أقلام حرة

القبطان محمد زعفان يكتب: مقبرة المليارديرات

هذه الغواصة البحرية تيتان لها أهداف مدنية وأهداف حربية، وليس لها النزول إلى أعماق أربعة آلاف متر من غير أن يكون لها علم الدولة التي تحمل جنسيتها.

وتفسير كلمة علم الدولة أنها تخضع لهيئات التصنيف البحري الذي يؤكد ويضمن كفاءة جسم الغواصة.

وبناءً على شهادة هذا الضمان البحري الدولي يأتي دور هيئات التأمين البحري الدولي على الغواصة نفسها أولاً، ثم التأمين على طاقم الإبحار، ثم التأمين على المسافرين الأبرياء؛ وهذا المسلسل القانوني البحري الدولي هو الذي حدث مع نفس الباخرة تايتانيك الساكنة على عمق أربعة آلاف متر.

فيكون الذي حدث مع غرقها وغرق ألف وخمسمائة إنسان اسمه «القضاء والقدر» رغم التقصير في عدد قوارب إنقاذ الركاب القانونية، وكذا طاقم الباخرة، والتقصير الفني من قبطان تايتانيك في عدم ضمان استلام إشارات التحذير بوجود جبل الثلج.

فيكون بذلك ما حدث مع الغواصة تيتان هو عمل خارج إطار القانون البحري الدولي الذي يضمن سلامة العمل البحري ولا يشفع في ذلك أن رئيس مجلس إدارة الشركة هو نفسه القائد للغواصة التي هي بدون ترخيص من الجهات الفنية البحرية المختصة؛ ولم يعد من الضروري انتظار نتيجة التحقيق سنتين كما أعلنت جهات التحقيق الكندية.

وكما قالت السلطات المسؤولة أن تقرير حادث الأميرة ديانا وابن الملياردير الفايد سيصدر بعد شهور، وبعد هذه السنوات الطويلة فإن bbc قالت مؤخراً أن التقرير لم يصدر حتى الآن.

فلقد مات ابن الملياردير الفايد في حادثة السيارة، ومات ابن الملياردير الباكستاني في انفجار الغواصة تيتان، ومات ابن المليارير أوناسيس في تحطم طائرته الخاصة، ومات ابن الملياردير الأمريكي بيتر برانت في حادث، ومات الحفيدان وريثا قطب النفط الأمريكي الملياردير جون جيتي واحد بعد الآخر بخمس سنوات في ظروف مفاجئة.

ولله ميراث السموات والأرض.

القبطان محمد زعفان

نائب‏ ‏مجلس النواب‏ سابق - و‏ربان أعالي البحار‏

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى