“تلُّ الهوى”.. شعر: د. سلطان إبراهيم المهدي
“تل الهوى” دمّـرت للخصم “مركافا”
من بعد أخرى وبات العزّ طوّافا
“تل الهوى” سطَّرت للكون ملحمةً
قد استعارت من التاريخِ أسلافا
كأن ” عمّار” و”القعقاع” قد حضرا
و”خالدُ” الليث قاد اليوم أشرافا
“تل الهوى” أصبحت تذكي عزائمَنا
قد أنبتت أرضها جندا وأسيافا
“تل الهوى” أفرزت أبطال أمتِنا
فيها المجاهدُ ما ولَّى ولا خافا
من المسافةِ صفرٍ راح يقصفهم
واللهُ يمنحُ للمقدام أكتافا
هنا أسودُ الوغى تحمي مواطنها
كم مزّقت ثعلبا نحو الحمى طافا
هنا الرجالُ هنا.. والصدُق طبعهمُ
وأطيب الناس أخلاقا وأوصافا
هنا الحصونُ التي تفدي عقيدتها
دع عنك زَيفا وتشويها وإرجافا
هذِي السرايا تدكُّ الآن حشدهمُ
وتمطر القصف فوق البغي إنصافا
وذي الكتائب حيّ اللهُ ضربتها
على اسم خالِقها تبيدُ أجلافا
كم من كمينٍ لصيد الغافلين هنا
يتلو كمينا ويُزجي الموت خطّافا
القنصُ يذهلهم والرعبُ يشملهم
كم قوةٍ دمّرت فتكا وإتلافا
هم يبحثون عن الرامي ولا أثرٌ
هل من يواجههم قد صار أطيافا؟!
اللهُ أكبرُ لا خوفٌ ولا وجلٌ
واللهُ يرسلُ بالأبطالِ ألطافا
وتلك “تل الهوى” للكونِ شاهدةٌ
ونصر ربي بعونٍ منه قد وافَى