الهيثم زعفان يكتب: المخاوف الصهيونية من الحرب الإلكترونية الفلسطينية
ما لا يدركه العدو الصهيوني أن هناك الآلاف من المهندسين والمبرمجين والخبراء والمتخصصين والمحترفين التقنيين حول العالم الذين يمكنهم تقديم الإسناد الحربي الإلكتروني للمقاومة الفلسطينية في حرب الاستنزاف الدائرة الآن على أرض فلسطين المحتلة.
فميدان الحرب الإلكترونية Electronic Warfare وبحسب خبراء عسكريين داخل الكيان الصهيوني يعد من أبرز نقاط الضعف في الجيش الصهيوني؛ وتأثيرات تلك الحرب الإلكترونية يمكنها إحداث خسائر عسكرية ولوجستية جبارة وموجعة في كافة مناطق الكيان الصهيوني.
والمتأمل للمخاوف العسكرية الصهيونية من ميدان الحرب الإلكترونية يجد أنها صادقة ودقيقة للغاية؛ فالإسناد الحربي الإلكتروني للمقاومة الفلسطينية من قبل الخبراء التقنيين المتضامنين مع القضية الفلسطينية حول العالم يمكنه إحداث الخسائر العسكرية واللوجستية والمعنوية التالية:
1- اختراق وتعطيل المنظومة الإلكترونية للقبة الحديدية، ومنظومة الدفاع الجوي المرتبطة بها، ومن ثم تمكين صواريخ المقاومة الفلسطينية من الوصول لأهدافها داخل العمق الصهيوني وتدميرها دون إعاقة.
2- التحكم في صافرات الإنذار في المدن والمستوطنات الصهيونية وفي مقدمتها تل أبيب، وإحداث حالة من «الاستنفار الوهمي المتكرر» للإسرائيليين على مدار اليوم للنزول للملاجئ، حتى إذا ما أطلقت الصواريخ الفلسطينية، وعطلت القبة الحديدية، وأطلقت صافرات الإنذار للجوء للملاجئ، ارتبك سكان الكيان الصهيوني بين جدية الصافرات ووهميتها، ومن ثم ترتفع أعداد القتلى والمصابين الصهاينة.
3- اختراق المنظومة الإلكترونية للطائرات المسيرة الصهيونية؛ وانتحال شخصية جهاز التحكم عن بعد، وتزييف بيانات الــ GPS، وتغذية الطائرة دون طيار بإحداثيات مغايرة، ومن ثم التوجيه العكسي لمسار الطائرة دون طيار، وجعلها تقصف تل أبيب بصواريخ الطائرة دون طيار بديلاً عن قصف غزة أو الضفة الغربية.
4- اختراق منظومة كاميرات المراقبة في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي العمق الصهيوني وتعطيلها، ومن ثم تيسير تنفيذ العمليات الفدائية وقنص واغتيال الشخصيات العسكرية والسياسية الصهيونية، وعودة الفدائيين بأمان.
5- اختراق وتعطيل المنظومة الإلكترونية للمواقع العسكرية والاستراتيجية الصهيونية، وفي مقدمتها قواعد الطيران الحربي، ومن ثم إعطاب وإرباك الكثير من الحسابات العسكرية المرتبطة بمواجهة مستنقع حرب الاستنزاف الذي وقع الكيان الصهيوني في فخه ويعجز عن الخروج منه؛ وعلى الرغم من الصعوبة الشديدة لهذه الجزئية الحربية لكنها ليست مستحيلة تقنياً.
6- اختراق المنظومة الإلكترونية للموانئ الصهيونية وإعطابها، ومن ثم إرباك عمليات الشحن والتفريغ وحركة السفن والشاحنات في تلك الموانئ، وهو ما سيؤثر على توقيتات الإمداد اللوجستي للجنود في ساحة القتال، كما أنه سيطيل أمد نقل التموين اللازم لاستمرار الحياة المدنية داخل الكيان الصهيوني.
7- اختراق المنظومة الإلكترونية للمطارات والقطارات وشبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي الصهيونية، والعمل على تعطيلها، الأمر الذي قد يؤدي إلى شلل الحياة داخل الكيان الصهيوني.
8- اختراق منظومة الاتصالات والإنترنت ووسائل الإعلام، وإرسال رسائل التهديد والرعب باللغة العبرية عبر الشاشات التليفزيونية وشاشات الحواسيب والهواتف المحمولة؛ وهو ما سيقذف بالرعب في قلوب الصهاينة، وسيكون له مردودات سلبية كبيرة على الجنود في ساحة المعركة الاستنزافية، وعلى الإسرائيليين في حياتهم اليومية.
9- اختراق المنظومة الإلكترونية للبنوك الإسرائيلية وإحداث حالة من الإرباك والتحكم في الحسابات، مع ضرب منظومة المرتبات ومعاشات التقاعد للإسرائيليين، فضلاً عن إجراء التحويلات والإفلاس في الحسابات البنكية. وخطورة هذه النقطة تبرز في أن المال هو أكثر شيء يؤلم الشخصية اليهودية، وإذا ضاع مال اليهودي فإما أن يقتل أعضاء الحكومة الصهيونية الفاشلة، أو أن يهاجر من هذا الكيان المهتز وغير الآمن.
إن الخطورة في نجاح الاختراقات الإلكترونية السابقة في تحقيق أهداف المقاومة الفلسطينية عبر الحرب الإلكترونية وأدواتها المتطورة أنها ستزيد من حالة السخط والغليان داخل الشارع الإسرائيلي؛ وقد تؤدي بدورها إلى اشتعال ثورة إسرائيلية داخلية على النظام الصهيوني الحاكم والفاشل، وهو الأمر الذي قد يؤدي في الأخير إلى حرب أهلية إسرائيلية داخلية؛ وهي الحرب الأهلية التي حذر منها رئيس وزراء الكيان «نيتنياهو» ووافقه في تحذيره منها الكثير من العالمين ببواطن الأمور داخل إدارة الكيان الصهيوني المتخلخل، والذي أصبح انهياره وزواله وشيكاً -بإذن الله-.
هذه هي المخاوف الصهيونية من دخول الحرب الإلكترونية ميدان معركة تحرير فلسطين؛ فهل ستنجح المقاومة الفلسطينية ومعها قوات «الإسناد المنزلي» من خبراء التقنيات الإلكترونية حول العالم في إدارة الحرب الإلكترونية بذات الكفاءة والاحترافية التي تدير بها الحرب الاستنزافية ضد العدو الصهيوني؟
إن الإجابة عن هذا السؤال هي عند المقاومة الفلسطينية وعند كل مهندس ومبرمج ومحترف تقني حول العالم يرى في نفسه القدرة على الاحتساب والمساهمة بشرف- من بيته- في هذا الإسناد الحربي الإلكتروني ضد العدو الصهيوني.