تقارير

بعد فشل أحدث الجولات .. مفاوضات سد النهضة تصل لطريق مسدود وسط تبادل الاتهامات

بعد فشل جولة المفاوضات الأخيرة بين مصر والسودان وأثيوبيا في العاصمة أديس أبابا تبادلات الأطراف الثلاثى الاتهامات بفشل المفاوضات في إشارة لتعثرجهود الوصول لاتفاق قانوني ملزم يحفظ حقوق الجميع بل ويؤكد فشل جميع الوساطات الدولية والاقليمية لاقناع اديس أبابا بالتراجع والقبول بحل وسط.

تبادل الاتهامات كانت السمت الأساسي لردود فعل مصر وإثيوبيا علي فشل أحدث جولات التفاوض حيث أكد بيان وزارة الري المصرية ان هذه الجولة لم تشهد اي تقدم حقيقي في جهود الوصول لاتفاق قانوني ملزم ينظم انتفاع دول المنبع ودولتي المصب بل أنها شهدت وبحسب المتحدث الرسمي المصري تراجع اثيوبيا عن عدد من التوافقات في عدد من الملفات.

وقالت وزارة الموارد المائية والري كذلك أن الجولة التفاوضية لم تسفر عن تحقيق تقدم، حيث شهدت توجها إثيوبيا بالاستمرار في رفض الأخذ بأي من الحلول الوسط المطروحة، مضيفا أن أديس أبابا تراجعت عن الترتيبات الفنية المتفق عليها دولياً والتي من شأنها تلبية المصالح الإثيوبية اتصالا بسد النهضة دون الإضرار بحقوق ومصالح دولتي المصب

جولة مفاوضات سد النهضة في القاهرة

وحملت القاهرة اديس أبابا مسئولية فشل هذه الجولة من المفاوضات مشددة علي التزام مصر بالمفاوضات وفق محددات بعينها منها الوصول لاتفاق قانوني ملزم ينظم انتفاع جميع الأطراف بالمياه مع المحافظة علي خطط اديس ابابا التنموية دون الإضرار بمصر والسودان

في المقابل وجهت إثيوبيا انتقادات إلى مصر، بعد نهاية الاجتماع الوزاري الثلاثي بشأن سد النهضة الذي عقد في أديس أبابا، والذي لم يقدم تقدما يذكر.

ووفقا للبيان الإثيوبي، دفع الجانب المصري بموقف يقوض اتفاق إعلان المبادئ الموقع بين الطرفين عام 2015، كما أن المفاوضات لم تؤدي لإحراز تقدم جوهري في قضية سد النهضة.

وأكدت الخارجية الإثيوبية، في بيان اليوم الإثنين، أن “استمرار مصر في تمسكها بمعاهدة إقصائية تعود للحقبة الاستعمارية ومطالبتها بحصة من المياه” حالتا دون إحراز تقدم في المفاوضات.

وتؤكد إثيوبيا أن الهدف من المفاوضات الثلاثية الحالية هو وضع اللمسات الأخيرة على المبادئ التوجيهية والقواعد المتعلقة بالملء الأول والتشغيل السنوي لسد النهضة..

ووفقا لبيان رسمي لوزارة الخارجية الإثيوبية، تم الاتفاق على مواصلة المفاوضات الثلاثية في أكتوبر 2023 في العاصمة المصرية القاهرة..

اثيوبيا

 

من جانبه علق الدكتور عباس شراقي استاذ الموارد المائية والجولوجيا بجامعة القاهرة علي البيان الإثيوبي  ان إثيوبيا تقول أنهاتتفاوض بحسن نية، هذا لم يظهر فى أى مرحلة من المفاوضات منذ أكثر من 12 سنة، ماذا لو أنها تتفاوضت بعدم حسن نيه؟ هل كانت سوف تخزن مياه النيل الأزرق بالكامل بدلًا من 50% هذا العام؟

وتساءل شراقي هل كانت سوف تتفاوض معنا فى مدة 50 عاما بدلا من 12 سنة ونصف حتى الآن؟ هل كانت سوف تنكر “اعلان مبادئ سد النهضة 2015” كما تنكر الاتفاقيات الخمس الموقعة معها سابقا (1891، 1902، 1906، 1925، 1993)؟

ولفت لاستمرار  إثيوبيا فى عدم الاعتراف بحصة مصر المائية، وتوجه المفاوضات إلى اتجاه مختلف تماما حول تقاسم المياه، ومن قبل فى واشنطن ذكرت أنها تريد دعوة دول المنابع للتحدث عن أنفسها فى طلب حصة، وبذلك يمتد أمد المفاوضات إلى مالا نهاية.

وكشف أن البيان الإثيوبي يشير إلي أن أديس أبابا  تري أن الهدف من المفاوضات الحالية هو الوصول إلى وضع خطوط إرشادية توجيهية وليس إتفاق ملزم.

وأنها أي اديس أبابا  تتصرف على أن النيل الأزرق نهر إثيوبى، ولذا فإنها ترى أن التخزين الرابع 24 مليار م3 ليس ضررا على السودان ومصر، كأن إثيوبيا لم تر إنخفاض المياه فى النيل الأزرق حتى بعد إنتهاء التخزين الرابع، وجفاف الأراضى حوله فى السودان، وضياع الموسم الزراعى لهذا العام على ملايين المزارعين فى السودان، وعدم وصول مياه النيل الأزرق إلى مصر حتى اليوم.

وكشف عن أن السر وراء الصبر المصرى الذى فاق  “صبر أيوب” هو وجود السد العالى الحصن المنيع للحفاظ على الأمن المائى المصرى.

وبدوره  علق وزير الري المصري السابق محمد نصر علام علي فشل أحدث جولات المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا  بالقول أن البيان المصري، أكد أن  التعنت الأثيوبي مستمر، ومازالت أثيوبيا تعرقل الجهود الكبيرة المبذولة للتوصل الى اتفاق يرضي الجميع.  ذلك بالرغم من أن التوصل لهذا الاتفاق سوف يؤدي الى تحقيق الاستقرار والتنمية للدول الثلاثة بل وللمنطقة ككل.

ووقال في تدوينة له علي “فيس بوك ” :من الواضح سواء من البيان المصري أو من نتائج جولتى المفاوضات فى القاهرة وأديس، أن المفاوضات تتم في نفس الاطر السابقة الفاشلة، وأنه يجب تصحيح المسار اذا كانت النوايا السياسية صادقة، كما أعرب عنها السيد رئيس الوزراء الأثيوبي أثناء زيارته للقاهرة في يوليو الماضي.

ولم يستبعد علام  تدخل القيادة الأثيوبية لتوجيه الوفد الأثيوبي ليكون أكثر ايجابية ولتصحيح مسار المفاوضات وجعلها مثمرة. وقد نرى تواصل مابين القيادة السياسية للدولتين، وكذلك مع بعض قيادات قوى اقليمية ودولية، وذلك اذا كان هناك ارادة حقيقية لحل سلمي لهذه القضية المصيرية. دعونا ننتظر ونرى، ونتمنى الأفضل بإذن الله لبلدنا والمنطقة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى