الأمة : رفض محسن حواري من إحدى قرى مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة، أن يدخل على بيته أي نوع من الحلويات التي اعتاد طيلة السنوات الماضية على تقديمها للضيوف المهنئين له ولعائلته بالعيد، واستبدلها بالقهوة المرة مع التمر.
وقال حواري لـ”وكالة قدس برس”، “أي عيد هذا الذي نحتفل به وأهلنا في غزة يتعرضون لحرب إبادة جماعية؟، كيف أقبل على نفسي أن أتبادل التهاني وأقول كل عام وأنتم بخير وأبناء شعبنا لا يجدون طعاما أو شرابا أو حتى مكانا يؤويهم؟“.
وأضاف “قراري مثل قرار الغالبية العظمى من أبناء الشعب الفلسطيني أن نلغي كل مظاهر الاحتفال باستقبال عيد الفطر، ونقتصرها فقط على المناسك الدينية مثل صلاة العيد وصلة الأرحام.
أما شراء الملابس الجديدة وتقديم كعك العيد -المعمول- فلا يمكن ذلك، هذا أقل الواجب تجاه غزة التي رفعت رأس الأمتين العربية والإسلامية وكل أحرار العالم“.
ولفت إلى أن “المطلوب من الفلسطينيين الحد الأدنى أثناء ممارسة شعائر العيد وصلة الأرحام، وأن يكونوا في كل لحظة مستشعرين بالوجع والجرح الفلسطيني الكبير المفتوح في غزة فالوجع المفتوح في القطاع يمكن أن يفتح في أي مكان في فلسطين التاريخية، طالما هناك احتلال“.
دعوات عامة
ويتزامن ذلك، مع دعوات في الضفة الغربية لإلغاء مظاهر الاحتفال بحلول عيد الفطر، واقتصارها على المشاعر التعبدية مثل على صلاة العيد وصلة الرحم، تضامنا مع قطاع غزة الذي يتعرض لإبادة جماعية متواصلة للشهر السابع على التوالي.
وأصدرت مؤسسات رسمية وحزبية وعشائرية وعائلية في الضفة، مواقف تدعو إلى اقتصار مظاهر استقبال العيد على الشعائر الدينية وعدم فتح الدواوين لاستقبال المهنئين والابتعاد عن البهجة والبذخ والإسراف بسبب الظروف الراهنة والأوضاع الصعبة في غزة والضفة المحتلة.
ودعا تجمع “دواوين الديار النابلسية “الذي تنطوي تحت لوائه أكثر من 100 عائلة في مدينة نابلس، إلى اختصار مراسم عيد الفطر على الشعائر الدينية والاجتماعية الضيقة فقط، احتراما وتقديرا للدماء الزكية الطاهرة التي روت أرض الوطن.
و”تعبيرا عن تلاحمنا كشعب واحد لا يمكن تقسيمه، مهما حاول الاحتلال الذي يقصف غزة بالصواريخ ويحاصر الضفة بالحواجز العسكرية، لذلك فهذا أقل ما يمكننا فعله تجاه هذا النزيف الزكي من الدماء التي روت وما تروي أرضنا المباركة”، وفق أحد القائمين على التجمع.
وفي مدينة قلقيلية، أجمعت مؤسسات حكومية وأهلية عدة، على ضرورة حث الفلسطينيين على عدم فتح الدواوين العائلية في أيام العيد واقتصار التواصل في المساجد والزيارات البيتية، واقتصار العيد على الشعائر التعبدية من زكاة فطر وصلاة العيد وصلة الأرحام.
كما دعت إلى مراعاة الأوضاع الصعبة في الضفة الغربية، من خلال حث المواطنين على الابتعاد عن البهجة والبذخ والاسراف وعدم استخدام المفرقعات والألعاب النارية والصوتيات.
تلك المؤسسات دعت كذلك إلى عدم الكلفة في الضيافة وتقديم الحلويات والفواكه للمهنئين، والاقتصار على تقديم القهوة والتمر.
الحركة الإسلامية تؤيد
وأيدت الحركة الإسلامية في القدس، مبادرة العائلات المقدسية والمرجعيات المختلفة بدعوتها لاقتصار مظاهر العيد لهذا العام على أداء صلاة العيد في المسجد الأقصى المبارك وصلة الأرحام وتوزيع القهوة والتمر دون إبداء أي مظهر من مظاهر الزينة أو الابتهاج والفرح تضامنا مع أهلنا وشعبنا في غزة البطولة.
ودعت الحركة في بيان صدر عنها اليوم، إلى زيارة أسر الشهداء الذين ارتقوا إلى الله عز وجل بالعشرات في القدس خلال الشهور الماضية، وزيارة عائلات الأسرى والمعتقلين والمبعدين، وإظهار التضامن معهم والوقوف إلى جانبهم.
وشددت على ضرورة استمرار الزحف والحشد والرباط في المسجد الأقصى المبارك خلال الأيام والأسابيع القادمة، والتي ستشهد موجة من المناسبات والأعياد الصهيونية، فالخطر القادم على الأقصى المبارك شديد جدا.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية.
حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 33 ألفا و360 شهيدا، وإصابة 75 ألفا و993 شخصا، إلى جانب نزوح نحو 85 بالمئة من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية.