تعيينات الحرس الثوري: محفزات تصرفات النظام في الداخل والخارج
بقلم: ضياء قدور
بموجب مرسوم من وزير الصناعة والمعادن والتجارة في النظام الإيراني، تم تعيين قائد في الحرس الثوري الإيراني، يفتقر إلى أي خبرة سابقة في الإدارة الاقتصادية، نائبا لوزير الصناعة والمعادن والتجارة من حيث الشؤون التجارية.
وقام عباس علي آبادي، وزير الصناعة والمعادن والتجارة والقائد السابق لحرس الملالي، بتعيين مهدي فرحي للإشراف على الشؤون التجارية داخل الوزارة.
وتكشف خلفية فرحي عن تركيزه الوحيد على المساعي العسكرية داخل حرس الملالي، مما يثير تساؤلات حول مدى ملاءمته لدور يتعلق بالشؤون التجارية.
إن الوجود المتزايد لشخصيات الحرس الثوري الإيراني في الأدوار السياسية والتنفيذية الرئيسية، لا سيما في القطاعات الحيوية مثل الصناعة والتعدين والتجارة والاقتصاد، يؤكد التأثير الكبير للمنظمة على المشهد الاقتصادي الإيراني.
شخصيات مثل أحمد وحيدي، ومحمد علي زلفي غل وإسماعيل خطيب، ومحمد رضا قرایي أشتياني، وبهرام عين اللهي، وحسين أمير عبد اللهيان، وجميعهم على صلة بالحرس الثوري الإيراني، يخدمون الآن في حكومة إبراهيم رئيسي.
إن تعيين سعيد محمد، قائد آخر في الحرس الثوري الإيراني، أمينا للمجلس الأعلى للمناطق الحرة، إلى جانب محمد مخبر، عضو سابق في الحرس الثوري الإيراني، كنائب أول لرئيسي، يسلط الضوء بشكل أكبر على الدور المتوسع للحرس الثوري الإيراني في الشؤون الحكومية.
تحمل هذه التعيينات آثارًا كبيرة على كل من السياسات الداخلية والخارجية، مما يؤكد النفوذ المتزايد للحرس الثوري الإيراني عبر مجالات متعددة، مما يدعم بشكل أكبر أنشطة النظام الخبيثة في الخارج ويساهم في تصعيد القمع والإعدامات داخل البلاد.
أحمد وحيدي، القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، مطلوب من قبل السلطات الدولية لتورطه المزعوم في تفجير AMIA. أثار تعيينه في وزارة الداخلية إدانة الحكومة الأرجنتينية.
ومع وجود محمد باقر قاليباف، عضو الحرس الثوري الإيراني، الذي يشغل منصب رئيس برلمان النظام الإيراني، ونفوذ الحرس الثوري الإيراني المنتشر في المجالات الاقتصادية والتنفيذية، يبدو أن المؤسسة العسكرية هي التي توجه اقتصاد البلاد.
وفي خضم التحديات الاقتصادية التي تواجهها إيران، والتي تفاقمت بسبب سوء الإدارة وتحويل الموارد إلى صراعات بالوكالة، فإن تعيين قادة جدد للحرس الثوري الإيراني في أدوار اقتصادية يزيد من حالة عدم اليقين والصعوبات التي يواجهها السكان.
ضياء قدور
كاتب وصحفي سوري