الأمة الثقافية

“تُجّــار دين؟!”.. الدين هو آخر ما يُتاجر به هذه الأيام

لا أكاد أعرف أحدا يقول “تجار الدين” إلا وهو نفسه منحل منفلت من الدين، فلو كان همُّه الدين حقا لضرب المثل بنفسه في التدين الصحيح، إنما يتخذها ذريعة وزعما لانفلاته واتباعه هواه.

والدين هو آخر ما يُتاجر به هذه الأيام، في عصر العلمانية العسكرية العاتية، إذ أهله بين شهيد وأسير وطريد.

وأما علماء السوء والسلاطين فهم جزء من النظم العلمانية نفسها، وإنما يصفهم العلمانيون عادة بالانفتاح والاعتدال لا بتجار الدين. فهم غالبا شركاءهم في تضييع وتشويه الدين، وهم عادة ليس لهم أتباع وجماهير.

ولو كان الدين حقا يُتاجَر به وله سوق رائجة، لكان أولئك العلمانيون والساخرون أول السابقين إلى تلك التجارة، فعهدنا بهم الخيانة والانقلاب والنكوص على أعقابهم حتى عن مبادئهم، فمنذ انهارت الشيوعية هاجر الشيوعيون عموما إلى معسكر المنتصر وصاروا كتيبة جديدة للأمريكان، وترى الليبراليين نخبة المثقفين في البلاد الاستبدادية: الجمهورية والملكية، وتراهم في طليعة الانقلابات العسكرية.

وندر أن تجد في بلادنا كتيبة ليبرالية تقاوم المحتل أو المستبد، أو تجد رمزا من رموزهم مات في سجن مستبد أو في سجن محتل، إنما هم أحذية الاستبداد والاحتلال وطليعتهما في مواجهة الأمة المسلمة.

————

محمد إلهامي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى