الأمة الثقافية

“برد”.. شعر: محمود مفلح

جاءَ الشتاءُ فما أقساهُ يا وَلَدِي!!/

فلا تخُنِّي أمام الناسِ يا جَسَدِي/

فالصيفُ كان صديقًا مُخلصًا ولهُ/

دَينٌ عليَّ من الماضي إلى الأَبَدِ/

في الصيفِ كنتُ وَسِيمًا مثل نخلتِنا/

وكنتُ أخشى على نفسي من الحَسَدِ!!/

وكنتُ أقطعُ أميالًا عَلَى عَجَلٍ/

وكان يسبقني في خُطوَتي جَلَدِي/

وكان ظهرِيَ مثل الرُّمحِ مُنتصِبًا/

وكنتُ أصرخُ يا عكازيَ ابتعدي!/

وأشربُ القَهوَةَ السمراءَ من يَدِها/

أغيبُ فيها وأنسى حُزنيَ الأبدي/

وكنتُ أقرأُ سِربًا من قصائِدِكم/

وكان بَوحَكمُ بَردًا على كَبِدِي/

والآنَ جاءَ شتاءٌ لستُ أعهدهُ/

بالرعدِ جاءَ وبالأمطارِ، والبردِ/

حَلَّ الشتاءُ فلمْ أخرجْ إلى أَحَدٍ/

مِن سَطوَةِ البردِ، أو أشتق إلى أَحدِ!!/

إلا بقايا هُمومٍ بِتُّ أمضغها/

ودَمع عَيني التي شاخت من الرَّمَدِ/

وتمتماتٌ على ثغري أُردّدها/

يا فارجَ الهَمِّ يا مولاي خُذْ بيدي/

لقد قرأتُ كتابَ الأمسِ مُرتبِكًا/

ولستُ أعلم ماذا في كتابِ غَدِي!!!/

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights