حتى (تنتهي إسرائيل من مهتمها المعلنة) بتصفية المقاومة أو الجماعات المسلحة في حماس والجهاد الإسلامي وغيره في القطاع ثم بعد كده ترجعهم (إذا شئت) لكن نقلهم إلى مصر في العملية العسكرية دي ممكن تستمر سنوات وهي عملية فضفاضة أو لسه ما خلصناش الإرهاب لسه ما انتهيناش من المهمة وتتحمل مصر تبعات الأمر

وتتحول سيناء إلى قاعدة لإطلاق عمليات إرهابية ضد إسرائيل ونتحمل في مصر مسؤولية ذلك فيتلاشى السلام اللي عملناه كله في إطار فكرة لتصفية القضية الفلسطينية ..)

 

ونقول:

دعنا نتأمل في الكلمة التي تخلوا من أية نبرة ساخرة -كما ادعى واضع عنوانها- ولا كذلك ترعى أية حقوق للفلسطينيين ولا بالطبع لمن يقاومون منهم

فبينما الشارع المصري والعربي يغلي ويصل لحد الانفجار ألما وحزنا على الأحداث وتتحد الأمة من محيط إلى محيط عربا وعجما ويتفاعل معها أحرار للعالم إذا بالرؤساء ودول الطوق والدول المحورية في العالم يقدمون تصورات مخالفة لتوقع الشارع وحراكه

فلم ير الشارع العربي أية مواقف حازمة أو أفكارا مؤثرة أو حلولا مقبولة بل هناك تجاهلا واضحا للمطالب الشعبية وتفريغا فارغا لطاقة الغضب بتصريحات هنا وهناك أو سماح ببعض الفعاليات أو التجمعات ؛لكن على الأرض لا يزال التعنت واضحا والالتزام بإملاءات القوى المتنفذة مرصودا حتى إن دولا مثل الأردن وتركيا أطلقوا الغازات لتفرقة تظاهرات عفوية مات على إثرها أحد المتظاهرين في تركيا تأثرا بالغازات

ولم نر أية تفاعلات مثل قطع علاقات أو عقوبات سياسية واقتصادية كسقف ندرك أنهم لا يقدرون على غيره ، دون استخدام أوراق ضغط كبيرة (مثل منع الحركة التجارية أو التخلي عن التفاهمات والتنسيق الأمني أو منع استخدام المجال الجوي الخ)

لم نذكر للآن أية تدخلات عسكرية أو دعم لوجستي لأننا نعرف حدود تحركاتهم

السيسي هنا يصرح في العلن – بتعبيره –ولا ندري ما علاقة المستشار الألماني وهو ليس له في العير أو النفير شيء ولا تملك دولته حتى ما يطلق عليه (حق النقض)  في مجلس الأمن فما الفائدة من توجيه الخطاب له؟

يعني المقصد إذن من الخطاب توجيهه للقيادة في الكيان وما ساقته الأدلة بعد العملية الكبرى أن رجال السيسي أنذروهم بقرب حدوث العملية فانظر إلى أي إطار بلغ (التنسيق) وبلغ قبله بيع المقاومة بتعبيرات دبلوماسية مريرة تتجنب الرمي بالخيانة والعمالة!

في الوقت الذي القي القبض على الرئيس محمد مرسي باعتبار تخابره مع حماس فتأمل!

يقول السيسي: إذا كان هناك فكرة للتهجير فتوجد صحراء النقب في (إسرائيل)

 

ونقول:

صحراء النقب أو السبع أو شرق سيناء منطقة صحراوية وهي في الأساس منطقة فارغة الاستفادة ومنطقة مغلقة على سكانها لهم طبيعتهم ومعيشتهم وعلى أطرافها مفاعل نووي أنشئ لكونها مساحة خالية ولم يرد عليها سكان من غيرها  احتلها الكيان إبان عام 48 ولم يسكنها منهم أحد لصعوبة الاستقرار فيها وهي جغرافياً تعد جزءا من شبه جزيرة سيناء  وتقع اليوم ضمن حدود دولة الكيان  السياسية، ونصف سكانها من البدو العرب الذين بقوا في هذه المنطقة بعد حرب 1948.

