أخبار

العريمي :لهذه الأسباب رفعت القوي الدولية الغطاء عن الدعم السريع

تطرقت الباحثة المتخصصة في الشئون الافريقية د. أمينة العريمي الي قيام الجيش السوداني بتحرير قاعدة الزرق من أيدي ميليشيا الدعم السريع مرجحة أن يكون ترجيح هذه القاعدة بداية لتحرير كل أرجاء السودان من قبضة هذه الميليشيا.

وكتب العريمي علي منصة “أكس قائلة ” :هناك حكمة إفريقية قديمة تعود لقبيلة الماندينغ في أقصى الغرب الإفريقي تقول “إحذر من الرجل العاري الذي يهدي إليك ملابساً”،

وأضافت باتت تلك الحكمة الإفريقية تتردد في أروقة الإجتماعات السرية في مراكز صنع القرار التابعة لكافة الأطراف التي راهنت ذات يوم على تولي مليشيات عارية من الوطنية متعددة الجنسيات والولاءات والإنتماءات تحكم من وراءها دولة بحجم السودان

وتابعت أن تحكم هذه المليشيا السودان  بتاريخها وحضارتها ومواردها وموروثها الثقافي والديني والقبلي والعقائدي، وسخرت أموالها، وإعلامها، وأحذيتها الأمنية، بإختلاف مناصبهم وتخصصاتهم في سبيل تحقيق ذلك، فخرجوا من أرض المقرن يتوسدون الأرض أذلة وهم صاغرون.

وعادت العريمي للقول :أكدنا في مقالنا السابق الذي حمل عنوان “من الفاشر إلى بانجي” أن التطورات المتلاحقة في الساحة السودانية ستتجاوز مدينة #الفاشر فالإنقسامات الحادة التي فرضتها هذه الحرب على كينونة الدولة السودانية جاءت كفرصة تاريخيّة في ظرف إستثنائي لقيادة حالفها الحظ اليوم أن تكون الرائدة لاسترداد الدولة بالكامل، وإعادة بنائها من الداخل فلا سودان بعد اليوم بدون  إقليم دارفور كاملاً ومحرراً من رجس الجنجويد.

واشارت العريمي إلي نجاح القوات المسلحة السودانية والمشتركة في السيطرة على “قاعدة الزرق”  أحد أهم القواعد الإستراتيجية لمليشيا الدعم_السريع شمال دارفور  يعتبر تطورا محوريا نوعيا وموفقا للجيش السوداني وله تداعياته الأمنية والسياسية على المشهد السوداني،

ووأضافت أراه جاء رداً مناسباً لحملة إعلان المليشيا دعمها لحكومة جديدة تقرر تشكيلها للإشراف على مناطق تخضع لسيطرتها، فسيطرة الجيش على قاعدة الزرق  التي تعتبر “وفقاً لوجهة نظر سودانية” مركز تخزين الأسلحة والمعدات والمؤن التابعة للمليشيا وتجمع استنفارهم القبلي،

واستدركت الخبيرة في الشئون الإفريقية :فالسيطرة على قاعدة الزرق أراه بمثابة انعكاس إيجابياً لمجرى التطورات في الساحة السودانية ومحيطها الإقليمي، التي تسير في صالح المؤسسة العسكرية السودانية، وهذا مسار له ما بعده خاصة مع توالي الفرص الأمنية والسياسية  والاستخباراتية الداعمة للعمليات العسكرية التي يخوضها الجيش السوداني ،

واردفت :وهذا ما يفسر إرتفاع منسوب التدهور النفسي لمليشيا الدعم السريع والذي أراه سيؤدي إلى بروز ظاهرتين تدركها كافة التنظيمات سياسية كانت أو عسكرية:

الظاهرة الأولى بحسب المحللة السياسية الأماراتية تتمثل في فرار جزء من منتسبي المليشيا من الخدمة، وهؤلاء إما أن يعلنوا إنضمامهم للجيش السوداني وإما أن يغادروا ساحة القتال ويعودوا لصفوف المواطنين المدنيين.

أما الظاهرة الثانية فتأتي في إطار بروز فكرة استبدال بعض القائمين على الفرق الأمنية للمليشيا وإن لزم الأمر إلى تصفيتهم، وهذا ما يرجح برأيي قرب ظهور موجة تصفيات داخلية جديدة بين العناصر الأمنية التابعة للمليشيا وقادتهم مما سيضاعف حالة الإنقسام الداخلي بين صفوف المنتسبين الذين يتفاوت فيما بينهم مستوى الولاء والإنتماء المعنوي لإفتقارهم للعقيدة العسكرية التي تأسست عليها كافة المؤسسات العسكرية الوطنية.

ولفتت إلي أن قدرة القوات المسلحة السودانية في تسديد خطى سير العمليات العسكرية المتقدمة التي يقودها الجيش السوداني مؤخراً والتي نجحت في تحييد وتحجيم الكثير من مكاسب مليشيات الدعم السريع

بل باتت  هذه الانتصارات وفقا للعريمي هي المحرك الأول والوحيد الذي أجبر المجتمع الدولي الذي بات اليوم أكثر قناعة بقدرة المؤسسة العسكرية السودانية على تغذية وتيرة الإجماع والدعم الشعبي لصالحها، بمهارة رسخت فيها مفهوم الجيوش الوطنية الحقيقية، مما ضاعف استعداد المجتمع الدولي بدفع الأمور لتسوية سياسية جادة كانت فكرة طرحها حتى عهد قريب مستبعدة من أجندة الإرادة الدولية الفاعلة في السودان

وأشارت العريمي إلي أن  هذا ما يفسر برأيي انحسار وبدأ نهاية ظاهرة “غض البصر الدولي” عن تدفقات الأسلحة والجيوش المتعددة الجنسيات المساندة للمليشيا (والتي أشرنا إليها وإلى تفاصيلها في مقالات سابقة)، وهذا ما يفسر تعهد الأطراف الدولية على العمل على دفع كافة الجهود العملية لرفع الغطاء المستتر الداعم لمليشيا الدعم السريع

وخلصت للقول في نهاية تغريدتها : رفع الغطاء هذا عن الدعم السريع بعد إدراكها باستحالة هزيمة الجيش السوداني الذي يستعد لمواجهة ما هو أكبر من دحر مليشيات متعددة الجنسيات، والإمداد، والتوجهات، وذلك ميزان خاص لا تدركه إلا المؤسسات الأمنية الوطنية الحقيقية البعيدة عن الإشراف الخارجي والإدارة الأجنبية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى