جزيرة الشرّ: نهاية أسطورة جزيرة “مالطا”
عد 1500 سنة من الشر المتواصل: استولى الأسطول العثماني على جزيرة إبليس: “مالطا” وقام بتخريبها، وكانت مالطا من القواعد العسكرية البحرية المزعجة للمسلمين في البحر المتوسط، والمركز العالمي الذي تُرسم فيه الخطط والحروب للقضاء على الإسلام، وبؤرة الكراهية لكل ما هو إسلامي، ونقطة انطلاق جيوش الشر لبلاد الإسلام، وكانت تضم عددا من الفرسان الصليبيين المتعصبين ضد الإسلام، ولم يكن في مالطا كلها من يقول: (لا إله إلا الله)، ولذا كان المثل الشائع (الأذان في مالطا) ويعني المستحيل.. وما زالت مالطا دولة يكرهها المسلمون لتاريخها القذر ضد الإسلام.
– جمهورية مالطا (مالطة)
دولة أوروبية تقع في البحر الأبيض المتوسط، وهي واحدة من أصغر دول العالم وأكثرها من حيث الكثافة السكانية. العاصمة: (فاليتا)، وهي أصغر عواصم دول الاتحاد الأوروبي؛ حيث تبلغ مساحتها 0.8 كم2 .
– كان الموقع الإستراتيجي المتميز لجزيرة مالطا؛ هو سبب تعرضها الدائم للغزو الخارجي: الفينيقيون، والرومان، ودولة الأغالبة الإسلامية، والعرب، والنورمان، والأراجون، وإسبانيا، وفرنسا، والعثمانيون، وبريطانيا،، حتى استقلت عن المملكة المتحدة في 1964م، وفي 2004م، نجحت مالطا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
– الديانة الرسمية لسكان مالطا الآن هي المسيحية الكاثوليكية.
– ورغم أن العرب أطلقوا عليها: (جزيرة الشيطان)، و(جزيرة إبليس)، ونُسِجت حولها الحكايات والخرافات عن الجن والشياطين، بسبب تَجمُّع كل أعداء الإسلام فيها،
رغم ذلك كله؛ نجح المسلمون في السيطرة عليها وتعريبها لسانا وأرضا ودورا، ولكنهم أضاعوها كما أضاعوا مِن قبل: الأندلس، والبرتغال، والهند، وقبرص، ومعظم أراضي ما كان يُسَمّى بالاتحاد السوفيتي… إلخ
– عندما دخلها المسلمون في البداية، لم يستجب لهم أحد، ولم يُسلِم أحد، وكان الفاتحون يرفعون صوت الأذان للصلاة، فلا يُلبّي أحد، ولذا كان المَثَل الشعبي الشهير: (بِيدّن في مالطا)..
– يقول المؤرّخ أحمد فارس الشدياق، في كتابه “الواسطة في معرفة أحوال مالطة” (عندما تم الفتح الإسلامي لجزيرة مالطا عام 902م، لم يجبروا أحدا على الدخول في الدين الإسلامي، فكان يُرفع بها الأذان ولا يستجيب أحد للصلاة لديانتهم بالدين المسيحي، فأصبح هذا المثل يُطلق على كل من يتكلم مثلا ولا نعيره اهتماما، أو تكون محاولاتنا للإصلاح لا فائدة منها، أو أن الإصلاح جاء متأخرا.)
– استخدمت كُتب التاريخ أيضا جملة: (بعد خراب مالطا)، ويقول الشدياق: إن أصلها جاء عندما احتل نابليون بونابرت وجيشه الفرنسي جزيرة مالطا، عام 1798م، لمدة عامين، هدمَ فيها كل المباني والقصور والكنائس، واستولى الفرنسيون على كل شيءٍ فيها، وهرب أهلها إلى جزيرة صقلية.. وأصبحت الجزيرة مهدّمة خاوية، ليس فيها أي حياة.. وعندما دخلها الإنجليز عام 1800م، وجدوها (خرابة كبيرة) ونتيجةً لذلك شاع المثل الشعبي: (جاي بعد خراب مالطا) أي أن بريطانيا جاءت متأخرة جدًا ولا فائدة من وجودها في إصلاح ما دمرته فرنسا.
– يقول المؤرّخ أحمد فارس الشدياق صاحب كتاب “الواسطة في معرفة أحوال مالطة” الذي وثّقَ فيه أحوال وطباع وعادات وأخلاق أهلها، وذلك بعد أن عاش في حارات الجزيرة 14 عامًا، إن اللغة المالطية التي سماها بـ”العربية الفاسدة” هي ذات أصول شامية أو مغربية، نظرًا للعبارات الكثيرة التي تحملها من كلتا اللهجتين كما وصف في كتابه قائلًا: (إن اللغة المالطية فرع من دوحة العربية وشيصة من تمرها، وهي يتكلم بها في جزيرتي مالطة وغودش، وسواء في ذلك العامة والخاصة، غير أن هؤلاء يتعلمون أيضًا الطليانية والإنجليزية، وذلك لأن اللغة المالطية لم تُدوَّن فيها علوم، ولم تشهر فيها كتب، فهي عبارة عن ألفاظ يتداولونها، وإذا أخذوا من الطليانية ما مست الحاجة إليه ملّطوه وألحقوه بتركيب لغتهم.. ولا شك في كون اللغة المالطية عربية، ولكنني لست أدري أصل هذا الفرع أشامي هو أم مغربي، فإن فيها عبارات من كلتا الجهتين)
المؤرخ الشدياق نسَب اللغة المالطية تمامًا إلى اللغة العربية، وتحديدًا إلى اللهجة الشامية أو المغربية، بالجانب إلى لغات أخرى أهمها الإيطالية التي لا تزال بصمتها واضحة على لهجة المالطيين.
– المستشرقون يقولون إن أهل مالطة من جذور عربية، وهذا ما يؤكده مؤرخون مالطيون، يأتي في مقدمتهم شاعر مالطا الكبير (أدريان كريما) في كتابه: “مسافات وقصائد أخرى”: إذ يقول إن المالطيين (عرب مسلمون) تحولوا إلى المسيحية تدريجيا بعدما تقطعت بهم السبل
ويضيف أدريان كريما: اللغة المالطية (لكنة) عربية شابتها بعض المفردات الإيطالية،
– اللغة العربية موجودة في اللهجة المالطية بشكل كبير جدا، يثير الدهشة،
حتى أسماء المدن المالطية: (الرباط، المدينة، سليمة، هودج، مليحة)، وأسماء الشوارع والأماكن، على لوحات الإرشاد، وفي وجوه الناس وأحاديثهم، وأسمائهم وألقاب عائلاتهم.
كل شيء في شوارع مالطا يجعلك تتيقن أن (العرب كانوا هنا قرونا: حكموها وعمّروها وعرّبوها)
– أيضا الأمثال الشعبية المالطية عربية الجوهر، مثل قولهم “المكتوب مهوش مهروب”، ويقابل ذلك قول بعض أهل المشرق “المكتوب منوش مهروب”.
أمثال أخرى يردّدها أهل مالطا بعربية ركيكة: “اشرب الماء الصافي من رأس النبع”، و”الله يعطيك شيء ويأخذ آخر”،
إلخ
– وكما ضاعات الأندلس وفلسطين والهند والبرتغال وغيرهم؛ ضاعت مالطا.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.
………….
يسري الخطيب