الأمة| وصف رئيس النظام السوري بشار الأسد، الاثنين، هجوم فصائل المعارضة الذين استولوا على مساحات واسعة في شمال سوريا بأنه محاولة لإعادة رسم خريطة المنطقة بما يتماشى مع المصالح الأميركية.
جاءت تعليقات الأسد، خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في الوقت الذي نفذ فيه الجيش الحكومي السوري وحليفته روسيا غارات جوية قاتلة على مناطق خاضعة لسيطرة المتشددين الإسلاميين والمدعومين من تركيا.
ويحظى الأسد بدعم روسيا وإيران، اللتين أكدتا أنهما ستساعدان جيشه في القتال بعد خروج حلب، ثاني أكبر مدينة في البلاد، عن سيطرة الحكومة.
وقال الأسد في بيان صادر عن مكتبه إن “التصعيد الإرهابي يعكس الأهداف البعيدة في تقسيم المنطقة وتفتيت دولها وإعادة رسم الخريطة بما يتوافق مع أهداف الولايات المتحدة والغرب”.
سيطرت هيئة تحرير الشام، فرع تنظيم القاعدة السابق في سوريا، والفصائل المتحالفة معها، خلال نهاية الأسبوع على مدينة حلب، باستثناء الأحياء التي تسيطر عليها القوات الكردية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
حلب، المدينة القديمة التي تضم قلعتها التاريخية، هي موطن لنحو مليوني شخص وشهدت معارك ضارية في وقت سابق من الصراع.
ولكن حتى نهاية هذا الأسبوع، لم يتمكن المسلحون قط من السيطرة بشكل كامل.
وأظهرت لقطات بثتها وكالة فرانس برس مسلحين يرتدون ملابس عسكرية وهم يقومون بدوريات في شوارع حلب، وبعضهم أشعل النار في العلم السوري.
وأضاف المرصد أن المسلحين سيطروا أيضا على عشرات البلدات في أنحاء الشمال، بما في ذلك خان شيخون ومعرة النعمان، في منتصف الطريق تقريبا بين حلب وحماة.
وأظهرت لقطات بثتها وكالة فرانس برس مقاتلين من المعارضة يتقدمون نحو محافظة حماة في وسط سوريا، بالإضافة إلى دبابات ومعدات للجيش مهجورة على جانب الطريق.
دعت الولايات المتحدة وحلفاؤها فرنسا وألمانيا وبريطانيا الأحد إلى “خفض التصعيد” في سوريا وحماية المدنيين والبنية التحتية.
تحتفظ الولايات المتحدة بمئات الجنود في شمال شرق سوريا كجزء من التحالف ضد تنظيم داعش.
وبالتوازي مع الهجوم الذي تقوده هيئة تحرير الشام، هاجمت فصائل موالية لتركيا في شمال سوريا مقاتلين أكراد في محافظة حلب يوم الأحد، حيث قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنهم استولوا على بلدة تل رفعت الاستراتيجية والقرى المجاورة.
وفي يوم الاثنين، وفي أعقاب السيطرة على تل رفعت، قالت قوة يقودها الأكراد وتدعمها الولايات المتحدة في سوريا إنها تسعى إلى إجلاء الأكراد حول حلب إلى مناطق آمنة تحت سيطرتها.