تبلغ مساحة النقب 14,000 كيلو متر مربع وتقطنها الكثير من القبائل والعشائر العربية وترتبط ارتباطا اجتماعيا بقبائل سيناء وشبه الجزيرة العربية والأردن، وتنحدر معظم قبائل وعشائر النقب  المنطقة صحراوية جافة باستثناء الجزء الشمالي

 منحت السلطات الإسرائيلية البدو الجنسية الإسرائيلية لكنها لم تعترف بملكيتهم على 13 مليون دونم ولم تعترف بـ35 قرية.

تعتبر نسبة النمو السكاني بين البدو في النقب الأعلى في العالم كله. تستطيع المرأة البدوية في حياتها إنجاب 12 طفلاً

من المهم جداً أن نعرف: أن السلطات الإسرائيلية عرضت سابقاً على شيوخ القبائل في النقب وسيناء إقامة دولة بدوية في النقب وسيناء وأن تكون دولتهم تابعة وحليفة لهم وأن تكون الفاصل بين إسرائيل ومصر.

وبالتالي تقليل التهديد العسكري المصري، وقد التقى موشية ديان وزير الدفاع في إسرائيل آنذاك، مشايخ سيناء لإقناعهم بفكرة تحويل سيناء إلى دولة مستقلة، أعلن شيوخ القبائل موافقتهم على المقترح مبدئيا، إلا أنهم طالبوا بمهلة للحصول على إجماع شيوخ القبائل في سيناء

وقد أقامت السلطات الإسرائيلية (مؤتمر صحفيا)  في مدينة الحسنة بشمال سيناء في 31 أكتوبر عام 1968 حول نيتها إقامة دولة بدوية في سيناء، غير أن الشيخ سالم الهرش ممثل شيوخ القبائل أعلن في المؤتمر “إن سيناء مصرية وإن ولاءهم لمصر ورفضهم تدويل سيناء”.

فلماذا يصدر السيسي هذا الاقتراح الذي يسوقه وكأنه يقول لهم العبوا بعيدا المهم ان تبتعدوا عن مصر رغم أنه نفسه قد أفرغ سيناء سابقا وهجر أهلها تمهيدا لصفقة القرن كما أن له سابقة في التخلي عن أراض مصرية كـ«تيران وصنافير»

ومع ذلك يريد حاليا أن يبعدهم عن سيناء بقوله (لكن نقلهم إلى مصر في العملية العسكرية دي ممكن تستمر سنوات وهي عملية فضفاضة أو لسه ما خلصناش الإرهاب لسه ما انتهيناش من المهمة) وبقوله أيضا: (وتتحول سيناء إلى قاعدة لاطلاق عمليات إرهابية ضد إسرائيل) فكل ما هو ضد إسرائيل يعد إرهابا وفقا لقوله

المهم أن الأعذار أو التبرير التي يسوقها هي عذر أقبح من ذنب كما يقال فهو يكشف عن عدم تقدير لا للشعب ولا للمقاومة المنبثقة منه فهو يقترح التهجير القسري لأنه قال بعد اقتراحه (ثم بعد كده ترجعهم (إذا شئت) يعني طبعاً إن لم يشأ أن يعيدهم فله ذلك وأي تطبيق للتهجير القسري إلا هذا؟

وهو كذلك يرغب في تصفية الكيانات المقاومة (كلها) ويقول : يتم نقل الفلسطينيين حتى (تنتهي إسرائيل من مهتمها المعلنة) (بتصفية المقاومة أو الجماعات المسلحة في حماس والجهاد الإسلامي وغيره)

فكلامه يدل على حرصه بألا يأوي الفلسطينيين عنده ويبيح التخلص من المقاومة فيفتح ملفاً ملغوماً وغير صالح للتطبيق وهو التهجير لمكان غير صالح ليحقق للكيان كافة أحلامه الوهمية التي لم يجد أحداً يتفهمها لأنه ببساطة تخيلية إن حدث هذا فستنتقل معه قوى المقاومة لتنقل محور إرتكازها لأماكن أخرى ستبقى المقاومة وتتوسع فماذا فعل إذن؟!

كلام لا يرقى لأي مستوى مسئول أو لحاكم لدولة عربية طالما وقفت بجوار الدول العربية وخاصة فلسطين.

كلام غير جاد وغير صالح حتى إن القناة التي نقلت كلامه اعتبرته سخرية كتفسير معقول لهذا الكلام!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى