
وسط حرب الرسوم الجمركية المستمرة بين البلدين، أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال محادثته مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، نقطة مفادها أنه لا يؤمن بمعاهدة ترسيم الحدود بينهما ويريد مراجعة الحدود، حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز.
معاهدة ترسيم الحدود
وأشار التقرير، الذي استشهد بأربعة أشخاص لديهم معرفة مباشرة بمحتوى التقرير، شريطة عدم الكشف عن هويتهم، إلى أن ترامب، في مكالمة هاتفية في أوائل فبراير، تحدى معاهدة الحدود بين البلدين وأخبر ترودو أنه لا يحب اتفاقيات المياه المشتركة بينهما.
في الآونة الأخيرة، أدلى جاستن ترودو بتصريح غير عادي ضاع إلى حد كبير في خضم اللحظة، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز.
وقال ترودو لوسائل الإعلام في أوتاوا: “العذر الذي قدمه اليوم لهذه الرسوم الجمركية على الفنتانيل زائف تمامًا وغير مبرر تمامًا وخاطئ تمامًا”.
وأضاف “ما يريده هو رؤية انهيار كامل للاقتصاد الكندي، لأن ذلك سيجعل من السهل ضمنا”.
ولم تقتصر المحادثة بين واشنطن وأوتاوا في الثالث من فبراير على مناقشات بشأن تجنب فرض الرسوم الجمركية على الصادرات الكندية، بل عرض ترامب أيضا قائمة طويلة من الشكاوى التي كانت لديه بشأن العلاقات التجارية بين البلدين،
بما في ذلك قطاع الألبان المحمي في كندا، والصعوبة التي تواجهها البنوك الأميركية في ممارسة الأعمال التجارية في كندا، والضرائب الاستهلاكية الكندية التي يعتبرها ترامب غير عادلة لأنها تجعل السلع الأميركية أكثر تكلفة.
والجدير بالذكر أن معاهدة الحدود التي أشار إليها ترامب أُبرمت في عام 1908 ووضعت اللمسات الأخيرة على الحدود الدولية بين كندا، التي كانت آنذاك تابعة لبريطانيا، والولايات المتحدة، كما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز.
وأشار ترامب أيضًا إلى إعادة النظر في تقاسم البحيرات والأنهار بين البلدين، والذي تنظمه عدد من المعاهدات، وهو موضوع أعرب عن اهتمامه به في الماضي.
وأشار التقرير أيضًا إلى رد ترامب لوسائل الإعلام في 7 يناير، حيث قال إنه يخطط لاستخدام “القوة الاقتصادية” ضد كندا.
بدأت الإشارات المستمرة على وسائل التواصل الاجتماعي إلى كندا باعتبارها “الولاية رقم 51” وترودو باعتباره “حاكمها” تثير الانزعاج داخل الحكومة الكندية وعلى نطاق أوسع، كما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز.
وفي أعقاب المحادثات بين الزعيمين، أصدر وزير التجارة هوارد لوتنيك في محادثة مع وزير المالية الكندي دومينيك لوبلانك رسالة مدمرة،
وفقًا لعدة أشخاص مطلعين على المكالمة، مفادها أن ترامب، كما قال، أدرك أن العلاقة بين الولايات المتحدة وكندا تحكمها سلسلة من الاتفاقيات والمعاهدات التي “من السهل التخلي عنها”.
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، أراد ترامب أيضًا إخراج كندا من مجموعة تبادل المعلومات الاستخباراتية المعروفة باسم “العيون الخمس” والتي تضم أيضًا بريطانيا وأستراليا ونيوزيلندا.
وأضاف التقرير أن ترامب أراد تمزيق اتفاقيات البحيرات العظمى والمعاهدات بين البلدين التي تحدد كيفية تقاسم وإدارة بحيرات سوبيريور وهورون وإيري وأونتاريو.
وأشارت إلى أنه يستعرض أيضًا التعاون العسكري بين البلدين، وخاصة قيادة الدفاع الجوي الفضائي لأميركا الشمالية.
ولكن ما يدعو للارتياح هو أن وزير الخارجية ماركو روبيو امتنع عن إطلاق التهديدات، ورفض مؤخرا فكرة أن الولايات المتحدة تدرس إلغاء التعاون العسكري.
ومع ذلك، فإن الساسة الكنديين من مختلف الأطياف، والمجتمع الكندي على نطاق واسع، يشعرون بالتوتر والقلق العميق. وأضاف التقرير أن المسؤولين لا يرون تهديدات إدارة ترامب فارغة؛ بل يرون وضعًا طبيعيًا جديدًا عندما يتعلق الأمر بالولايات المتحدة.