تحذير حقوقي من حظر سفر جديد يستهدف دولًا إسلامية في عهد ترامب

واشنطن – مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية يحذر المسلمين من مغادرة الولايات المتحدة
في تصعيد جديد للسياسات التمييزية ضد المسلمين، أصدر مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR)، وهو أكبر منظمة تعنى بالدفاع عن الحقوق المدنية للمسلمين في الولايات المتحدة، تحذيرًا محدثًا للمقيمين الدائمين والطلاب والعمال والمهاجرين الشرعيين بشأن مخاطر السفر خارج الولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة.
استهداف المسلمين بحظر جديد على السفر
يأتي هذا التحذير بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه على فرض حظر سفر جديد يستهدف دولًا ذات أغلبية مسلمة، استكمالًا لنهجه التمييزي الذي بدأه منذ توليه الرئاسة. ووفقًا للمصادر، من المتوقع أن يشمل هذا الحظر مواطني أفغانستان، العراق، إيران، ليبيا، فلسطين، غزة، باكستان، الصومال، السودان، سوريا، واليمن، إلى جانب دول أخرى قد تُدرج لاحقًا في القائمة السوداء.
وأمهل البيت الأبيض الوكالات الفيدرالية حتى 21 مارس 2025 لتقديم تقرير يحدد الدول التي يزعم أنها لا تلتزم بمعايير مشددة في فحص التأشيرات، ما يعني أن الحظر قد يتوسع ليشمل مزيدًا من الدول الإسلامية.
تمييز ممنهج ضد المسلمين وانتهاك للحقوق المدنية
يرى خبراء حقوق الإنسان أن هذه الخطوة تجسد استمرار السياسات العنصرية والتمييزية ضد المسلمين، حيث تكرس الصورة النمطية التي تربط الإسلام بالإرهاب دون أي أساس قانوني أو واقعي. وبموجب الأمر التنفيذي رقم 14161، الذي يحمل عنوان “حماية الولايات المتحدة من الإرهابيين الأجانب وغيرهم من التهديدات للأمن القومي والسلامة العامة”، تسعى إدارة ترامب إلى إضفاء طابع قانوني على هذه الممارسات الجائرة، التي تستهدف الملايين من الأبرياء وتعرقل حياتهم.
ويؤكد مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية أن هذا الحظر يتعارض مع القيم الديمقراطية التي تتبناها الولايات المتحدة، حيث يفرض قيودًا مجحفة على مواطني دول ذات أغلبية مسلمة دون أي مبرر أمني حقيقي. ويضيف المجلس أن هذه السياسات لا تعزز الأمن القومي، بل تزيد من التوترات العرقية والدينية داخل البلاد، وتضعف العلاقات الأمريكية مع الدول الإسلامية التي تعد شريكًا رئيسيًا في التعاون الاقتصادي والسياسي والدبلوماسي.
مساهمات الدول الإسلامية وأهمية المسلمين في المجتمع الأمريكي
يُعد استهداف المسلمين بهذا الشكل إغفالًا متعمدًا لدورهم البارز في بناء الولايات المتحدة، حيث يسهم المسلمون في مختلف القطاعات، من التكنولوجيا إلى الطب والهندسة والتعليم وريادة الأعمال. كما أن العديد من الدول الإسلامية تعد حلفاء استراتيجيين للولايات المتحدة، وتلعب دورًا محوريًا في حفظ الاستقرار الإقليمي والتعاون التجاري ومكافحة الإرهاب.
وتتمتع العديد من هذه الدول بموارد طبيعية هائلة، حيث تعد الخليج العربي وإيران والعراق وليبيا من أكبر منتجي النفط والغاز في العالم، بينما تسهم باكستان وأفغانستان في التعاون الأمني مع الغرب. أما فلسطين وسوريا واليمن، فهي دول تعاني من أزمات إنسانية تتطلب دعمًا دوليًا بدلاً من فرض المزيد من القيود عليها.
دعوات لمواجهة التمييز وحماية حقوق المسلمين
في مواجهة هذه السياسات الجائرة، دعا مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية المسلمين إلى عدم مغادرة الولايات المتحدة خلال الثلاثين يومًا المقبلة حتى تتضح الصورة بشأن الحظر الجديد، مؤكدًا أن المنظمة ستواصل الدفاع عن حقوق المسلمين قانونيًا وإعلاميًا. كما طالب المجلس الإدارة الأمريكية بالتراجع عن هذه السياسات التي تضر بسمعة الولايات المتحدة وتتناقض مع قيم الحرية والعدالة والمساواة.
من جانبهم، حذر نشطاء حقوق الإنسان من أن هذا الحظر قد يكون بداية لسلسلة جديدة من السياسات التمييزية ضد المسلمين والمهاجرين، ما يتطلب تحركًا جماعيًا من المنظمات الحقوقية والمجتمع المدني لمواجهة هذه الإجراءات والتأكيد على أن الولايات المتحدة بلد للجميع، وليس لفئة معينة فقط.
المسلمون جزء من الحضارة.. وليسوا تهديدًا
على مدى العقود الماضية، أثبت المسلمون في الولايات المتحدة أنهم جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع الأمريكي، حيث قدموا إسهامات بارزة في مختلف المجالات، ودافعوا عن القيم الديمقراطية والحقوق المدنية. إن فرض حظر جديد على السفر لن يؤدي إلا إلى تعميق الانقسامات وإلحاق الضرر بملايين الأبرياء، وهو ما يستدعي رفضًا واسعًا من جميع الأطياف لحماية حقوق المسلمين والمهاجرين من التمييز العنصري الجائر.